ساسة عرب يتصهينون وساسة غربيّون يتعرّبون

سيدتان سياسيتان، إحداهن أوروبية برتغالية الجنسية، والأخرى من استراليا القارة التي تقع في جنوب المحيط الهادي في المنطقة الجغرافية لأوقيانوسيا، وتشمل البر الرئيسي أستراليا. السياسية البرتغالية اسمها “آدا كولاو” سياسية يسارية تنتمي لحزب برسلونا تجمعنا تشغل منصب عمدة مدينة برشلونة

منذ 15 مايو 2015 كأول سيدة تصل لهذا المنصب. وهي عضو مؤسس للحركة الديموقراطية في أوروبا 2025. في العام 2013 حصلت على أربع جوائز تتعلق بقضايا حقوق الانسان والمرأة والحقوق الاجتماعية والمواطن.

هذه البرتغالية عندها من الجرأة والكرامة ما يفتقده الكثير من ساسة العرب. فقد أقدمت في التاسع من شهر فبراير/ شباط الماضي على اتخاذ قرار تستأهل عليه شكر كل فلسطينيي العالم. فقد قررت كرئيسة بلدية برشلونة قطع العلاقات مع إسرائيل واتهمتها بالفصل العنصري والإبادة الجماعية للفلسطينيين، وهو قرار غير مسبوق. وبذلك تكون بلدية برشلونة أول بلدية تقطع علاقاتها مع نظام الأبارتهايد الإسرائيلي. وهذا القرار يحمل رمزية كبيرة وانه يعني إلغاء اتفاقية التوأمة مع تل أبيب والتي وقعت قبل 25 عاما.

الأمر المخزي ان أنظمة “عرب إسرائيل” في الدول العربية، لم يكن لديها رد فعل على هذا القرار، وحتى السلطة الفلسطينية المفترض أن تقوم بتكريمها على جرأتها أو عل الأقل أن تشكل وفداً لتقديم الشكر لها، لم تتحرك وظلت ساكتة مثل سكوتها على التنسيق الأمني. لقد صدق الشاعر الراحل مظفر النواب عندما خاطب القادة العرب في قصيدة له:” أولاد القحـ… ما أوقحكم”.

سياسية ثانية من أستراليا اسمها بيني وونغ وتشغل منصب وزيرة خارجية استراليا. هذه السيدة غردت خارج سرب سياسة بلدها. فقد قالت في كلمة لها أمام البرلمان” :سنبدأ باستخدام مصطلح الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها شرقي القدس في ادبيات الوزارة كافة، بالإضافة الى اعتبار المستوطنات غير قانونية حسب القانون الدولي”.

الوزيرة الاسترالية زعيمة الدبلوماسية في بلادها، غرّدت بكل جرأة خارج سرب سياسة رئيس حكومة بلادها سكوت موريسون تجاه اسرائيل، والذي كان قد أعلن في السابق اعتراف أستراليا بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل.

موقف الوزيرة المتناقض مع موقف رئيسها، هو موقف مشرف مع الحق الفلسطيني والعروبة، وموقف رئيس الوزيرة يتماشي مع مواقف عرب خصوصاً في دول خليجية عربية، تلهث مثل كلاب الصيد خلف إقامة علاقات مع إسرائيل، التي تقتل وتشرد فلسطينيين، وأكثر من ذلك تعمل على تغيير معالم عروبة القدس والأرض الفلسطينية.

وأخيراً… على ذمة وزير خارجية إسرائيل، إيلي كوهين، فإن التطبيع مع السعودية سيتم خلال سنة. وإذا كان كلام كوهين صحيحا ” حنّو إيديكو وطيـ …” يا صهاينة العرب.