حجّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم
معمر حبار
تاريخ النشر: 10/06/25 | 6:09
الحج في مكة؟ !:
لم يحج سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو بمكة. لأنّ قريش تمنعه ولا تريد أحدا أن يتدخل في الحج. ولم يكن له القوّة العددية، والمادية ليحج. وظلّ دون حج طيلة مكوثه في مكة مدّة 13 سنة.
الحجّ مرّة واحدة:
حين هاجر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى مدينة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومكث فيها 10 سنوات. وحجّ مرّة واحدة فقط، وطيلة حياته الشريفة.
اكتفى صلى الله عليه وسلّم، بالعمرة يوم صلح الحديبية، بعد الاتّفاق مع قريش على أن يحج العام القادم وليس هذا العام.
أرسل صلى الله عليه وسلّم، من ينوب عنه في الحج. ولم يحج يومها حتّى جاء اليوم الذي حجّ فيه.
الحجّ بعد بناء الدولة، والمجتمع:
كان سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يملك القوّة العسكرية الضّاربة في السنوات الأخيرة من هجرته إلى مدينة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وبالضّبط حين قال لأسيادنا الصحابة، رحمة الله ورضوان الله عليهم جميعا، وفيما معناه: سنغزوهم ولا يغزوننا.
يفهم من هذا، أنّ الحج هو آخر ركن قام به سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وبعد أن اكتمل ما يحيط به من واجب، والتزامات كتوفير السّلامة، والأمن، والاستعداد، والترقب، وتحسن الحالة الاقتصادية، والمالية، والتجارية مقارنة بالأيّام الأول للهجرة، وضمان عدم مقاومة قريش للحج وهي التي رفضت، واشترطت أيّام صلح الحديبية، والتأكد من أنّ الحج سيكون دون حرب، ولا دماء.
بناء الكعبة في الصّغر، والحجّ في الكبر:
شهد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم إعادة بناء الكعبة وهو في 25 من عمره، وأنقذ قريش من إبادة بعضها بعضا حين أشار عليهم بحمل الحجر الأسود جماعة، ليكون لهم الفضل جميعا ودون استثناء. وبعد عقدين من الزّمن وثلاث، يعود سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حاجا، وبرفقة أسيادنا الصحابة، ودون نزاع حول من يكون له الشرف، ولا تهديد بالموت إن لم يشارك في الشرف.
سيّدنا بلال بن رباح فوق أسيادنا الصحابة، وأهل البيت:
قريش التي كادت أن تبيد بعضها بعضا لأجل من يكون له شرف حمل الحجر الأسود، ها هو سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يرفع سيّدنا بلال بن رباح، رحمة الله ورضوان الله عليه -وهو الأسود-، فوق الحجر الأسود، وفوق الكعبة، وفوق رؤوس أسيادنا الصحابة وآل البيت جميعا.
احترام العادات، والأعراف أثناء امتلاك القوّة:
لم يتدخل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في إعادة بناء الكعبة، كما كانت على عهد سيّدنا إبراهيم عليه السّلام، رغم امتلاكه القوّة الضّاربة أثناء فتح مكة، وأثناء حجته الأولى والأخيرة. ما يدلّ أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يحترم أعراف المجتمع وعاداته ويعرف قدرها. وهذه هي سنّة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. أمّا هدم أعراف المجتمع، والتنكّر لها، وتحريض النّاس عليها، فهذا يحسنه كلّ مجرم محتلّ مغتصب صغير ذليل، لا يعرف للجذر حرمة، ولا للأصول هيبة.
حج العرب وليس حجّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
يقصد بالحج، الحج على الطريقة الإسلامية، وركن من أركان الإسلام. وما كان يقوم به سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في الفترة المكية كان من عادات العرب، ولم يكن الحج المقصود به الركن. بدليل أنّ العرب، وقريش كانوا يطوفون عراة، والكعبة كانت تضم 360 صنم. وحاشا لله أن يسمى ذلك حج. ويكفي أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. لم يحج حجة الإسلام، والركن إلاّ بعد أن أعلم النّاس عن طريق مبعوثه سيّدنا الصّديق الذي بعثه، بقوله صلى الله عليه وسلّم أن لا طواف بالكعبة بعد اليوم عراة. ولم يحج حجة الإسلام والركن إلاّ بعد أن حطّم 360 صنم في داخل مكّة.
الإثنين 4 ذو الحجة 1446هـ، الموافق لـ 9 جوان 2025
الشرفة – الشلف – الجزائر
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار