ابن العشيرة أولًا… ليش؟
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 13/02/23 | 13:57ذات يوم من أيام التحضير لانتخابات السلطات المحلية، أخبرني صديق لي من بلدة عربية جليلية التصنيف، أن عائلته في اجتماعات مستمرة من أجل ترشيح أحد أفرادها لرئاسة المجلس المحلي أو الموافقة على تجديد الولاء للرئيس الحالي، كونها هي صاحبة القرار لكثرة تعدادها. وكم ذهلت من موقف صديقي (المثقف) في أفكاره (العشائرية) عندما قال لي “نحن نقرر اسم الرئيس”. ولما سألته: “ممكن أن يكون (رئيسكم) غير مناسب أو غير مؤهل للرئاسة ويوجد أفضل منه؟” وكم كانت صدمة لي عندما أجابني:” مش مهم، لأن الأهم أن يكون واحداً منا”.
هذه العقلية منتشرة وللأسف في بلداتنا العربية (مع اعترافي بوجود استثناءات). فليس مهماً ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب بل الأهم أن يكون ابن العشيرة الأكبر عدداً هو المرشح للرئاسة يعني في المكان غير المناسب. لا يهم أن يكون مثقفاً له خلفية سياسية وتعليمية ويكفي ان يكون الله قد وفقه في إنهاء المرحلة الابتدائية، ويكفي أن يكون ابن عشيرة. طبعا، أنا لا أعمم، فهناك مرشحين مثقفين ولهم مكانة علمية من تلك العائلات، لكن ما أقصده هو احتكار الرئاسة. وعلى فكرة، هذا لا يحدث فقط عندنا في مجتمعنا العربي بل في كل المجتمعات العربية تقريبا ولا سيما في لبنان.
وهناك حالات انتخابية أخرى يعيشها مجتمعنا خلال فترة الانتخابات. ومن هذه الحالات على سبيل المثال، تقسيم “كعكة الرئاسة” بين عائلتين كبيرتين، ” ومش مهم أن يكونا مناسبين. وحتى لو كانا مناسبين، فبأي حق يحتكرا الرئاسة؟ المشكلة أن شعار “البلدة أولاً” غير وارد في حسابات الترشح في بعض بلداتنا العربية، لأن المتعارف عليه هو “العشيرة أولاً”… ليش؟ العشيرة يا سادة هي جزء من البلدة وليس البلدة جزأً من العشيرة، ولذلك من المفترض أن يكون شعار “خدمة البلد أولاً” في الأولويات وليس شعار “خدمة العشيرة أولاً”. ولكي تدوم هذه النعمة تحاول العشيرة إبقاء رئيسها في المنصب.
المشكلة عندنا هي في ثقافة الانتخاب والترشيح، والمفترض أن يكون المرشح للرئاسة مرشح البلدة وليس مرشح العائلة، لأنه بالتالي سيمثل ويخدم البلدة وليس البعض من البلدة. التنسيق بين مكونات البلدة لاختيار الرجل المناسب للرئاسة، يجب أن يكون على أساس المهنية وليس على أساس القبلية.
وأخيراً… رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، الذي كان منصور عباس شريكه في الائتلاف، اعترف في تصريحات لإذاعة “هانوش أدوم” للمستوطنين المتطرفين، كما ورد في القناة العبرية السابعة، بأنه كان قد أمر بتغيير تعليمات إطلاق النار تجاه الفلسطينيين خلال وجوده في منصبه، مما أدى إلى قتل المزيد من الفلسطينيين خلال سنة نصف من ولايته. “حنّي ايديك يا منصور”.