عكّا ..

يوسف جمّال - عرعره

تاريخ النشر: 03/02/23 | 14:24

عكّا ..
دموع المُهَجَّرين على بيوتِها
شوق المُغَرَّبين الى طرقاتها
حنين المُشَرَّدين الى سورِها
لهفة المُبعَدين الى بحرها
*************
عكّا ..
حوريةٌ خرجتْ من رغوةِ
أمواجِ البحر
عروسٌ جاءتْ من أعماقِ
غياهبِ الدهر
أسيرةٌ مصلوبةٌ وقعتْ
في أغلالِ الأسر
سجينةٌ مسجونةٌ بين النارِ
ولظى الجمر
***************
منْ يمرُّ بعكّا ..
يحزنُ وَحشةَ غُربَتها
ينزفُ نَزْفَ جُرحَتها
يحسُّ غصَّة ثَكلتها
يبكي حبَّ رُملَتها
يلطمُ لوعةَ يُتمتها
*****************
مرّوا منها ..
بنوا وهدموا
حَكموا وحُوكموا
ظلموا وعَدلوا
انتصروا وهُزموا
ورحَلوا ..و رُحِّلوا
**********
رحَلوا .. و رُحِّلوا
و بقيتْ عكّا ..
تداعبُ موجاتِ البَحْر
تقاومُ عذاباتِ القَهْر
تناغي هلالاتِ القَمَر
تحاربُ تقلُّباتِ القَدَر
***************
من ..
سيقرأُ تاريخَها المكتوب
سيعيدُ تاجَها المنهوب
سيفكُّ بحرَها المصلوب
سيعدِّل زمنَها المقلوب
سيرجِعُ فرحَها المسلوب
**************
سيأتون إليها قوافل قوافل
أمواجاً وجموعاَ وجحافل
مِن الشتاتِ من الداخلِ
مِن الأنهارِ من الجداول
مِن الجبالِ من الخلايل
مِن الجذورِ من السنابل
يحملون تصميمَ المقاتل
********
سيكفكفون دموعَ مساجدِها
ويعيدون لها ترانيمَ كنائسِها
و يروون الوردَ في حدائِقها
و يجدِّلون لها ضفائرَ جدائِلها
ويغنّون الشوباش في زفّتِها
وينيرون العتمةَ في أزقتِها
***********

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة