مبادرة التجمع شروط لتشكيل المشتركة.. والخاسر أحمد الطيبي

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 02/09/22 | 12:44

يوم الأربعاء الماضي اجتمع المكتب السياسي “للتجمع” وأصدر بياناً أطلق عليه “مبادرة” تتضمن خمس نقاط،، التي هي في الحقيقة شروط من التجمع لإبقاء القائمة المشتركة على فيد الحياة. وقبل ذلك لمسنا عودة إلى حرب التصريحات وهذه المرة ليست بين الجبهة والموحدة، بل بين التجمع والجبهة، وفي أعقاب الاجتماع الذي عُقِد بين التجمع والجبهة الأربعاء، وحسب ما جاء في خبر نشره موقع العرب في الأول من هذا الشهر، فإن يوسف طاطور، نائب الأمين العام للتجمع قالها صراحة “إن الجبهة رفضت الالتزام بالابتعاد عن نهج الموحدة خاصةً بما يتعلق بموضوع التوصية والمشاركة في لعبة المعسكرات الصهيونية. ورد عليه عادل عامر، رئيس الطاقم الانتخابي للجبهة: “منذ عدة اسابيع يحاول التجمع خلق ازمة سياسية فينا وبيننا للتغطية على خلافاتهم الداخلية، وقد حاولوا تصدير هذه الازمة تارة للقائمة المشتركه وتارة للجبهة،وعلى ما يبدو ان الامور لديهم نضجت واستوت، نتمنى لهم التوفيق في مسارهم الذي اختاروه”.
ويتبين من هذه التصريحات عدم وجود توافق بين الجانبين. ورغم ذلك استمرت التصريحات وتواصلت الإجتماعات الحزبية للجانبين. ويبدو واضحاً أن الجبهة معنية جداً ببقاء التجمع، والتجمع نفسه كما يبدو أيضاً غير واثق من أنه يستطيع التغريد خارج القائمة المشتركة. وقد تكون “شروط” التجمع التي يسميها مبادرة، الورقة الأخيرة بيد التجمع والتي هي عبارة عن ضوء أصفر في الـ “رامزور” فإما أن يكون بعدها ضوء أخضر أي مروراً للشروط، أو ضوء أحمر أي “قف” لا تمر.
الكرة الآن في ملعب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة، فإذا وافق على ما طرحه التجمع في شروطه، علما بأن الجبهة كانت قد أكدت استعدادها لمناقشة التصور السياسي الذي طرحه التجمع، مؤخرًا، عبر نائبه سامي أبو شحادة، فسيكون أيمن بذلك قد تنازل للتجمع، وإذا رفضها، فإنه سيخسر المركّب الثالث في المشتركة وهذا ما لا يريده أيمن الذي يحاول الإمساك بالعصا من الوسط.
وبما أن “التجمع” لم يتطرق في مبادرته أو شروطه، إلى قضية عدد المقاعد، لكن الجبهة تنازلت عن مطلبها بأربعة مقاعد في تركيبة القائمة المشتركة وقبلت بثلاثة مقاعد ضمن المقاعد الستة الأولى للجبهة ومقعدان للتجمع ومقعد للعربية للتغيير، والموقع السابع للجبهة، وقد يجري التناوب بينه وبين السادس إذا لم تحصل المشتركة على سبعة مقاعد. وفيما لو تشكلت القائمة المشتركة سيكون الخاسر الوحيد في هذه المعادلة هو أحمد الطيبي لأنه سيبقى وحيداً بدون أسامة السعدي. ولا أحد يعرف ما يدور في ذهن الطيبي فيما إذا وافق على التركيبة مرغماً، أو له حسابات أخرى.
وقد يتساءل البعض عن عدم تشكيل تحالف بين التجمع والعربية للتغيير في اطار “التيار الثالث “الذي دعا اليه سامي أبو شحادة. وحسب “موقع العرب” فإن اجتماعا ثنائيا عُقد بين التجمع والعربية للتغيير ولكن لم يكتب له النجاح. فقد تمحور الخلاف على رئاسة قائمة التحالف. وأعتقد بأن هذا الخلاف كان بالإمكان حله، لكن الطرفين غير واثقين من عبور تحالفهما نسبة الحسم، وفضل الطيبي البقاء في حضن المشتركة لأنها ضمانة له للإستمرار في حمل لقب عضو كنيست.
على كل حال الأمور لغاية الآن تبقى في إطار التحليلات، وبانتظار رد الجبهة على بيان التجمع الأخير تنجلي الأمور بصورة أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة