قمم النذالة العربية والاسلامية

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 12/11/23 | 16:57

السعودية التي يحلو لعاهلها سلمان بن عبد العزيز (مثل غيره ممن سبقوه على العرش) وصف نفسه بخادم الحرمين الشريفين، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من اتفاق تطبيع مع إسرائيل، هذه الدولة تستضيف ثلاث قمم في قمة يعني (3/1) وكلها تتعلق بالقضية الفلسطينية بشكل عام ولا سيما الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي بشكل خاص: الأولى هي القمة السعودية الافريقية، التي جرت الجمعة الماضي (عالسريع) والثانية قمة منظمة التعاون الإسلامي التي جرت السبت، والثالثة هي القمة العربية الطارئة.

القمة العربية الطارئة التي تجري في الرياض، هي القمة رقم 51 خلال 77 عاما، حيث عقدت تحت مظلة الجامعة العربية 32 قمة عادية، و14 طارئة، يضاف لها القمة الأخيرة لتصبح 15 طارئة، و4 قمم اقتصادية تنموية. ولم ينتج أي شيء ملموس عن هذه القمم للقضية الفلسطينية بشكل عام او للشعب الفلسطيني شكل عام خاص سوى قرارات سخيفة مجرد حبر على ورق. كيف يمكن لجامعة دول عربية ان تكون مفيدة للشعب الفلسطيني وبريطانيا هي صاحبة فكرة تأسيس هذه الجامعة؟ كيف يمكن ان تكون بريطانيا منشأ وعد بلفور ان توافق على مشروع يفيد العرب عامة والفلسطينيين خاصة؟

لو راجعنا كافة البيانات الختامية لقمم النذالة العربية لوجدنا مضامينها متشابهة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. اسمعوا ما قاله السياسي والدبلوماسي والمفكر اللبناني الراحل شارل مالك عام 1949 في وصفه للأوضاع العربية: “سيأتي يوم، لا يُحل فيه ولا يُربط في العالم العربي شيء إلا برضى اليهود، ويكون عند ذاك أن الحكومات والنظم والأشخاص، تثبت أو تُقلب، بناء على رضى اليهود أو غضبهم، فرئيس دولة أو رئيس حكومة، ينهض أو يسقط، لأن تل أبيب ومن ورائها اليهودية العالمية المتمركزة في نيويورك وغيرها من العواصم الغربية، أرادت نهوضه أو سقوطه”. ما قاله الراحل شارل مالك يطبق فعلا على ما تعيشه اليوم دول “عرب إسرائيل”.هذه الدول وحسب جملة إنجليزية هي دول”Hopeless” أي لا امل منها.

أضحكني الصديق محمد بركة رئيس لجنة المتابعة، عندما قرأت انه بموجب قرار الاجتماع الأخير للمتابعة، بعث برسالة عاجلة الى (نجوم) القمة العربية في السعودية دعا فيها “للعمل من اجل ايقاف الحرب والعدوان على شعبنا في غزة والعمل على التصدي للتهجير، ولإعادة المهجرين الى منازلهم”.

على الصعيد الإعلامي الخطوة سليمة. ولكن هل من يسمع؟

القادة العرب يا أبا السعيد يجتمعون في ظلّ وقائع مأساوية: هم صم بكم لا يفقهون: هل تعتقد انهم يرون المشهد الكارثي لشارع صلاح الدين وسط قطاع غزة الذي شهد أفواج النزوح الجماعي من الجزء الشمالي إلى الجنوبي، والذي يذكّر بمشاهد نزوح نكبة 1948؟

وأخيراً…

هؤلاء (الدمى) الذين ابتليت بهم شعوبهم لم يأتوا الى السعودية للخروج بموقف جماعي موّحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية، بل أتو ليذرفوا دموع التماسيح ليس أكثر، ولينفذوا ما يقال لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة