هل تنهار اتفاقية السلام مع الأردن… بسبب سموتريتش وبن غفير؟

بقلم : الاعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 02/04/23 | 11:03

اعترف المستشرق الاسرائيلي ببنحاس عنباري بوجود تطورات خطيرة في الاردن تستدعي الوقوف عندها بسبب سموتريتش وبن غفير الوزيران اليمينيان المتطرفان في حكومة نتنياهو، وهما اللذان يفرضان على نتنياهو ما يشاءان. فقد ذكر المستشرق الإسرائيلي في مقال له بموقع (زمن إسرائيل) الإخباريّ العبريّ، أنّ “أهم التطورات الأردنية يجب أن تشعل الأضواء الحمر في تل أبيب”. فما الذي حصل في الأردن حتى دفع بالمستشرق الى التحذير مما يجري؟

المفهوم السائد في الشارع الأردني أن الشعب بشكل عام ضد اتفاقية السلام مع إسرائيل والتي تم التوقيع عليها في وادي عربة في العام 1994. هذه عقيدة شعبية راسخة على اعتبار ان إسرائيل هي دولة عدو يتربص بالمملكة. ولم تتغير هذه العقيدة حتى بعد مضي 29 عاما على اتفاق السلام. لكن القيادة السياسية في الاردن لها وجهة نظر أخرى ولها اعتباراتها الخاصة. وفي المحصلة تبين بصورة واضحة ان الشعب على حق، فالضربات السياسية التي وجهتها حكومة نتنياهو للأردن خير دليل على موقف الشعب، خصوصا انها صفعات تتجاوز كل الثوابت الأردنية.

حسب الاتفاقيات الدولية فإن الأردن هو الوصي على المسجد الأقصى. ومنذ تولي بن غفير مناصبه في حكومة نتنياهو وهو يقوم مع زعرانه المستوطنين باستفزازات عديدة في الأقصى من خلال الاقتحامات المتكررة له وتدنيس ساحاته. أضف إلى ذلك استفزاز بتسليئيل سموتريتش وزير المالية الذي اظهر خلال خطاب له في باريس، خارطة تضم الأردن كجزء من إسرائيل، ناهيك عن قيام شرطة الاحتلال باقتحام مصليات المسجد الأقصى وإخراج المعتكفين منها، علما بأن وزارة الأوقاف الأردنية هي التي فتحت هذه المصليات لاعتكاف المصلين فيها.

ضربات متتالية خلقت ردود فعل قوية في الشارع الأردني، حيث فهم الشارع ان تصرف سموترتش وبن غفير هو تحديا واضحا للأردن حكومة وشعباً. ما قاله الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ مراد العضايلة، هو تعبير واضح عن موقف الشارع في الدفاع عن الأردن أمام هجمات زعران اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو. ففي لقاء اعتصامي أمام مسجد الكالوتي في عمان بالقرب من مكاتب السفارة الإسرائيلية أعلن الشيخ العضايلة “أن فوهات بنادق الجيش العربي الأردني موجهة غرب نهر الأردن باتجاه العدو الأول والأخير والأساسي للشعب الأردني”. هذه رسالة واضحة من الشيخ تعبر عن وقوف الشعب إلى جانب قيادته في الدفاع عن الأردن، وهي لغة لم تسمعها إسرائيل من قبل، وإن دلت على شيء فإنما تدل على أن “السيل بلغ الزبى”.

القيادي الشاب في الحركة الإسلامية الدكتور رامي العياصرة، لم يكن موقفه أقل حدة من موقف الشيخ العضايلة. فقد طالب علناً في تصريحات له “بإطلاق يد الشعب الأردني في الدفاع عن نفسه ووطنه ومؤسساته”.

وأمام هذه التطورات يرى المستشرق الإسرائيلي عنباري أنّ “الانطباع السائد في الأردن أنّه عندما يكون سموتريتش وبن غفير قائديْن في حكومة بنيامين نتنياهو، فإنّ سياستها الحقيقيّة هي خلق نكبةٍ جديدةٍ، بموجبها سيتّم طرد الفلسطينيين من الضفّة الغربيّة إلى الضفة الشرقيّة”. كلام خطير للغاية من محلل وخبير إسرائيلي.

وأخيراً… إزاء هذا الوضع المتوتر بين الأردن وإسرائيل والذي سببه الثنائي الفاشي سموتريتش وبن غفير، فهل تتعرض اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية للانهيار خصوصاً أن سموتريتش وبن غفير، يعلنان في كل مناسبة عن عدائهما للأردن؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة