في درنة يزعق الموت ..
يوسف جمّال - عرعرة
تاريخ النشر: 22/09/23 | 16:01في درنة
يزعق الموت
من بين طبقات الصمت
يصرخ من تحت الركام
من البحر
من السماء
من عويل الحمام
الصمت رابض على عرشها
الناس هنا نيام
وما هم بنيام
*********
لا بكاء في درنة
من يبكيها
فالأمهات إما مِتْن
أو ماتت أصواتهن
تحت الركام
والأطفال إما ارتقوا
وإما غرقت أصواتهم
في الحوّام
لا تسمع العصافير
لا تنوح على فراخها
فإما بلعتها بواطن الأرض
وأما عرجت أرواحها الى
أعالي الغمام
************
درنة مدينة
لم تخلقها في غفلة منا روح الشيطان
لم يلفظها بعد ان امتص دمها الثعبان
لم تخلق كي يجرف بيوتها الطوفان
لم تلد كي يموت في ملاعبها الصبيان
لم تعشِّش كي تموت فراخها في الأقنان
لم تولد كي يقصف في بساتينها الريحان
********
درنه مدينة ..
تقاسمتها
هيجات العباب
وبواطن التراب
درنة مدينة
تحوّلت الى سراب
لا تسمع فيها سوى نعيق الغراب
وعويل الخراب
***************
درنه مدينة
تحولت الى ذكرى
دفنت دفاترها
تحت ركام مدارسها
قُلبت شواهدها
تحت ركام مقابرها
إختفت مآذنها
تحت ركام مساجدها
*****************
درنة ..
جريحة من سيرمم شريين جراحها
قتيلة من سيعيد إليها روح أرواحها
ثكلى من سيرجع إليها أحضان أبنائها
ميِّتة من سينفخ الروح في أنفاسها