طوفان الأقصى.. عظمة وعبر

معمر حبار

تاريخ النشر: 09/10/23 | 8:19

تطويع الجغرافيا:

جغرافية غزة مكشوفة ومبسوطة تفتقر للغابات، والجبال، والهضاب التي تساعد على الاختفاء. ورغم ذلك استطاعت الصقور الفلسطينية من اختراقها باحترافية عالية، ومباغتتة الصهاينة حتّى أمسى أسر الجنود الصهاينة لعبة يتسلى بها الرجال. مايدل على معرفتهم الجيّدة للجغرافية التي ولدوا فيها، وتطويل وسائل بقدرات ذاتية لاجتياز الجغرافية المكشوفة بسهولة، ودون خسائر كالدراجة النارية الطائرة، والمنطاد، والطائرات المسيّرة بأنواعها، وأشكالها.

من أطفال الحجارة إلى الطائرات المسيّرة:

الرجال العظام الذين تفوّقوا على “الجيش الذي لايقهر؟ !” كانوا إلى عهد قريب أطفالا يدافعون عن الأرض، والعرض بحجارة وأطلق عليهم يومها لقب “أطفال الحجارة”. وبعد أن اشتدّ ساعدهم وبلغوا السّعي، انتقلوا إلى صنع الطائرات المسيّرة، والدراجة النّارية الطائرة، والصواريخ العابرة التي جعلت أدوات الكشف التي أنفق لأجلها الصهاينة البلايين عاجزة عن كشفها.

من الهزائر إلى النصر:

الصهاينة الذين هزموا جيوشا عربية مجتمعة وأذاقوها الذّلّ، والهوان عبر خيانة بعض بقايا العرب. وكانوا يجوبون الأراضي الفلسطينية، واللبنانية حتّى وصلوا بيروت دون رادع. هاهو اليوم يفرّ جنودهم، وألويتهم، وفرقهم، والمغتصبين للمغتصبات، ويتركون وراءهم كلّ ماستولوا عليه من أرض فلسطين، ومتاع، وأدوات ويتزاحمون فيما بينهم أيّهم يسبق، ويصل إلى المطار لمغادرة أرض اغتصبها وليست له. وهذا بفضل الصقور الفلسطينية التي عشقت الطيران ولا تريد عنه بديلا.

ساعد ولو بالتّنديد:

استنكر راعي البقر على الدول التي أقامت خيانة، وجريمة التّطبيع رفضها التّنديد بحماس رغم أنّه طلب منها ذلك. مايدلّ أنّ كلّ عمل مهما كان صغيرا في البداية ضدّ الصهاينة، وكلّ محتلّ مغتصب يزعج، ويربك الصهاينة، وكلّ محتلّ. فلا تستصغر الدّعم الموجّه للأحرار الذين يدافعون عن أرضهم، وعرضهم. ولا تستصغر رفضك للصهاينة، وخيانة وجريمة التّطبيع، وكلّ مجرم محتلّ مهما كان صغيرا، فإنّ ذلك يؤلمه، ويسعى لطمسه ومحاربته. والحجارة أيّام أطفال الحجارة كلّفت خزينة الصهاينة الكثير ولذلك حاربوها، وطالبوا بتوقيفها، وتفاوضوا لأجلها.

الخيانة من وراء الصهاينة:

أثبتت الصقور الفلسطينية أنّ خيانة، وجريمة التّطبيع التي هرول نحوها بقايا العرب، وبعض المسلمين كانت -ولا زالت- من وراء اغتصاب الصهاينة لفلسطين، والسّيطرة، والعبث بالأرض، والعرض. ويكفي أنّ عددا قليلا من الرّجال الصّادقين، والذين لايملكون معشار مايملكه الصهاينة من نار، وحديد، ودعم غير منقطع استولوا على مساحة تفوق مساحة غزّة مرتين بسهولة عجيبة، ورجعوا سالمين وفي جعبتهم غنائم تؤلم العدو، وتدخل السّرور للصّديق، والحليف ودون خسائر بالغة.

بوارج راعي البقر:

تدخل البوارج الحربية لراعي البقر، تدلّ بوضوح أنّ الهزيمة التي لحقت بالصهاينة كبيرة، وعظيمة، وشاملة، وطويلة الأمد وفوق ماكان يتصوّره العدو، ولا طاقة له بالرّدّ. والفضيحة أصبحت علانية ولا يمكن إخفاؤها، وأرقام العدو -رغم التّخفي على الكثير منها-، تدل على أنّ الهزيمة بلغت أقصاها، وأصابت القائد المجرم قبل الجندي المجرم.

الأحد 23 ربيع الأوّل 1445هـ، 11 الموافق لـ 8 أكتوبر 2023

الشرفة- الشلف- الجزائر

الشلف – الجزائر

معمر حبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة