هل يقرر الثنائي اليميني المتطرف سياسة إسرائيل؟

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 07/11/22 | 15:53

صياح وصراخ وعويل “وضرب كف على كف” لفوز الصهيونية الدينية برئاسة الحليفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بـ 14 مقعداً الأمر الذي يسهل على نتنياهو تشكيل حكومة برئاسته. في السياسة لا يوجد أمر ثابت، والمتغيرات قد تحصل بين ساعة وأخرى. في الثالث والعشرين من الشهر الماضي بث التلفزيون الإسرائيلي الرسمي فيديو لليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش قال فيه: إن بنيامين نتنياهو “كذاب ابن كذاب” . لكن سموترتش وحليفه بن غفير يريدان التعاون مع هذا “الكذاب” ودعمه في تشكيل الحكومة.

كان ذلك موقف سموتريتش خلال تسجيل الفيديو قبل عام، الا انه لم يبث سوى في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الماضي. لكن هذا اليميني المتطرف له موقف آخر الآن. فقد ذكر لقناة (كان) العبرية الرسمية أنه يعمل ويتعاون مع نتنياهو بشكل كامل ووثيق. حتى أنه أصدر لاحقا بيانا قال فيه إن التسجيل قديم وأنه تحدث مع نتنياهو بشأنه، معتبراً أن نشر التسجيل كان يهدف إلى إثارة الخلاف بينهما قبل الانتخابات. ولكن ماذا يريد سموتريتش من نتنياهو؟ انه يريد أن “يعملا معا ويشكلا حكومة يهودية قومية وصهيونية” حسب قوله.

في الأسبوع الماضي، وعلى ذمة الاعلام العبري، وضع سموتريتش ما أسماه مجموعة متنوعة من الإصلاحات القضائية المخطط لها، ومن المحتمل أن تساعد أحدها، دعوته لإلغاء جريمة “الاحتيال وخيانة الأمانة”، في إنهاء محاكمة نتنياهو الجنائية. هكذا تبدو صورة المشهد السياسي إلى الآن.

ويبدو واضحاً، أن نتنياهو لا يستطيع تشكيل حكومة بدون الثنائي سموتريتش وبن غفير، اللذان سشيقرران نهج الحكومة، وأن نتنياهو يجد نفسه مجبراً على تنفيذ مطالب الثنائي في تركيبة حكومته المقبلة.
اليوم يصرخ العرب ويهود أيضاً، تخوفاً من الثنائي اليميتي المتطرف. فلماذا هذا التخوف؟ هل وجود هذا الثنائي حالة جديدة في المجتمع الإسرائيلي؟ ألم يعش فلسطينيو الداخل حالات مماثلة في السابق؟ فهل نسينا شارون وأعماله؟ وهل نسينا تصريحات ومواقف اليهودي الروسي الأصل ليبرمان؟ وهل غاب عن ذاكرتنا الفاشي مائير كاهانا؟ المجتمع الإسرائيلي بشكل عام هو مجتمع يميني، فلماذا نستغرب إذاً فوز القائمة الصهيونية الدينية اليمينية المتطرفة؟

يتحدثون عن فاشية جديدة تشكل خطراً على المجتمع وعلى النظام السياسي، ويقولون ان القانون الذي يحضر له سموترتش هو مجزرة كبيرة بحق (الديمقراطية؟!) وهذا خطر كبير. الفاشية الجديدة والمتطرفون اليمينيون لم يسقطوا فجأة من السماء بل هم نتاج المجتمع الإسرائيلي نفسه الزاحف بسرعة كبيرة نحو اليمين. والآن يصرخون للحماية من شر هؤلاء.
في العام 2000 عقدت إسرائيل مؤتمر هرتسيليا الأول للبحث عن حلول لزيادة العرب في الدولة باعتبارهم «يشكلون خطراً كامناً» حسب تقرير سرب من مكتب رئيس الوزراء حينها، حيث تشكل زيادتهم العددية هاجساً للدولة. عنصرية بامتياز. ويرى محللون انه “كان واضحاً الاتجاه المتصاعد نحو القومية والمدارس الدينية والموازنات والمعاهد التوراتية والإعفاء من الجيش والعائلات كثيرة الأولاد. كل هذا ويستغربون من أين جاءت اليمينية الفاشية.”

وأخيراً…
الاتهامات بين أحزاب الكنيست من بني يعرب، استمرت حتى بعد نتائج الانتخابات. هذه أحزاب التخوين. “حليمة ما بتتخلى عن عادتها القديمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة