شركاء ام مرتزقة

هادي زاهر

تاريخ النشر: 11/02/23 | 0:54

على ضوء ما نعانيه من قبل السلطات الإسرائيلية من ظلم خاصة في قضية الأرض والمسكن لا بد من طرح الأسئلة التالية: هل نحن شركاء في هذه الدولة ام مجرد مرتزقة؟ هل تقدر الدولة تضحيات الدروز ممن خدمها ام لا؟ بل وهل ترانا وتأخذ مصلحتنا بعين الاعتبار كم يجب؟ هل نكسب بخدمتنا اثمًا او ثوابًا؟ اعتقد انه من المفروض على كل منا ان يؤول إلى نفسه يحاورها ليستنتج الاستنتاج الصحيح وبعدها يقرر موقفه.
ولو استعرضنا واقعنا نجد إننا لا نبغي تحقيق طموحات عريضة كبناء دولة مستقلة، لا نبغي الاستيلاء على أملاك الغير ، لا نظلم جيراننا ونعتدي عليهم بعدة أساليب منها سجن شعب كامل داخل جدران، لا نقيم الحواجز، ولا نُجرف الأراضي ونستولي عليها ونقيم مستوطناتنا، لا نقتل الشيوخ والنساء والأطفال، لا نرتكب الموبقات لاعتقاد البعض زورا بأنه يدافع عن الوطن، فالوطن هو الأرض التي لم تسلم من شر السلطات، كما ان قانون القومية الذي سُن مؤخرا لم يستثنينا عن أبناء شعبنا وقد قال عضو الكنيست من الليكود دافيد بيتون باستهزاء: “اننا لنا نتراجع عن القانون من أجل قلة قليلة من الدروز” …
ونحن اليوم في خلاف مع السلطات التي تسلب الأرض من الفلسطينيين وتبني عليها في حين لا تسمح لنا بالبناء على ارضنا التي ورثناها أبا عن جد، هؤلاء الآباء والاجداد الذين عانوا وتشبثوا بالأرض رغم الصعاب التي عانوا منها لتوريثها لنا لنقوم بنفس الدور ونورثها لأبنائنا ليضمنوا مستقبلا جيدا لذريتهم لتأتي السلطات وتصادرها او تمنعنا من التصرف عليها بمختلف الحجج، ولم تكتفِ بذلك بل شرّعت قانون كامنيتس الذي يخول أي موظف في الوزارة إصدار القرار يقضي بالهدم وتغريمنا بدفع مئات الوف الشواقل، ذلك لأنهم يبغون ان تكون أرضنا لأجيالهم القادمة وليس لأبنائنا واجيالنا القادمة، وإزاء كل ذلك يجب ان يدق السؤال في الجمجمة مجددًا: هل نحن شركاء أم مجرد مرتزقة، الحقيقة هي ان السلطات كلما ارتفعت معنوياتنا قليلا تدفع بأحد المسؤولين ليقول ان الدروز مجرد مرتزقة ثم تعود وتعتذر وتسمعنا الكلام الجميل وتطبطب على ظهورنا ويقولون اننا اخوة وان مصيرنا مشترك إلخ.. من الكلام المعسول الكاذب ليتدخل زلمها لتبرير الموقف بالقول بان قول المسؤول، مجرد زلة لسان ، وهم إذا أقمنا مظاهرة سرعان ما تتهمنا بالبربرية والهمجية، وعلى كل حال نحن المذنبون دائمًا؟!، وهكذا تضع السلطات الكرة في ملعبنا ايًا كان الوضع، ولعل المفارقة أن وزير سابق للبنى التحتية يدعى يوسي برتسكي قد قال بصدق: “إن الطائفة الدرزية طائفة خجولة تطلب مرة واحدة وتختفي، لا تثابر ابدًا ولا تعلم بان الخروج إلى الشارع عملية قانونية التي يمكن بواسطتها التحصيل، والممنوعون من التظاهر هم الشرطيون ولكن زوجاتهن يتظاهرن بالنيابة عنهم، وإذا كان القادمون حديثا تعلموا اللعبة التي بموجبها يستطيعون تحصيل حقوقهم فلماذا الطائفة الدرزية لم تتعلم بعد”
الشاب الدرزي الذي قَبل بالخدمة كأمر واقع لا نستطيع أن نلغيه يخرج إلى الحياة ليجد أنه ممنوع من بناء بيته وإذا صدف وتجمع أهله وأقاموا له بيتًا يصله بلاغ يقضي بهدم بيته وتفرض عليه الغرامات والحجز على حسابة البنكي وهكذا ينتقل إلى مسلسل من الملاحقات القلق والعذاب، مما قد يسبب له العقد التي تدفعه إلى مشاكل لم تكن بالحسبان منها ما قد يسبب بما نراه أمامنا ونغمض الأعين عنه كالانتحار او الطلاق واحتساء المشروبات الروحية، وتعالوا كي لا ندفن رؤوسنا في الرمل ونعترف باننا نتفوق على جميع سكان البلاد في هذه الأمور، واقع مؤسف وعلينا ان نعرف الداء لنوفر له الدواء.
الأخوة الأعزاء.. الأهل الأحباب إلى متى؟! كل الطرق التي انتهجناها لم تشفع لنا ابدًا ولم تمنحنا السلطات الاستحقاقات التي تحصل عليها بقية اباء شعبنا من الطوائف العربية الأخرى، لا بل استهترت بنا وامعنت في اضطهادنا بحيث لم توسيع مناطق النفوذ لنستطيع ان ننطلق كغيرنا وهكذا ابقتنا في أسفل درجات السلم لا سيما في المجال الاقتصادي والثقافي بهدف مواصلة استثمارها لنا، وإزاء كل هذه الحقائق لم يسعفنا غير انتفاضة نقيم الدنيا ولا نقعدها، يجب ان لا يغرنا كلام زلم السلطات الذين عادة يأتون إلينا لتهدئة النفوس وزرع الشك، يقولون ان فلان له ارض ولم يقف ليدافع عنها، وان علان ليس لديه ارض فلماذا يأتي للمواجه في حين ان من له ارض يمتنع عن الحضور إلخ من شعارات تضليلية وخبيثة، علينا ان نقف معا ولا شيء يمكنه ان يفيدنا سوى الوقفة الصامدة امام هذا الظلم الذي يزيد كلما تقاعسنا عن الأداء بالواجب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة