عايدة توما سليمان ما لها وما عليها

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 20/01/23 | 17:18

عضو الكنيست عايدة توما سليمان، كانت ضيفة الزميلين فايز اشتيوي وسعيد حسنين في برنامج المواجهة. وقبل تحليل ما ورد على لسانها في البرنامج، أحب تحديث ذاكرة القراء الكرام، أني لا أميل إلى أي جهة سياسية لها علاقة بالكنيست، عربية كانت أم غير عر بية، فلا أحزاب الكنيست تجمعنا، ولا الإئتلافات الحكومية تفيدنا، وكل تحليلاتي تعتمد على الاستقلالية وعلى عدم ثقتي بالكنيست كمنبر سياسي يخدم العرب.
شيء جميل ومهني أن يكون موضوع الأسيرين المحررين ماهر وكريم يونس بداية المواجهة مع الضيفة “الجبهوية” المؤيدة للمثليين، لكن الشيء غير الجميل أن توجه عايدة اتهامات للغير وهي نفسها وقعت فيها خلال المواجهة. فقد أعطت عايدة في اللقاء مع الزميلين انطباعاً أن منصور عباس، “لا شغلي ولا عملي عندو” سوى مهاجمة الجبهة. قد يكون ذلك صحيحاً، ولكن عايدة نفسها تناولت عباس في أكثر من نصف أبرز عناوين المقابلة المنشورة في موقع العرب والمتكونة من 588 كلمة منها 210 كلمات حول منصور عباس.

حتى أن الضيفة عايدة لم تبخل على “التجمع” من الهجوم المباشر وشنت عليه قي 71 كلمة حملة قوية متهمة اياه بالعديد من الأمور من بينها اتهام بحرق الأصوات. وهنا تلتقي عايدة مع خصمها السياسي اللدود منصور عباس الذي وجه نفس التهمة للتجمع. في هذا السياق تذكّرني عايدة وأيضا منصور عباس بمثلين من أمثالنا الشعبية الفلسطينية، أحدهما ” يرى القشة في عين غيره ولا يرى الخشبة في عينه” والمثل الثاني: “لو شاف الجمل حردبته لوقع وانكسرت رقبته”. آمل أن تكون الرسالة قد وصلت وتم فهمها. وتعود عايدة ثانية موجهة “سيفها الأحمر” الشيوعي ضد “الحزب الأحضر” الإسلامي الجنوبي بقولها:” إن الاسلامية الجنوبية تبنت إشاعات وأكاذيب حول المثليين ولم اشارك في مظاهرات لدعم المثليين”.

لا … لا… يا عايدة. لماذا هذا الكذب؟ أم أن الكذب في “الجبهة” مسموح به؟ هنا أذكرك بما قلته أنت ضمن مقابلة في صحيفة “كل العرب “بتاريخ 9/8/2019: (مشاركتي في المظاهرة الاحتجاجية ضد العنف تجاه المثليين الخطوة الطبيعية والمطلوبة ضمن قناعاتي ونضالي الأساسي ضد جميع أشكال العنف).

عضو الكنيست عايدة توما سليمان قالت في برنامج المواجهة “ان نهج الموحدة يقايض قضايانا الوطنية ونحن اخترنا الطريق الوطنية”. أمر غريب عجيب. عايدة ترى في تحالف منصور عباس مع بينيت ولابيد خروج عن الوطنية، بينما التحالف مع غانتس ترى فيه الجبهة شجاعة، علماً بأن النهجين مرفوضين.
هنا أريد أن أذكر عايدة بما قاله أيمن عوده خلال مشاركته في مؤتمر المنظمة اليهودية الأميركية “جي ستريت” في واشنطن، موجهاً حديثه لغانتس والحضور: “اختار رابين وتوفيق زياد (رئيس الجبهة الراحل)، أن يكونا شجاعين وأن يتعاونا لتشكيل حكومة، يجب أن يحدث هذا مرة أخرى”. وأضاف عودة: “نحن أوصينا بيني غانتس كرئيس للحكومة، وأدعوه ليكون شجاعا مثل رابين، وأنا سأكون شجاعا مثل توفيق زياد، التاريخ ينتظرنا، ومطلبنا ليس أكثر من مطلب أساسي للمساواة”.

والسؤال المطروح: ماذا يختلف غانتس عن لابيد وبينيت، فكلهم أفاعي تبث سمومها ضد العرب، منصور عباس تعاون أو بالأحرى (تواطأ) مع بينيت ولابيد، وأنتم كان بودكم كجبهة الإقدام على العمل نفسه مع غانتس لو أصبح رئيس حكومة.
وأخيراً…

التعاون مع غانتس بنظر “الجبهة” هو عمل شجاع ويصب في المصلحة الوطنية، بينما تعاون منصور عباس مع لابيد بنظرها هو ضد القضايا الوطنية. يعني أن غانتس المتهم بجرائم حرب أصبح مقبولاً لدى الجبهة وأسبح مثل “فرفور ذنبه مغفور”. أقل ما نقول للجبهة وأيضاً للموحدة: استحوا من أنفسكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة