حكاية طوفان وانهيار العقيدة الدفاعية لجيش الشعب المختار

الاعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 09/10/23 | 11:22

الضربات البرية والجوية المؤلمة التي وجهتها حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) لإسرائيل والتي حملت اسم “طوفان الأقصى” هي عملية عسكرية نوعية بامتياز لم يسجل تاريخ الصراع الغربي الإسرائيلي مثيلاً لها وهي تحول كبير في الكفاح الفلسطيني.. والمفارقة ان عملية “طوفان الأقصى” حدثت في السابع من أكتوبر أي بعد يوم من نفس الشهر الذي وقعت فيه حرب أكتوبر عام 1973 قبل خمسين عاماً وانتصر العرب فيها.

في تلك الحرب تكبدت إسرائيل خسائر جسيمة بالارواح والعتاد (حسب اعترافهم) في أرشيفهم الذي سمح بالاطلاع عليه. وفي هذا اليوم ألحقت حماس خسارة معنوية هائلة بإسرائيل بصعب تقدير حجمها إضافة إلى الخسارة في الأرواح والعتاد. حالة المواجهة الحالية بين حماس وإسرائيل والتي أطلق عليها نتنياهو (حالة حرب)، هو نفسه بيبي وشريكيه بن غفير وسموترتش الذين يتحملون مسؤوليتها. هذا الثلاثي تمادى في تجاوز كل حدود المعقول محليا وفلسطينيا ولا سيما ممارسات بن غفير وعنجهيته التي صبت الزيت على النار. وهم الآ يدفعون الثمن.

لم يكن في حسبان اسرائيل ان يكون حجم “تسونامي” القادم من جنوبها بهذا الشكل والحجم، فكان هجومها مباغتة وغير مألوف على دفاعات جيش يعتبر نفسه أحد أقوى الجيوش في العالم. لكن هذه الدفاعات سقطت أمام قوة المقاومة الفلسطينية لدرجة ان المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اعترف بأن ” العقيدة الدفاعية العملياتية انهارت كليا عند حدود قطاع غزة والمجهود العسكري لحماس حقق نجاحًا كاملًا”.

انظروا الى هذه اللوحة الفنية عسكريا التي خلقتها حماس: هجوم على الجيش الإسرائيلي في عدة مواقع جنوبا، فيتمكن المقاتلون من التسلل والعبور باتجاه المستوطنات الإسرائيلية لغلاف غزة وسيطرة على اكثر من عشرين موقعا عسكريا إسرائيليا، واسر عشرات الإسرائيليين من الضباط والجنود والاستيلاء على عدد من الآليات والتجهيزات العسكرية. لوحة “حماسية” لم تعهد إسرائيل مثيلا لها مقدمة للجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر حسب ادعائهم.

من الطبيعي ان تفقد إسرائيل صوابها ومن الطبيعي ان يهرول قطعان المستوطنين الى مخابئهم مثل الجرذان، ومن الطبيعي وهو المتوقع ان يقوم الجيش الاسرائيلي (منهار العقيدة الدفاعية) باعتراف محللين عسكريين إسرائيليين، بعملية قصف جوي على غزة، أطلق عليها “السيوف الحديدية” وتشن مقاتلاتها الحربية غارات على المباني الحكومية وأبراج ومجمعات سكنية في قطاع غزة وكذلك مواقع تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية،.اهل غزة تعودوا على القصف وتعودوا على كل التسميات، لكنهم تعودوا أيضا على المواجهة وعدم الاستسلام.

اسمعوا ما يقوله الدبلوماسي الأميركي السابق مارتن إنديك، الذي عمل كسفير لبلاده في إسرائيل لصحيفة “فورين افيرز” بشأن عملية طوفان الأقصى: ” أنّ العملية تؤكد الفشل الكامل لسلطات إسرائيل”. كلام واضح.

ما أفرزته عملية “طوفان الأقصى” هو هزيمة مذلّة لجيش مشبع بأحاسيس الفوقية والتفوّق والعنجهية والمتخم بمشاعر التميّز الالهي، بانّه من فصيلة الشعب المختار.

وأخيراً… الاهمية في عملية “طوفان الأقصى” أن المقاومة الفلسطينية هي التي بادرت، وهي التي فاجأت ،وهي من اعلنت كلمة السرّ واقتحمت أجواء ومستوطنات إسرائيل. المقاومة الفلسطينية قامت …حقاً قامت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة