وهيب نديم وهبة كلمات وقصيدة من فلسطين مقدمة للشاعر الأديب: محمود حمد

تاريخ النشر: 24/08/23 | 8:15

كل كتابة من كتاباتكم.. تخترق الدماغ كالرصاصة.. تنفجر بالعاطفة، بالمعرفة، ومكللة بعذب العبارة.. مررتُ على كل ما وقع تحت يدي أو بصري بالتحديد.

أنتَ مرة تزرع نخيل الكلمات.. ومرات الرطب.. وطيب العلاقة الراسخة بالصدق.
وهذا الحنين الكامن للأصدقاء بالوفاء والتذكار والحنين المُغلف بالحزن الشفيف..
لن تسكت كلماتي، قبل ان أقول: “روعتكَ الجارحة واللغة الخارجة من ذات مبصرة،
مُضيئة، مثقلة بالتجارب والثقافة والمعرفة.”
لو تعرف.. للصحراء في قلبي ما لها عندك..
لهذا أكتب اليكَ القصيدة.

خُذْني مَعكَ.. خُطْوتي في الْهواءِ *
أضَاعَني قَدَري..
والْأُفُقُ في مِعْصَمِي
كانَ يُشيرُ لي إلى الطّريقِ..
تَخاصَمَ في ليلِ الْأعاصيرِ معْ بَصَري
كانَ هواءً صارَ ريحًا صارَ إعصارًا
أينَ مَوْطِنُ قَدَمي أينَ الطّريقُ؟

حَنيني ليسَ على حَجَرٍ
على رَسْمٍ على الْقِفارِ
حنيني لِمَنْ سكنَ الدِّيارَ..

خُذْني مَعكَ
خُطْوتي في الْهواءِ

خُذْني…
أُجاوِرُ خُطُواتِكَ في ليلِ الْغُربةِ وَالتَّرْحَالِ

خُذْني معَكَ
أدْخُلُ خَيمةَ التّاريخِ
عَباءَتي الشّمسُ والصّحراءُ يدي..
وأصابعي أَودِيةٌ دائمةُ الْجَرَيانِ
بالْحِبرِ والْكِتابةِ

خُذْني معَكَ
خُطْوتي في الْهواءِ
أَضاعَني قَدَري وبَيْني وبَيْنَ مملكتي
يقِفُ الْغَريبُ وقاطِعُ الطَّريقِ
والسَّيفُ والجلّادُ وَالْمِقصَلَةُ
ولَيْلٌ مِنَ الضّبابِ كثيفٌ..
زمنٌ يَرْفَعُ على رؤوسِ الرِّماحِ
قلعةَ اَلِانْتِظَارِ
وصَمْتَ اَلْمَكَانِ
وعَطَشَ الْقلوبِ…

سَيِّدُ اَلْمَكَانِ والزّمانِ
اتّكأ على عصًا منْ نخيلِ الْعراقِ
قلْتُ: يا صحراءُ كُوني عَطَشي، جُوعي،
رُجوعي، عِشقي سَفري وتِرحالي..
في جُنونِ الرّيحِ..
في سفرِ الْبَدَوِيِّ مرتحلًا..
ما بَينَ النّجمِ وبينَ الْماءِ وعَطَشِ الْأرضِ
في مَواسمِ الشّمسِ إلى السّماءِ..
مُرتَجِلًا قصيدةً ما بينَ النّهدِ وبَيْنَ الْأطلالِ
عطفًا على تجريحِ الرّيحِ منْ قَسوةِ الْمكانِ
رُجوعًا إلى (ما الْحُبُّ إلا للْحبيبِ الأوّلِ)
يا مَهْدَ الْجزيرةِ الْعربيّةِ.

• بالتصرف من المطولة الشعرية خطوات فوق جسد الصحراء
• محمود حمد: سيرتي أنني إنسان من هذا الزمان… كرس حياته كرسام وككاتب وكصحفي منذ ستينات القرن الماضي لخدمة قضايا الانسان العادلة “أي انسان”، ومواجهة الاستبداد بكل اشكاله اينما كان… وما زلت على هذا الطريق!… مع اعتزازي وتقديري للشاعر وهيب نديم وهبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة