كفاكم غباءً و حمرنة يا سادة السلطة الإعلامي

كتب: أحمد حازم

تاريخ النشر: 04/01/23 | 22:23

شكر شخص صديقه على عمل قام به تجاهه، فأجابه الصديق ” إحنا لبعض ما في حاجة للشكر، إحنا القطيع وإنت قائدنا يا زلمي”. ولم يستوعب الشاكر أن المشكور وصفه بالحمار، لأن من يقود القطيع هو الحمار. وهذا ما جرى مع الدول العربية وبالتحديد مع الفلسطينيين الذين شكروا الأمم المتحدة على موافقتها على مقترح قرار جديد بشأن القضية الفلسطينية. هذا القرار ينص على تكليف محكمة العدل الدولية في لاهاي بتشكيل لجنة لتقديم رأي قانوني حول مسألة ما إذا كان الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يعتبر ضما دائما.
عندما قرأت هذا الخبر بالتفصيل في الاعلام، تخيلت اني أقرأ نكتة سمجة، لأني لم أستوعب أن هيئة دولية قوية مثل الأمم المتحدة لها تاريخها ومكانتها في المجتمع الدولي تطلب من محكمة دولية تقديم رأي استشاري لها حول مسألة تخص بالدرجة الأولى الأمم المتحدة.
من الطبيعي أن يكون لإسرائيل موقفا معاكسا رغم “حمرنة جماعتنا” لأن أي اقتراح يتعلق بها ليس لصالحها ترفضه بشدة وتوجه لصاحبه انتقاداً شديد اللهجة: مندوب إسرائيل الدائم بالأمم المتحدة جلعاد إردان كان له ردة قعل عنيفة حيث قال: “القرار المقيت وصمة عار للأمم المتحدة ولكل دولة تدعمه، والمحكمة التي حصلت على تفويض من هيئة مشوهة أخلاقيا مثل الأمم المتحدة ليس لها شرعية”.
تعالوا نحلل القرار بكل هدوء: مضي أكثر من سبعين عاما على احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، “بلعوا” دولة كاملة مكملة اسمها فلسطين وشردوا وقتلوا شعبها بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذه الجمعية التي تضم 193 دولة تطالب الآن محكمة العدل الدولية بإعطاء رأي استشاري بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، رغم كل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل.
وأنا هنا أسأل السلطة الفلسطينية التي انشرح صدرها للقرار: هل فرحتم لغبائكم أم لجهلكم؟ الأمر المضحك والمخزي في نفس الوقت أن الأمم المتحدة تطلب من المحكمة الدولية رأي استشاري فقط. يا ليت القيادة الفلسطينية تفهمنا وتفهم شعبها: ماذا يعني هذا الرأي (الاستشاري)؟!! في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بإجراءات تهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية ووضع مدينة القدس واعتمادها تشريعات تمييزية لتكريس هذه السياسة. يا سادة السلطة الفلسطينية: هل جرائم القتل وسرقة الأراضي، وسرقة المياه، بحاجة للبحث عن رأي استشاري؟
مئات القرارات أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية وكافة القرارات هي إلزامية، لكن إسرائيل داستها كلها ولم تحترم أي قرار. فهل تعتقدون يا سادة أن قرار محكمة العدل الدولية سيكون له فائدة؟
الأمم المتحدة هي نفسها التي وافقت على تأسيس دولة عصابات صهيونية على أراضي فلسطين من خلال تهجير شعبها في الداخل والشتات وارتكاب العديد من المجازر، وهي نفسها الأمم المتحدة تحاول رمي الكرة في ملعب المحكمة الدولية.
وأخيراً…
القائمة العربية الموحدة حذّرت حكومة نتنياهو الجديدة، من المسّ بالمسجد الأقصى المبارك ومحاولة تغيير الوضع القائم فيه. ” صحّ النوم يا دكتور منصور شو صار حتى سمعتنا صوتك؟” المسجد الأقصى تعرض لاقتحامات وتعرض للمس في عهد الائتلاف الحكومي السابق الذي كنت شريكاً فيه، ولم نسمع صوتك تجاه القدس والأقصى ولا حتى تجاه غزة. وين كان ضميرك وقتها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة