القَصيدَ قَذائِفًا

شعر: محمود مرعي

تاريخ النشر: 07/10/22 | 10:57

1. صُبَّ القَصيدَ قَذائِفًا وَقَنابِلَا.. تَجِدِ الحُروفَ عَواصِفًا وَزَلازِلَا

2. تَجِدِ الحُروفَ تَقَدَّمَتْ وَتَفَوَّقَتْ.. وَوَراءَها يَجْري الصَّدى مُتَواصِلَا

3. فَدَعِ الحُروفَ بِما احْتَمَلْنَ نَواهِضًا.. وَانْفِ السَّواكِنَ كَمْ هَدَرْنَ جَلائِلَا

4. إِنَّ السَّواكِنَ عَطَّلَتْ بِسُكونِها.. وَثْبَ الحِراكِ مَصادِرًا وَمَوائِلَا

5. وَغَدا النَّفيرُ فُروضَ عَيْنِ شُرِّعَتْ.. لَيْسَتْ كِفايَةَ يا فَتًى وَتَفاضُلَا

6. حَرَكاتُ بُنْيانِ القَصيدِ حِراكُهُ.. وَعِمادُهُ وَهْيَ الحَصادُ مَحاصِلَا

7. ما كانَتِ الحَركاتُ قَصْدَ زَخارِفٍ.. لٰكِنْ لِتَفْجيرِ السُّكونِ كَلاكِلَا

8. لِنَصونَ يَقْظَتَنا وَنَحْمي فَجْرَنا.. نَتَعاهَدَ الإِخْصابَ نَنْفي الـماحِلَا

9. جَدْوى القَصيدِ قَذائِفًا وَقَنابِلًا.. جَدْوى الأُسودِ تَعارَكَتْ وَمُخاتِلَا

10. وَمِنَ القَذائِفِ وَالقَنابِلِ عُدَّةٌ.. تَحْمي الزَّمانَ مَعاقِلًا وَعَقائِلَا

11. وَتَهُزُّ بُنْيانَ القَبيلِ بِلَفْظِها.. وَتَدُكُّ صَرْحَ صِلالِهِ وَصَوائِلَا

12. بَعْضُ الحُروفُ هِوايَةٌ وَغِوايَةٌ.. وَذَخيرَةٌ لَيْسَتْ تَقيكَ غَوائِلَا

2

13. فَاخْتَرْ مِنَ الكَلِمِ الـمُصاغِ مُعادِلًا.. كَلِمَ القَذائِفِ ما نَثَرْنَ قَبَائِلَا

14. لَوْ كُنْتَ أَشْعَرَ مَنْ خَطا فَوْقَ الثَّرى.. وَقَبَضْتَ ناصِيَةَ الدُّهورِ مُطاوِلَا

15. سَتَظَلُّ أَصْغَرَ في القِياسِ مِنَ الَّذي.. كانَتْ قَصائِدُهُ الدِّماءَ صَواهِلَا

16. خُطُواتُهُ فَوْقَ التُّرابِ بَلاغَةٌ.. فَوْقَ الشُّروحِ مَكانَةً وَدَلائِلَا

17. وَيَمينُهُ بابَ الجِنانِ تَدَقُّهُ.. وَقَصيدُهُ فاقَ الزَّمانَ تَطاوُلَا

18. ظَنَّ الزَّمانُ يُحيلُهُ ذِكْرى انْقَضَتْ.. وَاسْتَدَّ سَهْمًا لا يُخَيِّبُ ناضِلَا

19. لكِنْ إِلَيْهِ ارْتَدَّ سَهْمَ مَنِيَّةٍ.. خَرَقَ الزَّمانَ أَعالِيًا وَأَسافِلَا

20. لَيْسَ الـمُجَلِّي كَالـمُصَلِّي في اللِّقا.. جَلَّ الـمُجَلِّي نَهْدَةً وَشَمائِلَا

21. نَكَلٌ عَلى نَكَلٍ تَجاوَزَ ماضِيًا.. وَاسْتَبْطَأَ الآتي، فَشَدَّ وَواصَلَا

22. حَتَّى غَدا الآتي رَديفَ وَميضِهِ.. وَرَجا اجْتِيازَ الوَمْضِ، هيضَ مُحاوِلَا

23. مَنْ كانَ يَغْبِطُهُ الوُجودُ بِأَسْرِهِ.. وَالضَّوْءُ يَغْبِطُهُ وَيَنْكِصُ ذاهِلَا

24. أَنَّى يُزاحِمُهُ الخُلودَ مُخَلَّقٌ.. حَتَّى وَلَوْ سَبَرَ الخُلودَ مَداخِلَا

25. وَالشِّعْرُ أَخْلَقُ أَنْ يَكونَ مَثيلَهُ.. لَفْظًا وَمَعْنًى يَسْتَحيلُ أَبابِلَا

3

26. يا سُؤْرَ تِرْبِ الدَّهْرِ، كَيْلَ المُنْتَهى.. حَوِّطْ مَدارَكَ بُكْرَةً وَأَصائِلَا

27. وَقُمِ اللَّيالي حارِسًا مُدَّثِّرًا.. بِبُرودِهِمْ وَجُدودِهِمْ، وَتَماثَلَا

28. قَدْ أَوْرَثوكَ خُطاهُمُ وَخِطابَهُمْ.. وَسُطورَهُمْ، فَاحْفَظْ، هُديتَ، رَسائِلَا

29. هٰذي وَصاةُ بَني أَبيكَ وَقَدْ مَضَوْا.. وَبَقيتَ فَرْدًا في الأَتونِ مُصاوِلَا

30. فَدَعِ التَّأَوُّلَ بِالزَّمانِ تَغَيُّرًا.. نَفِدَ الزَّمانُ أَوانَ بَعْثِكَ كامِلَا

31. الشِّعْرُ لَيْسَ تَفاخُرًا وَتَكَسُّبًا.. وَمَنابِرًا حالَتْ سُعارًا قاتِلَا

32. تَرْتادُها عُونُ الكَلامِ وَمُطْفِلٌ.. وَجَنيبُها العَيُّ الـمُحاكي باقِلَا

33. مَنْفوخَةُ الأَوْداجِ يَقْطُرُ هَذْرُها.. وَالغَنْجُ يَكْفُلُ أَنْ تَحوزَ مَطافِلَا

34. وَمَريدُها بَيْنَ القَطيعِ مُريدُها.. وَيَرودُها بِشُفوفِها مُتَحايِلَا

35. وَزَكاةَ شُهْرَتِها يَنالُ وَضِعْفَها.. فَهْيَ الكَريمَةُ صُرَّةً وَمَباذِلَا

36. بَكَتِ الـمَنابِرُ أَهْلَها وَفُحولَها.. مُذْ أَصْبَحَتْ لِلْأَعْجَمينِ هَياكِلَا

37. يَتَعَبَّدونَ بِها بِغَيْرِ طَهارَةٍ.. قَصْدًا، عَلى حَرْفٍ، يُضِلُّ فَسائِلَا

38. وَالأَعْجَمونَ دَواعِشٌ مِنَّا وَهُمْ.. مِثْلُ الشَّجا في الحَلْقِ يوجِعُ آكِلَا

4

39. وَمَخالِبُ التَّغْريبِ فيما بَيْنَنا.. أَسْرى الغُموضُ تَشابَهوا وَمُنازِلَا

40. أَهْلُ العُقوقِ تَغَرَّبوا كَيْ يُثْمِروا.. قَفَلوا بِلا خُفٍّ وَأَقْبِحْ قافِلَا

41. لَمْ يَحْصُدوا غَيْرَ العُقوقِ لِأَهْلِهِمْ.. وَالهونِ عِنْدَ الـمُتْرِبينَ غَلائِلَا

42. عَجِزَ الغُموضُ عَنِ اكْتِناهِ غُموضِهِمْ.. غَسَقٌ يُفَسِّرُ، وَيْكَ، لَيْلًا لائِلَا

43. كانَتْ مَنابِرُنا سَماءً يُهْتَدى.. بِنُجومِها، وَهْيَ الـمَنيعَةُ واصِلَا

44. كانَتْ صَلاةً فَرْضُها أَرْبابُها.. صارَتْ طُقوسًا وَالفُروضُ نَوافِلَا

45. لَمْ تُسْتَبَحْ يَوْمًا قُبَيْلَ زَمانِنا.. أَوْ قَدَّمَتْ عونَ الحِدا وَأَرامِلَا

46. الشِّعْرُ لَيْسَ مَدائِحًا لِـمُخَنَّثٍ.. إِنْ صاحَ بومُ اللَّيْلِ بَلَّ سَراوِلَا

47. أَوْ أَهْوَجٍ مَلَأَ الفَضاءَ زَعيقُهُ.. مِنْ جَرِّ حَبْلٍ فَرَّ يَطْلُبُ وائِلَا

48. كَلَّا، وَلا كانَ الـمُدَجَّنَ لِلْأُلى.. جَعَلوا الشُّعوبَ غَنائِمًا وَنَوافِلَا

49. الشِّعْرُ خَلْخَلَةُ الـمَدارِكِ كُلِّها.. وَإِعادَةُ التَّشْكيلِ كَيْ تَتَشاكَلَا

50. ما كانَ هَرْطَقَةً وَبَعْثَرَةً وَلا.. مِدْماكَ أَحْجارِ يَحولُ مَنازِلَا

51. هُوَ مَنْزِلٌ فَوْقَ الـمَنازِلِ رِفْعَةً.. وَنَزيلُهُ الإِدْراكُ، أَكْرِمْ نازِلَا

5

52. الشِّعْرُ عَصْفٌ بِالضَّمير، وَما أَرى.. كَضَميرِ أُمَّتِنا غَفا وَتَثاقَلَا

53. قَدْ حَوَّطَتْ كُلُّ الأَعادي رَبْعَها.. وَمِنَ الأَعادي الـمُرْجِفونَ تَحايُلَا

54. إِنْ لاحَ خَيْرٌ أَشْبَعوهُ تَنَقُّصًا.. أَوْ هاجَ شَرٌّ عَمَّموهُ تَحامُلَا

55. وَمِنَ الشُّرورِ وَإِنْ بَدَتْ في ظاهِرٍ.. خَيْرًا يُساقُ فَسائِلًا وَسَنابِلَا

56. مَنْ غَلَّفوا ما في الصُّدورِ مِنَ اللَّظى.. بِرُضابِ أَلْسِنَةٍ تُخَفِّي خاتِلَا

57. خَيْرُ العُيونِ، بِزَعْمِهِمْ أَسِنَتْ وَلا.. تُرْجى لِرِيِّ الوارِدينَ قَوافِلَا

58. وَكَمِ ادَّعوا أَنَّ العُيونَ قَديمَةٌ.. فيها القُرونُ رَسَبْنَ، عُدْنَ حَوائِلَا

59. عَنْ بارِدٍ شَبِمٍ يُطَفِّي غُلَّةً.. يَوْمًا، وَلَمْ تَعُدِ العُيونُ مَناهِلَا

60. وَالأَرْضُ مَلْآى بِالـمَنابِعِ لَمْ تَغِضْ.. وَبِأَلْفِ زَمْزَمَ أَوْ تَزيدُ، وَيا هَلَا

61. بِمَنابِعِ الـماءِ الحَديثِ وَطيبِهِ.. عَصَبُ الحَياةِ الـماءُ طابَ مَسايِلَا

62. فَاحْدِثْ حَديثًا بِالحَداثَةِ مُشْرَبًا.. وَدَعِ القَديمَ فَقَدْ ذَوى وَتَضاءَلَا

63. لا تَنْسَ أَنّكَ ناقِضٌ وَمُعَمِّرٌ.. لا تَنْسَ أَنَّكَ وارِثٌ ما عادَلَا

64. إِرْثَ البَرِيَّةِ مَشْرِقًا مَعَ مَغْرِبٍ.. وَمُتابِعًا، حَتّٰى تُجَدِّدَ بابِلَا

6

65. وَاذْكُرْ قَديمًا زالَ عَنْكَ غُبارُهُ.. مُتَرَحِّمًا مُتَجَنِّبًا مُتَزايِلَا

66. حَدِّثْ حَديثَكَ عَنْ حَديثِكَ وَادَّكِرْ.. أَنَّ الحَديثَ بِلا القَديمِ تَناسَلَا

67. وَاحْذَرْ حَديثًا حَدَّثوكَ بِغابِرٍ.. عَنْ غابِرٍ قَبْلَ النَّهارِ تَآكَلَا

68. أَوْ خادَعوكَ لِتَرْتَضيهِ إِنارَةً.. وَاحْذَرْ لِتَنْجو سِحْرَهُمْ وَحَبائِلَا

69. حَطِّمْ مَعالِـمَهُ وَكُلَّ أَثارَةٍ.. بَقِيَتْ بَقا الأَطْلالِ تَنْدُبُ آفِلَا

70. ما جازَ في الأَمواتِ غَيْرُ تَرَحُّمٍ.. أَرَأَيْتَ مَيْتَ القَبْرِ عادَ مُسائِلَا؟

71. عَمَّنْ تَوارَثَهُ وَعَنْ ميراثِهِ.. إِنْ صانَ وارِثُ عِلْمِهِ أَمْ زايَلَا

72. فَانْهَضْ لِعَصْرِكَ سَيِّدًا مُتَسَيِّدًا.. كُلَّ الرِّعاعِ الـمُعْقِبينَ سَوافِلَا

73. هٰذا زَمانُكَ قَدْ أَتاكَ فَقُمْ لَهُ.. وَاطْمِسْ زَمانَ الـمُعْدَمينَ بَدائِلَا

74. أَنْتَ البَديلُ وَلا بَديلَ سِوى الَّذي.. رَسَّخْتَ إِذْ أَسَّسْتَ ذاتَكَ فاصِلَا

75. بَيْنَ الـمُريدِ صُعودَنا وَمَريدِهِمْ.. مُلْقي العِصِيَّ وَقَدْ تَنافَخَ شائِلَا

76. كيسَ الحُواةِ وَما حَوى مِنْ حَيَّةٍ.. فَلَأَنْتَ موسى مُبْطِلٌ ما داوَلَا

77. يا عِطْرَ أَنْسامِ الصَّبا، يا طيبَها.. عَدِمَ الغُبارُ، وَقَدْ هَبَبْتَ، رَواحِلَا

7

78. عَصْرُ البُكاءِ مَضى وَذا عَصْرُ الهَنا.. يا وارِثًا عَرْشَ الحَضارَةِ، رافِلَا

79. بِحَريرِها وَدِمَقْسِها، دَيباجِها.. وَالتَّاجُ فَوْقَ الهامِ لَيْسَ تَخايُلَا

*******

80. يا ابْنَ البِدايَةِ لِلنِّهايَةِ فَاسْتَمِعْ.. تَبُّوا وَتَبَّ جَناهُمُ أَوْ ما تَلَا

81. عامٌ وَأَعْوامٌ مَضَتْ وَتَكَدَّسَتْ.. خَيْباتُ قَوْمٍ أَوْرَدوكَ أَراذِلَا

82. زَعَموا الـمَحَبَّةَ لِلَّذي أُورِثْتَهُ.. وَلَدَى امْتِحانِ الصِّدْقِ كانوا النَّاخِلَا

83. سَرَقوا ثَمينَكَ خِلْسَةً وَاسْتَبْدَلوا.. حَشَفًا بِتَمْرٍ قَدْ عَلا مُتَناوَلَا

84. ما أَكْرَموكَ وَأَبْدَلوكَ مِنَ الجَنى.. خَمْطًا وَأَثْلَا لا يَطيبُ مَآكِلَا

85. أَوَ ما تَزالُ تُغَرُّ في أَسْآرِهِمْ؟.. وَالسُّمُّ كَمْ غَرَّ الحَكيمَ الفاضِلَا

86. فَصْلُ الـمَقالِ هُوَ الـمَقالُ بِما حَوى.. أَثْناءَهُ أَوْ ما أَبانَ مَفاصِلَا

87. أَحَداثَةُ التَّخريبِ بِنْتُ حَضارَةٍ.. أَمْ مِنْ سِفاحِ السَّائِبينَ تَناسُلَا؟

88. هَيَ طَفْرَةٌ كَالفِطْرِ غِبَّ رُعودِها.. قَدْ هاجَ لَيْلًا ثُمَّ أَصْبَحَ زائِلَا

89. نَجَسٌ عَلى نَجَسٍ وَنَقْضُ طَهارَةٍ.. إِعْلاءُ شَأْنِ الهادِمينَ الكامِلَا

8

90. الـمُحْتَفينَ بِكُلِّ نَقْصٍ وافِدٍ.. وَمُعَطِّلينَ مِنَ الـمَحاسِنِ عاطِلَا

91. لا يَمْدَحونَ سِوى الدَّخيلِ، فَدَأْبُهُمْ.. عِشْقُ الغِرابِ وَإِنْ أَتَوْكَ مَناكِلَا

92. الشَّانِئينَ كَواكِبًا عَقَلوا العُلَى.. بِرِكابِهِمْ فَانْقادَ لا مُتَكاسِلَا

93. لٰكِنْ تَخَلَّقَ في الـمَسيرَةِ خُلْقَهُمْ.. مُسْتَشْرِفًا قِمَمَ الـمَآثِرِ حامِلَا

94. قُلْ لِلْأُلى شَنِئوا الأُلى بَهَروا الدُّنى.. وَالشَّائِنينَ أَكارِمًا وَأَفَاضِلَا

95. إِنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ وَأَشْرَقَتْ.. عِبَرُ الزَّمانِ الـمُقْصِياتِ بَلابِلَا

96. وَاسْتَدْبَرَتْ دُجُنَ الخَؤُونِ وَظِلَّها.. وَاسْتَقْبَلَتْ فَجْرَ الصَّفا وَبَلابِلَا

97. لَمْ يَبْقَ رُكْنٌ يَحْتَوي نَفَراتِكُمْ.. لَمْ يَبْقَ كَهْفٌ يَسْتُرُ الـمُتَخاذِلَا

98. سِنَةٌ تَقَضَّتْ وَاسْتَفاقَ مُغَيَّبٌ.. وَأَنى أَوانُ الـمُسْقِطينَ فَواصِلَا

99. لِتَعودَ شَمْسٌ قَدْ حَجَبْتُمْ بُرْهَةً.. وَيَعودَ صُبْحٌ، يا رِغالُ، بَلى، بَلى

100. لُغَةٌ نَفى عَصْرٌ وَحارَبَ أَعْصُرٌ.. لٰكِنَّها غَنِمَتْ وَأَرْبَتْ نائِلَا

101. وَالحَقُّ أَبْلَجُ لا يُشَوِّشُ باطِلٌ.. مَهْما رَبا الكَيْدُ الـمُبيرُ، سَلاسِلَا

102. لا بُدَّ يَوْمًا أَنْ يُغَرْغِرَ طاعِنٌ.. مُتَجانِفٌ لِٱثْمٍ، وَيَزْهَقَ عاجِلَا

9

103. لُغَةٌ العُلى ثَمِلَ الوُجودُ بِكَأْسِها.. مِنْها البَيانُ رُقًى شَفَتْ مَنْ قالَ لا

104. وَالذِّكْرُ ما اخْتارَ الإِلٰهُ لَهُ وِعا (م) ءً غَيْرَها، وَسِعَ الوُجودَ، وَسائِلَا

105. هَلْ فَوْقَها أَوْ مِثْلُها بِسُمُوِّها.. حَرْفٌ يُحيطُ بِما أَحاطَ وَما وَلا

106. أَتَكونُ أَلْسِنَةُ الخَلائِقِ رِفْعَةً.. كَلِسانِ رَبِّكَ، أَوْ عَلِمْتَ مَقاوِلَا؟

107. وَلِسانُهُ في الذِّكْرِ بَسْطُ بَيانِهِ.. سائِلْ بِهِ، إِمَّا جَهِلْتَ، مُساءَلَا

108. وَاسْمَعْ تِلاوَةَ آيِهِ ما رُتِّلَتْ.. تَسْتَشْعِرِ الإِعْجازَ فيها ماثِلَا

109. وَقَريضُنا، لَوْلا القَداسَةُ، صِنْوُهُ.. وَانْظُرْ لِأَحْكامِ القَريضِ وَقابِلَا

110. فَالشِّعْرُ في بابِ الضَّرائِرِ شَأْنُهُ.. مَعَ حُكْمِ تَجْويدِ القُرانِ تَماثَلَا

111. شِعْرُ الأَعارِبِ "عِلْمُ قَوْمٍ لَمْ يَكُنْ".. عِلْمُ سِواهُ لَهُمْ سَماهُ تَناوُلَا

112. وَمُفَسِّرُ القُرْآنِ عِنْدَ غُموضِهِ.. وَمُضيءُ لَيْلِ العاكِفينَ قَنادِلَا

113. وَمُعيدُ مَعْنًى قَدْ تَقادَمَ عَهْدُهُ.. كَالصُّبْحِ مَهْما كَرَّ ظَلَّ مُغازَلَا

114. يَزْدادُ حُسْنًا لا يُمَلُّ طِلابُهُ.. وَيَزيدُ سِحْرَ الخافِقَيْنِ عَواذِلَا

115. كَمْ مِنْ يَتيمٍ في الـمعاني عَزَّهُم.. أَنْ يَبْلُغوا شَأْوًا لَهُ وَمُفاضِلَا

10

116. قالوا عَقيمٌ حينَ أَفْصَحَ عَجْزُهُمْ.. وَتَجَمَّعوا كَيْ يُسْقِطوهُ بِما جَلَا

117. وَتَهافَتوا مِثْلَ الفَراشِ بِظُلْمَةٍ.. بَصُرَتْ لَهيبًا في صَعيدٍ شاعِلَا

118. سَقطَتْ عَلى جَمْرٍ وَقيلَ تَبَخَّرَتْ.. لَمْ يَبْقَ مِنْ أَثَرٍ يَدُلُّ السَّائِلَا

119. يا ذا الـمَعانِدِ لا شُفيتَ مِنَ الَّذي.. أَوْدى بِغَيْرِكَ وَاسْتَحالَ مَعاقِلَا

120. طِبُّ الجُنونِ إِذا اسْتَشاطَ بِعَقْرِهِ.. دَرْءُ الـمَفاسِدِ لا يَزالُ الكافِلَا

121. شِعْرُ الأَعارِبِ نَهْضَةٌ تَسِمُ الحِجى.. بِمَياسِمِ الثُّوَّارِ فَاقْرَأْ قابِلَا

122. شِعْرُ الأَعارِبِ ثَوْرَةٌ وَمَشاعِلٌ.. تُهْدي السُّراةَ إِلى الصَّباحِ مَشاعِلَا

123. ما كانَ رَصْفًا لِلْحُروفِ تَخالُها.. بَيْتًا بِمَدْرَجَةٍ هَوى أَوْ آيِلَا

124. ما كانَ سَرْدَ حِكايَةٍ في سَهْرَةٍ.. كَلَّا وَلا كانَ النِّفاقَ مُجامِلَا

125. وَيَظُنُّهُ الغِرُ الجَهولُ أَفاعِلًا.. حَفَلَتْ وَقَدْ رُصِفَ الكَلامُ أَفاعِلَا

126. وَيَظُنُّهُ الحَرْبُ الدَّعِيُّ زَخارِفًا.. أَوْ حِلْيَةً لِعَواطِلٍ وَخَلاخِلَا

127. جَهْلٌ عَلى جَهْلٍ بِخاوٍ أَحْمَقٍ.. إِذْ ظَنَّ أَوْزانَ القَصيدِ شَواقِلَا

128. أَوَ تُحْسَبُ الحُمُرُ العِجافُ صَوافِنًا.. أَوْ تُحْسَبُ العِقْبانُ، وَيْكَ، جَوازِلَا؟

11

129. ما كانَ مِيزانُ القَريضِ زَخارِفًا.. تُؤْتى وَتُتْرَكُ أَوْ تُضافُ تَوابِلَا

130. هُوَ أُسُّ بُنْيانِ القَصيدِ بِدونِهِ.. يَهْوي البِناءُ بِما احْتَوى أَوْ حاوَلَا

131. وَلِجاهِلٍ روحَ الجَمالِ وَسِحْرَهُ.. أَنْ يَدَّعي بومَ الخَرابِ هَوادِلَا

132. وَيَقولَ إِنَّ الوَزْنَ بَعْضُ تَوابِلٍ.. أَوْ نُقْلُ خَمْرٍ كَيْ يُطَيِّبَ غائِلَا

133. لٰكِنْ يَظَلُّ عِقالُهُ في جَهْلِهِ.. كَالتَّيْسِ في جِذْعٍ تَقَيَّدَ قائِلَا

134. وَبَدا يَدورُ وَهَمُّهُ بِنَجاتِهِ.. وَالحَبْلُ حَظَّ نَجاتِهِ قَدْ ضاءَلَا

135. وَرَأَى الخِناقَ اشْتَدَّ لٰكِنْ جَهْلُهُ.. أَعْمى، وَيَأْمُرُ بِالـمُضِيِّ الجاهِلَا

136. فَيَحولُ جيفَةَ هالِكٍ أَوْدى بِهِ.. جَهْلٌ تَرَسَّخَ مُنْذُ كانَ الفاضِلَا

137. وَلَسَوْفَ يَلْقى الـمُرْجِفونَ مَصيرَهُ.. وَالطَّاعِنونَ الحَقَّ، حَقًّا لا مِرا

138. وَيَظَلُّ صَوْتُ مُهَلْهِلٍ مَعَ حارِثٍ.. وَكَذاكَ عَنْتَرَةِ الفَوارِسِ جائِلَا

139. وَفَرائِدُ الضِّلِّيلِ صَوْتٌ عابِرٌ.. سَبَقَ الزَّمانَ أَوابِدًا أَوْ وابِلَا

140. وَصُداحُ حَسَّانٍ الرَّفيعِ مُؤَبَّدٌ.. يُفْني الفَناءَ وَلا يَكِلُّ تَراتِلَا

141. وَيَظَلُّ حِصْنُ الشِّعْرِ أَمْنَعَ قَلْعَةٍ.. كَالذِّكْرِ تَحْصِينًا يَغُلُّ الغائِلَا

12

142. وَالشِّعْرُ فَرْضُ كِفايَةٍ، وَبِعَصْرِنا.. بادي الوُجوبِ دِراسَةً وَتَناقُلَا

143. وَالشِّعْرُ مَنْزِلَةٌ يَعَزُّ نَزيلُها.. حَتّٰى وَلَوْ نَكِرَ الرِّغالُ النَّازِلَا

144. أَكْرِمْ بِها نُزُلًا وَأَكْرِمْ نازِلًا.. فَوْقَ الـمَعالي قَدْ تَعَلَّى ما عَلَا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة