نظلّ نحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولو احتفلت به الدولة الفاطمية وغيرها

الأحد 9 ربيع الأوّل 1445، الموافق لـ 24 سبتمبر 2023
نظلّ نحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولو احتفلت به الدولة الفاطمية وغيرها – معمر حبار
نحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولو ناصره كافر:
حين عاد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الطائف، دخل تحت جوار كافر.
وحين هاجر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، اتّخذ من أريقط دليلا له في الصحراء، وهو كافر.
وحين حاصرت قريش سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ومنعت عنه الطعام. تدخل خمسة من فتيان قريش ومزّقوا وثيقة العار التي تمنع عن الأخ الأكل، والشرب وهم كفار. وتمّ بواسطتهم كسر، وإنهاء الحصار الاقتصادي بالتّعبير المعاصر.
لم يقل أحد من الأوّلين، ولا لاالآخرين لانتّبع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لأنّ الكفار هم الذين ناصروه. ولم يقل أحد لانحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لأنّه تلقى دعما، وسندا من الكفار.
الثّورة الجزائرية والاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
تلقت الثّورة الجزائرية دعما من طرف الفرنسيين المنصفين. وقتل، وعذّب بعضهم في سبيل نصرة الثّورة الجزائرية.
وتلقت دعما من بعض اليهود في الجزائر يومها. وكذا الشيوعيين، والماركسيين. ولم يقل أحد أنّنا نتبرّأ من الثّورة الجزائرية، وشهدائها، وقادتها، ورموزها لأنّها تلقّت دعما من الكفار.
عمّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم هو كذلك أوّل من احتفل بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
عمّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أعتق جاريته فرحا بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. ويكون بهذا أوّل من احتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، من عائلة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وفي الوقت نفسه، لم أقرأ يوما، ولم أسمع: كيف تحتفلون بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والأوّل الذي احتفل به من عائلة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، هو عمّه؟.
اليهود هم أوّل من صام عاشوراء:
حين هاجر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء. وحين سألهم، قالوا: هذا يوم نجى الله فيه سيّدنا موسى عليه السّلام. فصام يوم عاشوراء، وقال: نحن أحقّ بموسى عليه السّلام منهم. ولم يقل أحد كيف نصوم عاشوراء وقد صامه اليهود على وزن: كيف نحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والفاطميون احتفلوا بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
محاربة الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأسباب سياسية:
المسألة إذا سياسية لاعلاقة لها بدين، والمهم هو محاربة كلّ من يحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. لأنّه لافرق بين الفاطميين الذين احتفلوا بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وعمّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي كان أوّل من احتفل من عائلة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
والسؤال: لماذا يحاربون الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم باسم الفاطميين الذين لم يكونوا أبدا الأوائل الذين احتفلوا بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. ويصمتون عن عمّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، الذي كان أوّل من احتفل من عائلة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأعتق جارية كعلامة فرح، وحبّ؟ مايدل أنّ المسألة سياسية، ولا علاقة له بدين.
لم تكن الدولة الفاطمية قدوة للأمّة في الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
نتعامل مع الدولة الفاطية على أنّها دولة كغيرها من الدول. واحتفالها بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أو عدم احتفالها من الشؤون الداخلية التي لانتدخل فيها.
لم تكن يوما الدولة الفاطمية قدوة لنا. واحتفال الأمّة الإسلامية بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، نابع من حبّها، وتمسّكها بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولم يكن يوما تقليدا للفاطميين الذين اشتهروا بسيّئاتهم، وعاداتهم القبيحة، وكذبهم، وخرافاتهم.
مايجب التّأكيد عليه، أنّ هناك من سبقوا الفاطميين في الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومنهم: أمير “أربل” المذكورة سيرته العظيمة، وبطولاته، وكرمه، وتعظيمه لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتصدقه على الفقراء والمساكين، وحبّه للعلماء، والإنفاق عليهم دون حساب، واحتفاله بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بطريقة خلّدها التّاريخ منثورة، ومنشورة، ومحفوظة في أمّات الكتب لمن أراد الزيادة.
وأنا أخطّ هذه الأسطر قرأت عناوين كتب لعلماء مسلمين أجلاّء كتبوا في فضائل الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقبل الفاطميين بأمد بعيد. مايدل أنّ الفاطميين لم يكونوا أوّل من احتفلوا بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.