كلمة وفاء للصديق المربّي الشاعر د. سامي إدريس

د. محمود أبو فنه

تاريخ النشر: 03/08/23 | 19:12

2.8.2023
وقال تعالى في كتابه المبين:
“كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ”
وقال: ” كل نفس ذائقة الموت، ثم إلينا ترجعون”.
ولكن هزّني من الأعماق خبر وفاة المربّي الشاعر د. سامي إدريس، رغم اقتناعي أنّ الموت حقّ، وأنّنا جميعًا سنتجرّع هذه الكأس، وإذا جاء الأجل فلا أحد يستطيع تفاديَه.
علاقتي بالمرحوم بدأت قبل حوالي خمسة عقود عندما كان لي الشرف أن يكون أحد طلّابي في دار المعلّمين العرب في يافا عام 1974، وللأمانة أقول: كان نعم الطالب الموهوب المجتهد الواعد، وعندما استعرضتُ السجل الذي أحتفظ به وفيه قائمة طلّاب صفّه الذين درستُهم آنذاك وجدتُ أنّه قد حصل على علامة 93 وهذه كانت أعلى علامة في الصفّ!

بعد التخرّج من دار المعلّمين باشر المرحوم التدريس في مدارس النقب ثمّ مصمص ثمّ حطّ الرحال في مدينة الطيبة حتّى خرج للتقاعد من التعليم في المدارس لينتقل ليحاضر في الكليّات لإعداد للمعلّمين العرب.
كان المرحوم طموحًا، فقد واصل الدراسة في جامعة بن غوريون في بئر السبع متخصّصًا في الأدب الإنجليزيّ، وبعدها التحق بجامعة تل أبيب ليدرس الفلسفة الإسلاميّة ويحصل على الدكتوراه.
وفي عام 1977 أهداني ديوان شعره الأوّل: “الرحيل إلى مرافئ الغيم” ثم واصل نشر قصائده الجميلة الإيقاعيّة.

وأجمل فأقول: كان المرحوم مربّيًا مخلصًا في عمله، وأديبًا مبدعًا في أشعاره، ومواطنًا منتميًا لشعبه في حياته، وإنسانًا متواضعًا في علاقته بالآخرين.
تغمّد الباري فقيدنا الغالي بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنّاته، وألهم ذويه ومعارفَه جميل الصبر والسلوان.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
د. محمود أبو فنه
كفر قرع – 2.8.2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة