يهودي متدين من نوع آخر

كتب: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 09/02/23 | 12:02

يهودي اسمه يسرائيل فراي، متدين الشكل لكنه مختلف في التفكير عن أبناء جلدته في “الصهيونية الدينية” ومواقف المتطرفين الآخرين مثل وزير الامن القومي بن غفير. هو (فراي) معروف بمواقفه ضد الحكومة ودعمه لقضايا العرب والفلسطينيين، على ذمة الزميلين فايز اشتيوي وسعيد حسنين كما قالا عنه في حلقة حوارية معه ضمن برنامج المواجهة.

إسرائيل “اللي وجعت راسنا” وهي تتشدق بالديمقراطية واحترام الصحافة، جاء هذا اليهودي ليقول لها ومن منبر عربي انها كاذبة بكل المقاييس. لقد قال علانية: ” في اسرائيل لا يحترمون الصحافة وتمت اقالتي من العمل بسبب بن غفير بعد ان كتبت الحقيقة عن عنصرية المتطرفين اليهود”. حتى الحقيقة يكرهونها ولو خرجت من أبناء جلدتهم ضدهم. يقول فراي في المواجهة:” ممنوع انتقاد القيادات والجيش”. إذا نحن لسنا في دولة ديمقراطية، بل في دولة تنتمي للعالم الثالث الذي لا يسمح بتوجيه أي انتقاد للقيادات. فهل أصبحنا نعيش في دولة “سوريا عبرية”؟

قال لنا فراي بكل وضوح أنهم يقولون شيئا ويفعلون نقيضه. وعلى سبيل المثال يتحدثون عن عيش مشترك لكن: ” كلمة العيش المشترك يستعملوها اليوم اداة وبالحقيقة غير موجودة”. فما هو الحل بنظرك أيها اليهودي القادم من عالم آخر والحامل لأفكار ورؤى مختلفة عن تلك التي يحملها من يرتدون زيّك؟ الجواب عنده واضح:” الحل ان تكون الدولة ديمقراطية بالفعل ومحاربة الفاشية بطريقة صحيحة. لكن هذا ليس بالأمر السهل أيها العقلاني. فاليمين المتطرف الذي يعتبر في السياسة توأماً للفاشية، قد وصل لحكم دولة “الناجين من الفاشية”، فلا تسألني كيف، فأنت أدرى الناس بذلك وخير من يعرف تاريخ يهوديتك.

لا أدري إذا كان منصور عباس يعتبر نفسه فلسطينيا أو يرغب في أن نطلق عليه هذه الصفة، لأنه في الحقيقة إسرائيلي عربي متدين بكل معنى الكلمة، لكنه ولد ببلدة عربية. وهذا السياسي الإسرائيلي ورغم “عروبته” يرفض رفع العلم الفلسطيني، بينما الإسرائيلي اليهودي المتدين يسرائيل فراي له موقف مغاير تماماً اذ قال في المواجهة:” انا مع رفع العلم الفلسطيني رغم تخويفهم”.

يا للعجب!! يهودي متدين مع رفع العلم الفلسطيني ومسلم متدين (فلسطيني؟) ضد رفعه. يهودي متدين يقول:” أنا ضد قتل الابرياء في جنين والقدس وهذا يحدث بسبب سياسة الحكومة” بينما قادة دول عربية أدانوا فقط عملية القدس. علّمهم يا فراي كيف يتحدثون وكيف يفكرون، علمهم أن لا يكونوا يهودا أكثر من اليهود لمصالح ذاتية. قل لهم يا فراي ان التملق والنفاق ليسا من قواعد السياسة الصحيحة، قل لهم يا فراي ان الأسرى الفلسطينيين ليسوا مخربين.

ضيف برنامج المواجهة يقول:” صحفيون فلسطينيون يتعرضون لمعاملة سيئة وانا ادعمهم واطالب بحرية الصحافة”. انت أيها اليهودي فعلاً من نوع آخر. (لأن غيرك من جماعتك) يطالبون بمعاقبتهم وأنت تدافع عنهم في الوقت الذي لم نسمع أي شيء على لسان المتدينين العرب في الكنيست. في ظل هذه التطورات التي تعيشها إسرائيل، ماذا يتوقع فراي؟ “اتوقع ان تقع مواجهات داخلية بسبب الحكومة الفاشية، والوضع بالدولة لا يبشر خيرًا والدولة بالطريق للضياع بسبب السياسة التي تتبعها الحكومة الحالية”. تصوروا أن الصحفي اليهودي فراي المولود في صفد يدافع عنها كمدينة عيش مشترك بين اليهود والعرب، بينما الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبن صفد، لا يريد العودة إليها، حسب قوله.

وأخيراً…
الأطباء نوعان: منهم من يمارس المهنة كوظيفة فقط، ومنهم من يمارسها وظيفة وتعاملاً واهتماماً. ولو كنت عضواً في لجنة اختيار تكريم شخصيات رفيعة المستوى، لاقترحت منح الدكتور زاهر أرملي رئيس قسم “الدياليزا” في المستشفى الإنكليزي جائزة أفضل طبيب في التعامل مع المرضى، مع احترامي وتقديري لجميع أطباء أبناء وطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة