إفتتاح معرض “حضارة وذاكرة وطن” في سخنين

تصوير أمين بشير

تاريخ النشر: 11/07/23 | 19:31

شارك حشد من الفنانين وهواة الفنون التشكيلية مساء السبت الفائت في افتتاح المعرض التشكيلي الجديد في جاليري سخنين تحت عنوان “حضارة وذاكرة وطن” للفنان التشكيلي جميل عمرية، وذلك بإشراف جمعية “جوار في الشمال” وتحت رعاية وزارة الثقافة والرياضة.فقد شارك بالافتتاح رئيس بلدية سخنين د. صفوت أبو ريا، وإدارة جمعية جوار في الشمال وممثلين عن مؤسسات وجمعيات للفنون التشكيلية، ومتذوقي الفنون الجميلة. وقد القيت عدة كلمات ترحيبية، ونقدية للأعمال الفنية التي يعرضها الفنان التشكيلي جميل عمرية على جدران جاليري زركشي. ويأتي احتضان هذا المعرض كونه ذا أهمية كبيرة من الناحية الثقافية التي تشكل رمزاً نابضاً بالحياة وعنواناً للتراث والثقافة ومثالاً حياً على عراقة حضارتنا وأصالة شعبنا وتقاليده المتجذرة في عمق التاريخ والحضارة. كما تعكس تطلعات وطموح شعبنا نحو المزيد من الإبداع ليشكل المعرض جسراً يربط بين التراث الغني والحاضر النابض بالحياة ومكونات الإبداع المعاصر حولنا وهو ما يتجسّد جلياً في المعرض المقام هنا وغيره من مساحات تحتضن ابداعات الفنان جميل والأعمال التركيبية الفنية.” ذاكرة وطن” هي عمل إبداعي مميز ولكنها أيضا تؤرخ لمرحلة زمنية من تاريخ هذه الأمة بكل صدق وموضوعية وبكل أسى وحزن ومرارة مع التركيز على سياسات القهر والقمع التي تسلط على المواطنين المناضلين منهم وغير المناضلين الرجال منهم والنساء على حد سواء.
في زمن تغيبت فيه الذاكرة يظن الطغاة أنهم قد اغتالوا ملامح الإنسانية داخل الإنسان العربي. ثمة من كان يرصد الألم ويصر أن يحتفظ بملامح الإنسان فيه. رغم تعهر آلة القمع. ظل يحفر في لحمه ليكبر وسط خرائب القهر والوجع. وذات حقيقة كان له أن يشهر ذاكرته لغة قادرة على الوصول والفضح فكانت روايته ذاكرة وطن عمل إبداعي مميّز لمرحلة زمنية من تاريخ هذه الأمّة هي رواية المسكوت عنه في وطن حاول أن يوهمنا أن نستر لحمنا المغتصب بالصمت.

يهدف المعرض إلى التعريف بالحضارة وتاريخيها المجيد عبر الحقبة الزمنية لفترة تزيد عن نصف قرن مر خلالها أبناء شعبنا بظروف ليست اعتيادية ولا ثابتة على وتيرة واحدة عرفت بأيام ليست بسيطة تمر على هذا الشعب الطامح الى الحرية والاستقرار المفقودين.يزخر المعرض بأكثر من 40 لوحة ومنحوتة ومجسم التي ترجع لفترات زمنية مختلفة. وتأتي اقامة هذا المعرض حرصا منا على اتاحة الفرصة للزوار من المواطنين والمقيمين وزوار المنطقة للتعرف على تاريخ بلادنا الشامخ في هذه الحقبة الزمنية فهي تمثل موروث حضاري عظيم يتجسد من خلال ما يعرض من شواهد حية تتحدث عن أصالة ومجد وحضارة. نعبر عن سعادتنا بان ما قدمه الاجداد من ارث حضاري مشرف وهو موضع فخر واعتزاز لجميع أبناء هذا الشعب يستحق التقدير والتعريف بالجهود التي تقوم بها المؤسسة الفنية في سبيل ابراز واتاحة هذا الارث الكبير في طرق عرض متنوعة وحديثة.وأكد كانز المعرض الأستاذ امين أبو ريا فقال: “دأبت جمعية جوار في الشمال على تنظيم المعارض الوثائقية بهدف خلق الوعي لأفراد المجتمع بتعريفهم بالجوانب الحضارية والتاريخية لبلادنا عبر الحقب الزمنية المختلفة وقد نظمت الجاليري ومركز التراث العربي التابعين للجمعية عددا من المعارض المحلية فيما يتعلق بتعريف تاريخ بلدنا التليد، وان تنظيم هذا المعرض يأتي له اهمية من خلال إدراك الجمعية أهمية نقل هذه الجوانب المعرفية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بما تحتويه اللوحات والمجسمات من كنوز معرفية وذلك لتشجيع البحث العلمي والابداع الفكري ولتعريف المواطنين هنا وجه الخصوص بتاريخ البلاد وحضارتها وللوقوف على ما تحقق من منجزات وايضاً العلاقات بين افراد المجتمع من خلال ما يحتويه هذا المعرض من مضامين فنية. وبالتالي هذا المعرض فرصة طيبة لكل رواد الفن للتعرف على هذه الجوانب والاطلاع على ما يحتويه من توثيق وابداع والذي خطت فيه الجمعية خطوات متميزة لتكون متاحة للجميع من خلال قواعد الاطلاع واسسه والضوابط التي وضعت للاطلاع. نضع بين ايديكم اليوم معرض الفنون الحديثة ” حضارة وذاكرة وطن” بحلة منقطعة النظير وجمال ورونق لا مثيل له استمرارا للمسيرة الثقافية التي تقودها جمعيتنا العين الساهرة على حضارتنا وتراثنا ثقافتنا وابداعاتنا لتصل الى جمهورنا الحبيب بأبهى حلة وأجمل صورة لفنان أبدع وأنتج بروح وطنية وانتماء بتقنيات فنية وأسلوب والوان خاصة به.
تعريف بالفنان جميل عمرية:

الفنان التشكيلي جميل عمرية من مواليد وسكانِ قريةِ أبطن الصامدة، يهوى الفن ويعشقه منذ نعومة أظفاره وبدأ يمارسه طفلًا على الحيطان وأسطح الزنك.يعملُ الفنان جميل عمرية في سكبِ المعادنِ لتكون هواية ومهنة. وهو يمارسُ الفنَّ التشكيليَّ على ألوانِه منذ عام 1972، يستعملُ في لوحاتِه ألوانًا زيتيةً على الجلدِ، ألوانُ إكريليك ونحتٌ وسكبٌ من الألومنيوم والبرونز والنحاس. شارك جميل بمعارضَ محليّةٍ ودُوليّةٍ وله الكثير من الجداريات في البلدان العربية وقام بنفسه بتنفيذ عملية صب وسكب تصاميم النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض الخالد في مدينة سخنين الذي ما زال رمزا حتى يومنا هذا في مشغل العائلة كجزء من رسالته ومسيرته الوطنية والفنية، تناول جميل أحداث ومآسي شعبنا، تاريخه وتراثه، نكبته وآلامه، تهجيره. ومفاتيح العودة المُشتهاة وللأرض حضور طاغ على أعماله وهذا ما ظهر جليّا في لوحاته بالمعرض. وجدت في لوحاته المؤثرة نوعًا من التحدّي ورسالة من بقوا ولم يُقتلعوا من بيوتهم ووطنهم إثر النكبة، متمسّكين بالأرض والحياة والأمل. تناولت اعماله الفنية الجوانب الوطنية والاجتماعية والتراثية حيث أعلى موضوع الوطن والاماكن الدينية وموضوع الاسرى في السجون. وموضوع التراث الفلسطيني والحضارة العربية ليحافظ على التراث والحضارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة