المطلوب إقامة حملة لإنصاف المناضل بسام أبو شريف

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 04/09/22 | 13:00

علاقتي مع المناضل (المظلوم) بسام أبو شريف تعود لأكثر من أربعين سنة، عرفته مناضلاً لا يعرف الكلل والملل وهو مثال في العمل الدؤوب من أجل وطنه فلسطين، فهو لم يأخذ حتى إجازة في حياته وكان يعمل سبعة أيام في الأسبوع كإعلامي وسياسي، ولا سيما بعد أن اختاره الراحل ياسر عرفات مستشاراً شخصياً له للشؤون السياسية برتبة وزير، وله بصمة وطنبة في التاريخ الفلسطيني المعاصر.

ولمن لا يعرف فإن بسام لم يتقاضى أجراً شهرياً طيلة حياته السياسية مع الراحل ياسر عرفات، ولم يكن له سجلاً في دوائر الموظفين، ولم يتلق مرتبا في حياته كوظيفة لانه كان يعتبر النضال تطوعا، والنضال من اجل فلسطين ليس وظيفة،

بسام أبو شريف تعرض في العام 1972 وبالتحديد في الخامس والعشرين من شهر يوليو/تموز لمحاولة اغتيال إسرائيلية. فقد استغل جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” شغفه بالكتب وقام بإرسال كتاب له على شكل طرد بريدي، لكنه ملغوماً. وقد انفجر الكتاب بين يدي بسام أبو شريف وخسر أربعة أصابع وفقد عينه وجزءاً كبيراً من سمعه.

كان الصديق بسام يعتبر ان النضال ليس من اجل تنظيم او من اجل موقع بل هو عطاء لتقديم كل ما يملك من عواطف وعلم ومعرفة ودقة وثبات واقتدار. المناضل بسام على قناعة بان كل ما اصابه في جسده (سبعة وثلاثون جرحا) وفي نظره وسمعه وعنقه واصابعه هي كلها اوسمة استحقها لانه اخلص لوطنه وشعبه.

هذا المناضل، وبدلاً من أن يقيم له الرئيس الفلسطيني محمود عباس حفل تكريم يدعو اليه شخصيات عربية وأجنبية كبيرة ويقلده أرفع وسام فلسطيني، احتراما لتاريخه النضالي العريق (حوالي ستين سنة)، واعترافأ بما قدمه للقضية الفلسطينية ونشرها في العالم، أصدر عباس قراراً بقطع كافة مخصصات أبو شريف وعدم دفع ايجار مكتبه وأغلق المكتب. هكذا يكافأ المخلصون للوطن عتد محمود عباس.

عندما أرسل عباس القرار لوزير المالية اجابه: “لا يوجد لدينا في السجلات اسم لبسام ابو شريف وكانت مخصصاته هي لعمل مكتبه ولدفع تكاليف العمل ولذلك لا يوجد له مرتب ولم يتلق راتبا في حياته”. وقد أخبرني المناضل بسام عندما زرته قبل فترة في بيته، أنه “تم تشكيل لجنة لتقدير مرتبي فقامت تلك اللجنة مشكورة بتقدير مرتبي بمبلغ اقل مما كان هو مرتب سائقي” .

وأخبرني الصديق بسام انه تقدم بدعوى ضد عباس لدى محكمة العدل العليا في فلسطين التي ادعت بأن هذا الموضوع ليس من شأنها. يعني القاضي “ما بدو يخسر وظيفتو إذا قبل الدعوى”.

بسّام أبو شريف يعاني من ظروف معيشية صعبة للغاية في عهد الرئيس عباس، لأنه قاوم ولا يزال يقاوم اتفاق أوسلو ولذلك عزله عباس أحد مهندسي اتفاق أوسلو من دائرة صناع القرار وأمر بمعاملته بشكل سيء جداً أينما توجه لدوائر السلطة. الخونة يحظون بالدعم في هذا الزمان الرديء والمناضلون يتم إبعادهم.

المطلوب من كافة المؤسسات الإنسانية العربية والدولية ممارسة ضغط على الرئيس الفلسطيني لإنصاف المناضل بسام أبو شريف ليعيش حياة كريمة. والمطلوب أيضاً من النقابات الصحفية العربية ومن كافة الصحفيين الفلسطينيين الأحرار إقامة حملة من أجل إنصاف المناضل بسام أبو شريف والتركيز على ما يعاني من ظلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة