لقاءٌ مع الشاعر والكاتب والناقد الدكتور أسامة مصاروة

- أجرى اللقاء: الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه – المغار - الجليل –

تاريخ النشر: 02/01/24 | 7:45

مقدمة وتعريف : الدكتور أسامة عبد الكريم مصاروة من سكان مدينة الطيبة – المثلث – مواليد عام 1946 ، عمرهُ 77 سنة ، أنهى دراسته الإبتدائية والثانوية في الطيبة ثم تابع دراسته الأكاديميَّة في جامعة تل بيب وحصل منها على شهادة ( أل b. a ) في موضوع الادب الانجليزي .. وبعدها درسَ في جامعة “كلارك” في الولايات المتحدة ونال هنالك شهادة الماجستير( m. a ).. وتابع دراسته للدكتوراة في جامعة ( يورك ) في الولايات المتحدة أيضا في الأدب الإنجليزي ,. وبعد رجوعه إلى البلاد عمل مدرِّسا في مدرسة الطيبة الثانويَّة للغة الانجليزيَّة وحتى خروجه للتقاعد .
هو شاعر وكاتب وأديب ومترجم وباحث باللغة العربية والانجليزية والعبرية. أصدرالكثيرَمن الكتب في جميع المجالات والألوان الأدبيَّة، وله أكثرمن 35 إصدار ما بين رواية وقصة ونقد ودواوين شعريَّة ومسرحيات وترجمات. شارك في الكثيرمن الهرجاناتِ الأدبيَّة والثقافية– محليًّا وخارج البلاد، ونال العديدَ من الشهادات الدكتوراة الفخريَّة وشهادات التكريم من مؤسسات وجامعات محليَّة وعربيَّة وعالميَّة. وهو يتولى الآن منصب نائب رئيس الإتحاد القطري للأباء الفلسطينيين في الداخل . ونظرا لمكانتِهِ ومنزلتِهِ الأدبيَّة والثقافيّة الراقية أجريت معه هذا اللقاء الصحفي المطول.

*سؤال 1) متى بدأتَ تمارسُ الكتابة الأدبيَّة على مختلفِ أنواعِها وكيف كانت البدايات…ومتى كانت نقطة الانطلاقِ والشُّهرةِ؟؟
– جواب 1 – بدأتُ الكتابة وأنا في دراستي للمرحلةِ الثانويَّة ، وكنتُ أكتبُ فقط القصائدَ الشعريَّة ولأنني كنتُ اعرفُ أني أريدُ ان أكون شاعرًا وكاتبا منذ تلكَ الفترة . كانت دراستي حتى ما بعد الثانويَّة تتمحور حولَ الأدب العالمي ، خاصة ( الأدب الانجليزي) ، ولذلك كانت باكورةُ انتاجي قصصا قصيرة وروايات وأشعارا بالانجليزيَّة ( بدأتُ أكتتب بالانجليزيَّة) …وسبب ذلك اني أردتُ أن أصلَ إلى المجتمعات الغربيَّة ومن ثم إلى المشهدِ الثقافي العالمي وأن تكون اللغةُ الانجليزيّة نافذةً إلى العالم الخارجي … ولأنني فلسطيني من الصعب عليّ وعلى جميع الكتاب والأدباء الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني أن يوصلوا أفكاراهم الأدبيَّة والفكريَّة إلى العالم الرحب من خلال اللغة العربيَّة فقط . ولذلك أردتُ من اللغة الانجليزيَّة أن تكون لي النافذة التي اطلُّ من خلالِها إلى العالم الخارجي الواسع ، وخاصة ان اللغة الانجليزيَّة هي لغة عالميَّة وواسع انتشارها … أي انني أريدُ أن أتحدَّثَ إلى الغرب خاصة بلغتهِم ولكي استطيعَ ان أنقلَ لهم مشاعري وظروفي وقضايا شعبي عامة .

سؤال 2 ) كلُّ كاتبٍ وأديبٍ أو فنَّان لا بدَّ أن تُواجههُ بعض المشاكل والعراقيل في بداية مشوارهِ الأدبي أو الفنِّي ..هل كانت هنالكَ عراقيلُ وصعوبات في البداية مشواركِ الإبداعي.. ومن أيَّةِ جهةٍ كانت هذه العراقيل ؟؟
– جواب 3 – في بداية مسيرتي الأدبيَّة وأعتقدُ أن المشكلة التي سأتحدَّث عنها واجهت أبضا ربما معظم الادباء المحليين المبدعين .. وما زالت تُواحهُهم، وهي:عدم توفُّر وسائل الإعلام التي تساعد الاديب على الانتشار (محليًّا وفي العالم العربي ) ، ولكن السنوات الاخيرة وبعد ظهور وتوفُّر منصَّات ومنابر الإعلام الالكترونيَّة ووسائل التواصل الإجتماعي أصبح ممكنا أن يتواصل الأديب مع شريحة كبيرة من المثقفين محليًّا وفي العالم العربي ..مع أنَّ نسبة القرَّاء في المجتمع العربي متدنيَّة جدًّا.

*سؤال 3 ) كيف كان الدعمُ التشجيعُ لك في اليدايات ؟؟
– جواب 3 – التشجيعُ المحلي مُؤسفٌ جدا فلا نبيّ في وطنه ، ولكن كما قلت سابقا :مع انتشار وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي وانفتاح العالم العربي أصبح بالإمكان أن أعرِّفَ القرَّاءَ بإبداعاتي وإصداراتي كغيري من الكتاب والأدباء المحليِّين ، والذين كانت أبوابُ الانتشار موصدةً أمامهم .

*سؤال 4 ) أنتَ حقَّقتَ شهرةً كبيرة وواسعة : محليًّا وعربيًّا وعالميًّا .. كيف وصتّ إلى كلِّ هذا ؟؟!!
– جواب 4 – لو وصلتْ ثقافة المرء إلى مرحلةٍ عالية وخطت البحور بدون الأخلاق والقيم والمثل وأولها وأهمُّها التواضع فلا فيه ولا في كتاباته وانجازاته .. وكما يقولون : عندما يثقلُ حملُ الغصن ينحني . والسنبلة المُمتلئة بالقمح تكونُ منحنية والفارغة تكون شامخة .. ولذلك فالأمر يتعلّقُ أولا في التربية في البيت ..وبعدها يكون الوالدان مثقفين ومتواضعين ..فهما يكونان قدوةً لهُ في كلِّ شيىءٍ جيد وإيجابي وإنساني …وهكذا انا تربَّيتُ وترعرعتُ.. فالأخلالقُ الحميدةٌ هي جزءٌ أساسيٌّ من تكويني الشخصي ، وينعكسُ في تصرُّفاتي وحياتي اليوميَّة وعلى كتاباتي وإبداعي، وفي نفس الوقت أكونُ قدوةً ومثالا حسنا لابنائي وأحفادي . وبالطبع يسعدني أن أجدَ قبولا لدى الآخرين الذين يثنون على اخلاقي هذه وعلى قيمي ومبادئي التي أفضلُ الموتَ على أن أتنازلَ عنها .. ولذلك من خلال حياتي كلها رفضتُ قبولَ أيِّ منصبٍ إداريِّ يتناقضُ مع مبادئي وآرائي وأفكاري المُلتزم بها. فأنا بالنسبة لي الكثيرالكثيرالذي أقول أمتلكه هوأن أقولَ (( لا )) وأن أقولَ (( نعم ))عندما يستحقُّ ويتطلب الأمر ذلك . وبالنسبة للشهرةِ هنالك فرق بين ما يسعى إليها ومن تأتيه ضمنيًّا وتلقائيَّا وبجدارةٍ من محبَّة الجمهور والناس له وتقديرا لإبداعاتهِ وأخلاقه ووقيمه. فالإبداعُ والأخلاقُ إذا لم يكونا صنوين فلا قيمة للإنسان مهما فعلَ وأنتجَ من أعمال .

*سؤال 5 ) أنتَ كتبتَ وأبدعتَ في كلِّ المجالات والألوان الادبيَّة ( الشعر على أنواعه : كلاسيكي وتفعيلة وشعر حر ) … وكتبتَ الرواية والقصَّة والمسرحيَّات والنقد والأبحاث والترجمة ..إلخ ).. في أيِّ المجالات الأدبيّة تستطيعُ الكاتبة والتعبيرَ بشكل أسهل وأفضل وتجدُ نفسَك ناجحا وبدعا ومتألّقا أكثر..ولماذا ؟
– جواب 5 -إصداراتي الأدبية هي فعلا متعدّدة ومتنوّعة، فهنالك الروايات والقصص القصيرة والدواوين الشعريَّة والمسرحيات والنقد والترجمات والمقالات – كما ذكر سابقا – وربما يتعجّبُ القارىء إنني لا أميِّزُ هذا المجال او ذاك المجال .. ولا أفضّلُ واحدا على الآخر فكلهم أبنائي . فانا عندما اكتبُ رواية أو قصيدةً أو أيَّ عمل أدبي فأنا أكون ملكه وهو يفرضُ عليَّ كتاباته ..فالمسألةُ مسألةُ تأثُّر لحدثٍ أو مشهدٍ أيًّا كان أثَّرَعلي شعوريًّا وعاطفيًّا فكان العملُ الأدبيُّ إنتاجا وانعكاسًا لهذه الاحاسيس والمشاعر التي أضعُها على الورق . فالعملُ الادبي باختصال هو تجسيدٌ لهذا التأثّر .

*سؤال 6 ) كم كتاب وديوان شعرأصدرتَ حتى الآن؟؟
– جواب 6 – أصدرت حتى الآن 36 كتابا تقريبا من شعر وقصص وروايات ونقد وأبحاث ودراسات ومسرحيات وترجمات..وغيرها .

*سؤال 7 ) أهمُّ المواضيع والقضايا التي تعالجُها في كتاباتِكَ ؟؟
– جواب 7- بشكلٍ خاص سواء كان شعرا أو نثرا أتناولُ أوَّلا المواضيع والقضايا الوطنيَّة ثمَّ القضايا الإنسانيَّة والإجتماعيَّة والثقافيَّة والوجدانيَّة .

*سؤال8 ) المنابرُ ووسائل الإعلام التي تنشرُ فيها كتاباتكَ وأبداعاتكَ ؟؟
– جواب 8 – أنا أنشرُ في مئاتِ المواقع والمنتديات والصحف والمجلات الورقيَّة والألكترونيَّة – محليًّا وعربيًّا وعالميًّا .

*سؤال 9 ) حظكَ من الصحافةِ ووسائل الإعلام المحلي في مجال النشر وتغطية اخبارك ونشاطاتك الأدبيَّة والثقافيَّة ؟؟
– جواب 9 – بشكل عام وسائل الإعلام المحليَّة على جميع أشكالِها وأنواعِها تولي اهتماما قليلا جدا بالمجالات الأدبيّة والثقافيَّة ، وتهتمُّ أكثر بالمواضيع التي تجذبُ المشاهدَ العربي أكثرمن غيرها، مثل : الانتخابات ، مشاكل العنف والأحداث العنيفة التي يواجهُها المجتمع العربي في الداخل ،والمناسبات الإجتماعيَّة التي تُثيرُ انتباهَ واهتمامَ القارىء والمُشاهد العربي البسيط ..فما يهمُّ وسائلُ الإعلام المحلي هو الإنتشار والحصول على نسبة مشاهدين وقرَّاء أكثر ..وللأسف لاشديد فالمواضيعُ الأدبيَّة في أدنى سلم الاولويَّات .

*سؤال 10) الأمسياتُ التكريميّة التي أقاموها لك محليًّا وخارج البلاد ؟؟ – جواب 10 – لقد حظيتُ بنيلِ شهاداتٍ تكريميَّة كثيرة جدا ، وذلك لاستعدادي على تلبييةِ كل دعوةٍ للمشاركة في أمسية ثقافيَّة وأدبيَّة أحييها في منتديات ومؤسسات أكاديميَّة وثقافيَّة في جميع أرجاء البلاد وخارج البلاد .

*سؤال 11) رأيُكَ في ظاهرةِ الفوضى والتسيُّب الموجودة بشكل كبير في الآونة الأخيرة على الساحة الأدبيّة والثقافيَّة المحليَّة…وتكريم كلّ من هبَّ ودبَّ ، وإقامة الأمسيات التكريميَّة لأشخاص لا توجدُ لهم أيّة علاقة مع الشعر والأدب والثقافة والإبداع بعد أن يصدرُوا أيَّ كتاب لهم يكون دون المستوى المطلوب من قبل بعض المنتديات والأطر والمؤسسات المحليَّة التي تتظاهر وتدَّعي خدمة الثقافة والأدب وهي تعملُ على تدمير ووأد الثقافة والأدب والإبداع المحلي كما يبدو ؟؟!!
– جواب 11 – للأسف أقولُ : إن هنالك شعراء ولكن لا أرى شعرًا .. بمعنى أن هنالك الكثير من مُدَّعي الشعر الذين لاعلاقة لهم بالشعر والأدب والثقافة . والغريب أنَّ لمثلِ هؤلاء تُفتتحُ الأبوابُ وتُمنحُ لهم الجوائز لاعتباراتٍ خارجة عن الادب والفكر والإبداع ..بينما هنالك من يستحقون كلَّ الدعم والإهتمام والتكريم ولا يحظون بذلك..والأسباب ايضا خارجة عن نطاق (( الأدب )) والفكروالإبداع .

*سؤال 12) هل هذه الظاهرةُ الهجينة والدَّخيلة والجديدة جاءت بشكل عفويٍّ وعشوائي …أم أنها تأتي من سياسةٍ ونهج مرسوم ومخطط لئيم للتخريبِ على الأدب والثقافةِ والإبداع العربي المحلي ؟؟
– جواب 12 – هذا مقصود بالتأكيد وهنالك محاولات ومخططات لقتل ووأد المشهد الأدبي والثقافي الفلسطيني المحلي ، ولذلك نرى كما قلت سابقا : هذه المحاولات والمُخططات تتجسَّد برفع شأن مُدَّعي الأدب والثقافة والدخيلين على الساحة الادبيَّة وطمس كل عملٍ أدبيٍّ وثقافيٍّ إبداعيٍّ محليًّا ، والتعتيبم على خيرة كتابنا وشعرائِنا الوطنيِّين المبدعين .

*سؤال 13 ) رأيُكَ في جائزةِ التفرُّغ السلطويَّة من جميع النواحي ؟
– جواب 13 – حتى الآن لم قدّم لهذه الجائزة ولن أقدِّمَ لها مستقبلا لأسبالب عديدة . وهذه الجائزة لا تُعطى حسب رأيي لمستوى الكاتب وللإبداع ، وفي أغلب الأحيان تعطى للجائزة لأشخاص لا علاقة لهم بالأدب والإبداع . هذه الجائزة تُسمَّى (جائزة التفرُّغ )..من قال حتى يكونُ المرءُ مبدعا يجب التفرّغ لهذا العمل والمضمار ….هل هذا وظيفة (( التفرُّغ )) ؟؟!! ..وهل من تفرَّغَ فعلا أبدعَ بشيىء وعملَ ما له علاقة بالأدب.؟؟؟ . ومن معرفتي أنا شخصيًّا هنالك من نالوا جائزة التفرُّغ وكانوا يشتغلون في وظائف أخرى ولم ينتجوا ويقدِّمُوا أيَّ عملٍ أدبيٍّ إبداعيٍّ لانهم ليسوا مؤهّلين لذلك ولا داعي لذكر أسماء في هذا الصدد .

*سؤال 14 ) رأيُكَ في مستوى الشعر والأدب المحلي ومقارنة مع الشعر والادب خارج البلاد وفي الدول العربية المجاورة ؟؟
– جواب 14 – مع انه هنالك طفرة في عدد الشعراء إلا انني لا أستطيع تسمية معظمهم شعراء ..بمعنى أن هنالك من بيننا شعراء وهم القلة القليلة وانهم شعراء على مستوى راق وعال جدا ، وهم من أستطيع القول : إنهم أفضل من شعراء كبار وعمالقة على مستوى العالم العربي حاليًّا .

*سؤال 15 ) رأيُكَ في مستوى النقد المحلي ؟؟
– جواب 15 – النقد المحلي معظمهُ لا يرقى إلى المستوى المطلوب إذا قارنّاهُ مع النقد مع النقد الموضوعي المبني على معرفةٍ حقيقيَّة بأصول وأسس النقد الأدبي الأكاديمي البعيد عن العلاقات والمآرب الشخصيَّة .

*سؤال 16 ) أنتَ عضوٌ بل نائب رئيس اتحاد الأدباء القطري للشعراء والكتاب الفلسطينيين المحليين في الداخل.. لماذا أنتَ عضو في هذا الإتحاد بالذات ولم تنتسب وتنضم لإتحاد أو إطار أدبيٍّ محليٍّ آخر..والجدير بالذكر أنه يوجدعندنا عدة إتحادات ومنتديات وتجمعات أدبيَّةعلى الصعيد المحلي؟
– جواب 16 – إنّ اتحادَنا يضمُّ أرقى وأفضل الشعراء والأدباء المحليِّين الذين بصدق وبضمير مرتاح أسمّيهم شعراء وكتّاب النحبة .. وكلُّ من يُريدُ الانتساب إلى إتحادِنا يجب أن يتقدَّمَ بطلب الانتساب ، وهنالك لجنةٌ خاصة بقبول أو رفض أي شخص متقدم وراغب في الإنتساب ، وهذا يدلُّ على أننا لا نقبل كلَّ طلب رغبة في زيادة العدد والكم فنحنُ لا نبحث عن العدد بل عن الكيف …فمعظمُ أعضائنا اساتذة كبار وأصحاب ألقاب أكاديميَّة عالية ولهم الكثير من الاعمال الإبداعيّة المُميَّزة شعرا ونثرا معترف بها محليًّا ودوليًّا .

*سؤال17) أنت كاتب وشاعرٌ وناقد كبير ومخضرم..بماذا تنصحُ الشعراءَ والكتابَ الجدد وحديثي العهد الذين ما زالوا في بداية مشوارهم الأدبي ؟؟
– جواب 17 – لا أتصوَّرُ ان يكون المرءُ شاعرًا دون ان تكون لهُ مساحة ثقافيَّة واسعة جدا. فالشعرُ يحتاجُ إلى العديد من العناصر والأشياء الهامَّة . ويجب أن يمتلكَ الشاعرُ ثقافة واسعة جدًّا لكي يستطيع أن يبدع ويُجدِّدَ ويُعبِّرَعن أمورعديدة : إجتماعيّة وإنسانيَّة ووجدانيَّة وفلسفيَّة وفكريَّة وغيرها. وكيف يُمكنُ لإنسان بدون أنى معرفة او ثقافة أنيكون شاعرا .ولهذا أنا انصحُ كلَّ من يشعر أنَّ لديهِ موهبة أو رغبة في أن يكون شاعرًا أو أديبا أو كاتبا أن يُنمِّيَ ويُطوِّرَالمساحة الثقافيَّة عربيًّا وعالميًّا كذلك كي يستطيع أن يطوِّرَ ذاته وإنتاجه

*سؤال 18 ) أنتَ عملتَ في حقلِ الترجمةِ وترجمتَ الكثيرَ من الأعمال الأدبيَّة والشعريَّة والمسرحيَّات العالميًّة لشعراء وكتَّاب أجانب كبار وعالميِّين إلى اللغة العربيّة ..هل ترجمةُ الأعمال الأدبيَّة من لغة للغة عمل صعب حسب رأيكَ ، لانه كما هو معروف يجب المحافظةعلى المستوى الفنِّي الراقي وسحر البلاغة حتى لو ترجم العمل للغةٍ أخرى ؟؟

– جواب 18 – كي يستطيع الشخصُ ان يترجمَ عملا أدبيًّا من لغة أجنبيّة إلى لغة أمِّهِ عليه ان يكون متمكنا وضليعا بشكل كبير جدا باللغتين . فمثلا : أنا عندما ترجمتُ مسرحيَّات لشكسبير من الانجليزيَّة إلى اللغة العربيَّة يجب أنا كون فاهما ومُلمًّا بلغة شكسبير الكلاسيكيَّة ، وهي اللغة الانجليزيَّة القديمة قبل عدة قرون . لا يمكن ان أترجم ترجمة صحيحة ودقيقة إذا لم أكن على علم ودراية بالاسلوب المسرحي للكلاسيكي الانجليزي قبل قرون والأحداث التي يتحدث عنها وتناولها شكسبير في مسرحيَّتهِ : تاريخيًّا وفكريًّا وفلسفيًّا ..إلخ . ثمّ أستطيع ان أترجمَ هذه الصور البلاغيَّة بشكل سليم وأحافظ على معناها بلغةٍ عربيّة قوية واضحة .

*سؤال 19) اسئلة شخصيَّة
جواب 19 – *البرج : السرطان .
* اليوم المفضل : لا يوجد يوم مُحدّد .
*اللونُ المفضل : اللون الأسود .
*الشراب المفضل : القهوة .
*الأكلة المفضلة : السمك .
*سؤال) أحسن وأفضل مكان تحبُّ ان تكون موجودا فيه دائما ؟
– جواب : البيت .
*سؤال ) هل تحبُّ : الطبيعة والبحر والرحلات والنزهات ؟؟
جوال – طبعا أنا أحبُّ كثيرا الرحلات والنزهات والطبيعة والبحر … وكان لديَّ قبل سنوات مكتبٌ للسياحة ، وكنتُ أنا مرشدا سياحيًّا .

*سؤال ) هل تحبُّ الموسيقى والغناءَ ومن هو مطربُكَ المفضل ؟
– جواب – طبعا أحبُّ الموسيقى والطرب ولا استطيع ان أكتبَ بدون الأستماع إلى الغناء والموسيقى ، وخاصة الكلاسيكيَّة الشرقيَّة الاصيلة وبدون صوت ام كلثوم قبل أن أنام ..فأنا أعشقُ صوتها .وأعشق صوت فيروز وماجدة الرومي وكل عمالقة الزمن الجميل .

*سؤال ) رأيكَ في كلٍّ من : الحُب ، الجمال الحياة ، الامل ، السعادة ؟؟

– جواب – الحبُّ : أنا دائما أقول : من لا يُحِبُّ ليس بإنسان ..
الحياة : كلُّ إنسان له مفاهيمُهُ وآيديلوجيَّتُهُ الخاصة في الحياة ..وأنا أقولُ :عندي وجهة نظر في هذا السؤال..وأتت في مخيّلتي هذه الآية الكريمة في سورة ((تبارك )): ” الذي خلقَ الحياة والموتَ ليبلوكم أيكم أحسن عملا ” – (صدق الله العظيم ) . ومعنى ذلك: إن الحياة هي الطريق التي ستؤدي إلى الموت…والحياة إذا هي امتحان يمتحننا الله بها يحدد من هو صالح منَّا بمعنى من عاشَ حياةً صالحة يستطيعُ أن يموتَ وهو مطمئن وفائز برضى الله عليه ….فإذا الحياة هي بحدِّ ذاتها تجربةٌ وامتحان للإنسان .
-الجمال : هو في عين الرائي أو المشاهد وشيىء نسبي بمعنى ان كلَّ إنسان يرى الجمال بصورة مختلفة ، وهنالك من يرى الجمال الخارجي في الشيىء ، ومنهم من يرى الجمال الروحي . وأنا أرى الجمالَ الروحي في الإنسان .
الأمل : هو الدافع والحافز الذي يدفع الإنسان ليستمرَّ في الكفاح من أجل أن ينالَ النصرَ والحياة الأفضل .
السعادة : أن أكون راضيا عن نفسي .

*سؤال ) ما رأيُكَ في هذه المقولة : وراء كلِّ رجل عظيم امراة ؟؟
جواب – هذه المقولة صحيحة وهنالك العديد من الأمثلة على ذلك لا حاجة لذكرها .

*سؤال ) أنت رغم تقدُّمكَ في السن تبدو أصغر من جيلك وسن!ك بكثير..ما هوالسبب ؟؟
– جواب – إذا كان القلب عامرا بالحبِّ والمودَّة والخير واحترام الغير ويرجوهُ للآخرين ، ولا يعرف الحقد والضغينة والغيرة والحسد . هذه العناصر تجعل الإنسان مرتاح الضمير وسعيدا في داخله وينعكس هذا على شكله ونفسيته وكيانه ككل.. والحالة النفسيَّة للإنسان تنعكسُ بشكل مباشرعلى الناحية الصحيَّة والجسمانية والمظهرالخارجي ..وهذا هوالسبب الذي يجعلني أبدو صغيرا وأصغر من سنِّي بكثير .

سؤال) هل الشكلُ والمظهرُ والجمالُ الخارجي للإنسان له تأثيرٌ على نجاح وتألق الشخص سواء كان شاعرا أو فنانا أو مطربا..إلخ …وخاصة أنت تتمتعُ بوسامةٍ وهيبةٍ وحضور ؟؟
– جواب – طبعا الشكل والمظهر الخارجي والجمال الجسدي والوسامة والحضور بالإضافة إلى حسن الأخلاق والتواضع واللباقة في الحديث لهم دور كبير في قبول الشخص وفي التألق والنجاح .

سؤال ) ما هي عناصرُ الجمالِ للإنسان حسب رأيكَ ؟؟
– جواب – العناصر هي :الوفاء ، الإخلاص عند الإثنين الرجل والمرأة والمبادىء والقيم والمثل والاخلاق الحميدة والثقافة والمعرفة والذكاء والأدب وحسن السلوك .

سؤال 20 ) طموحاتِكَ ومشاريعُكَ للمستقبل ؟؟
– جواب 20 – طموحاتي ان استمرَّ في مجال الإبداع وأن يبقى لديَّ الإلهامُ والحافزُ والرَّغبةُ القويّة في الكتابة،وليس مثل البعض من الأصدقاء الذين توققوا كليًّا عن الكتابة لأنه لم يبقَ لديهم ما يكتبونه حيث انهم نضبوا كليًّا من الإبداع . والحمد لله أنا حتى الآن يقولون عنِّي : كالبحر الزاخر والمحيط الهادر الذي يعطي دوما وبشكل يوميٍّ ويبدع ويقدمُ كلَّ ما هو جديد ومُضميَّز إلى الآن . وأتمنى أن أظلَّ كذلك .

سؤال 21 ) كلمة أخيرة تحبُّ أن تقولها في نهاية اللقاء ؟؟
– جواب 21 – أولا أشكرك جزيل الشكرصديقي وأخي العزيز الدكتور حاتم جوعيه وأرجو أن يظلَّ كلينا مبدعين وملهمين ومعطاءين .. وأتمنَّى أن يتطوَّرَ المشهد الثقافي والادبي المحلي إلى الأحسن والأفضل .

( أجرى اللقاء : الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل -)

تعليق واحد

  1. مقابلة شاملة تغطّي حياة الأديب أسامة مصاروة وإنتاجه الأدبيّ.
    للمعلوميّة: الأديب أسامة درس لشهادة BA في اللغة الإنجليزيّة
    في الجامعة العبرية في القدس وليس في جامعة تل – أبيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة