إطلع يا قمرنا وهِلّ
تاريخ النشر: 18/12/21 | 15:36د.سامي الكيلاني:
تدور الأغنيات في فضاء الزنازين
تنشر العبير،
أريجاً كأزهار الوطن،
يداوي روائح العفن.
تدور الأغنيات في عتم الزنازين شموساً
تزيح ظلمة القيد،
تشع نورها ملء المكان وأبعد.
تدور الأغنيات منعشة،
تقهر السجان، تكسر سيفه
تحيي النفوس،
تُنهِض المتعبين،
تسندهم،
توقد من أجل آلامهم
شموع الأمل.
تدور الأغنيات،
– لماذا الأغنيات، وليس الأغاني، يا ولد؟
– جمع مؤنث سالم يا معلمي، لا جمع تكسير
الأغنيات لا تنكسر يا معلّمي،
الأغنيات صبايا بارعات الجمال
عشيقاتٌ، حبيباتٌ،
أميراتٌ من البلور،
طيورٌ من الوجْد النقي،
فراشاتٌ من فرح،
جيادٌ تسابق الريح،
تقطف النصر،
وتحرز كأس السبق،
نُسَيْماتٌ في لهيب الصيف، تهبّ نعمةً في قيظه،
تجفف عن جباه المتعبين العرق
تمسح من عيون الحزانى دمعها.
تدور الأغنيات أبياتاً من زجل
غناء شامخاً
“اطلع يا قمرنا وهلْ،
وضوّي الكره الأرضيه
ما خلقنا لنعيش بذلّ،
خلقنا نعيش بحريّه”[1].
تدور الأغنيات هتافاً عالياً
“لا له لا له لا، له لا لا،
والحرية ارواحنا كرماله
ايدي بايدك نبني هالثوره
ونحولها لمسيره كبرى”[2].
تنساب الأغنيات قصائدَ عزمٍ وفخار
“دور يا كلام على كيفك دور،
خلّي بلدنا تعوم في النور
ارم الكلمه ف بطن الظلمه،
تحبل سلمى وتولد نور”.[3]
تدور الأغنياتُ نشيداً يهز الصحارى،
تخضرّ من هيامها الرمال
“يا نقب كوني إرادة، كوني مجداً ورياده
كوني سيفاً، كوني درساً، من دروس الانتفاضة”[4]
تدور الأغنيات للبدر،
يُطِلّ البدر، بدرنا، بهياً
نقياً رائقاً، كما نشتهيه،
يبتسم لأغنياتٍ كتبناها،
وأغنياتٍ نغنيها،
نغنّي بصحبة الضياء،
يبتسم لنا القمر،
يكتمل بدراً حبيبُنا القمر،
يكتمل بدراً رفيقنا القمر.