هل فهم العرب خطاب سموتريتش؟

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 25/03/23 | 14:06

الفاشي العنصري سموتريتش الوزير في حكومة اليميني نتنياهو، وقف في العشرين من الشهر الحالي على منصة في باريس مزينة بخريطة تضم الأردن وفلسطين، زاعمًا بأنهما أراضٍ يهودية، وخلفه شعار المنظمة الإرهابية الأرغون والإتسل.  خاطب الوزير الفاشي أبناء جلدته اليهود بالقول:” ليس هناك شعب فلسطيني، هذه التسمية اخترعت منذ مائة عام، وما هي لغتهم، وما عملتهم؟ الموجودون هم عرب وصلوا إلى أرض إسرائيل مع الهجرة اليهودية”.

كبير الحاخامين، عوفاديا يوسف قال في العام 2013 “إن بقية البشر من غير اليهود هياكل بشرية خلقها الله على شاكلة البشر لخدمة اليهود فقط” وأقوال سموتريتش تصب في هذا الاتجاه، لا سيما وأنه تلميذ العنصري الفاشي مائير كاهانا.

في ظل هذه التصريحات الخطيرة التي لا تمس فقط الوجود الفلسطيني والأردني، بل العربي بشكل عام، فهل استوعبت وفهمت جامعة الدول العربية ما يرمي إليه الوزير الفاشي في خطابه؟ رد فعل هذه الجامعة كان خجولاً. مساعد الأمين العام للجامعة الفلسطيني سعيد أبو علي نخزه ضميره الفلسطيني وأصدر بياناً ندد فيه بأقوال سموتريتش. هذا كل شيء. يا سلام على هيك رد فعل.

السؤال المطروح: لماذا لم يصدر الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط بيان الإدانة كونه المسؤول الأول، خصوصاً وأن هذه المسألة (أي أقوال سموتريتش) في غاية الخطورة والأهمية وتتطلب ردا مباشرا من أبو الغيط نفسه. فلماذا لم يفعلها أبو الغيط؟ برأيي هناك سببان لذلك: أولهما، أن أبو الغيط في منصبه كأمين عام يتصرف كدبلوماسي مصري، ولذلك ترك الأمر للفلسطيني سعيد أبو علي كونه صاحب القضية بالدرجة الأولى. وثانيهما، يريد إيصال رسالة لأسياده وأسياد رئيسه في تل أبيب مفادها أن مصر تنأى بنفسها عن التدخل في الموضوع.

لو كانت هناك قضية معينة تتعلق بدولة خليجية، وحتى لو أن شيخاً خليجيا ولا سيما سعودياً، أفلت صوتاً من غير فمه، لسارع أبو الغيط فوراً بالتدخل هو بنفسه، ولا يكلف أحداً من مساعديه. أنا لا أستغرب هذا الموقف من جامعة عربية كانت بريطانيا هي التي طرحت فكرة تأسيسها. ولمن لا يعرف فإن أول من تحدث بصورة رسمية، حول ضرورة وجود كيان سياسي يجمع الدول العربية في عام 1941، هو أنتونى إيدن، وزير الخارجية البريطاني الأسبق، وهو أول من طرح فكرة إنشاء جامعة للدول العربية. فماذا ننتظر من هكذا جامعة عربية لم يكلف أمينها العام نفسه حتى بالدعوة لمؤتمر استثنائي خلال الحروب الإسرائيلية على غزة.

وأخيراً…

في هذه الحالة يستوقفني ما قاله الصديق الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب في قصيدة له حول القدس مخاطباً (تماثيل) جامعة الدول العربية: “أولاد القحـ… ما أوقحكم”. ويستوقفني أيضا ما قاله الشاعر الفلسطيني أحمد مطر: “صِحتُ من قسوةِ حالي فوقَ نَعلي كُلُّ أصحابِ المعالي”. وأعتقد بأن الشاعر احترمهم لأنهم تحت النعال وليس فوقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة