المدّاحون للإمارات دولة اتفاق أبراهام

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 04/02/23 | 13:10

في تقييمي لأي مقال، أعتمد أسلوب النقد البنّاء وليس الأسلوب التهجمي، بمعنى أنا أحلل استناداً إلى المصداقية وعدم التجريح ولا أقيّم أي مقال للنيل من كاتبه. فالانتقاد البناء شيء والتجريح شيء آخر.
قرأت مقالاً في هذا الموقع يوم الثالث من هذا الشهر بعنوان ” من الصحراء إلى عنان السماء” للدكتور علي حريب من بير المكسور، يتضمن مديحاً للإمارات بطريقة تجاوزت المدح والإعجاب. أنا لست ضد الإشادة بإنجازات دولة عربية في مناسبة معينة، ولكن أن يتم المدح “هيك خبط لزق” فهذا أمر يدعو للاستغراب، إضافة إلى وجود تناقضات في مستهل المقال.

يقول الكاتب أنه تردد كثيراً قبل زيارته لدولة الامارات العربية. يعني كان في حيرة من أمره يزور أو لا يزور. ولكن ما السبب في ذلك؟ هنا تدخل السياسة في التردد، إذ يقول الكاتب:” هذا التردد سببه التطبيع المجاني مع دولة إسرائيل”. يعني التطبيع شغل فكره كما يقول. وبعدين شو صار؟ نسي الكاتب “التطبيع المجاني وسافر بطيران مباشر من مطار اللد إلى دبي”. وبعد ذلك بدأ المديح من بير المكسور حتى عنان السماء، لهذه الدولة الخليجية التي لم تترك أي شيء في عهد محمد بن زايد إلاَ وفعلته لإسرائيل تنازلاً، ضاربة قرار الراحل الشيخ زايد بمقاطعة إسرائيل كليا.

الكاتب تملكه العجب مما رأى في دبي؟ ” وشو شفت يا عيني؟” لقد ظن الكاتب أنه ” يسير في شوارع نيويورك حيث البنايات الشاهقة الحديثة ذات الطابع المعماري الأخاذ والتي ترتفع إلى عنان السماء يتوسطها برج خليفة”. وفاضت قريحة الكاتب في الوصف بشكل وكأنه يمدح بلدته بير الكسور لإنجازات تمت فيها. وقد بلغ المديح ذروته (هنا لا أريد استعمال كلمة أخرى غير المديح) في تشبيه الإمارات الصحراوية باليابان إذ يقول.: “وكما قام العملاق الياباني من رماد الحرب العالمية الثانية كذلك خرج هؤلاء القوم من الصحراء إلى عنان السماء ليحققوا معجزة بكل المقاييس”. ولو شو السيرة؟ التشبيه بحد ذاته خطيئة لا تغتفر.

اليابان هذا البلد الصناعي الحضاري الذي يعتبر من اهم الدول التي تدافع عن حقوق البشر وحتى عن الحيوان والشجر، يشبهها الكاتب بإمارات محمد بن زايد الذي يدوس على حقوق الإنسان حيت يتم كم أفواه كل الذين ينتقدون النظام ويزج بهم في السجون’ ولو حرام عليك هذا التشبيه. ألم تقرأ أيها الكاتب عما يجري في الإمارات؟ أكيد لا. لأنك لو قرأت لما كلفت نفسك عناء المديح بهذا الشكل المرفوض بكل المقاييس. أنا أذكرك:

في السابع عشر من شهر سبتمبر / أيلول علام 2021 صوّت البرلمان الأوروبي، بأغلبية ساحقة، على قرار عاجل يُدين انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات، واستمرار استخدام التعذيب ضد المعتقلين. حتى أن صحيفة “جيروزالم بوست” التي تصدر في الدولة التي ينتمي اليها الكاتب، علقت على القرار الأوروبي بالقول: إن القرار أثار ردود فعل عنيفة من جماعات حقوق الإنسان، وذكرت الصحيفة أن اتحاد “فريدم فوروارد (Freedom Forward)يرى أن البرلمان الأوروبي اتخذ موقفاً قوياً ضد “الدكتاتوريين المتوحشين في دبي”، منتقداً قيام السلطات الإماراتية بسلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان. قال
المركز الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان (ECDHR)قال في بيان له،إن قرار البرلمان الأوروبي خطوة مهمة نحو تحميل حكومة الإمارات المسؤوليةَ عن انتهاكاتها المنهجية والمستمرة لحقوق الإنسان ضد مواطنيها، وتجاهلها التام للقانون الدولي.

وأخيراً…
كنت أتمنى لو أدخل كاتب المقال “شوية كلام” عن رفض الامارات تدريس التاريخ الفلسطيني وموافقتها على تدريس المحرقة، ولو حكى شوية كلام عن “التطبيع المجاني” الذي ورد في بداية مقاله والذي يعتبر ضربة خنجر في الظهر الفلسطيني، وتمنيت أكثر لو ما كتب هيك مقال. سفرة سعيدة في الزيارة القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة