يثورون عند قتل امرأة ويصمتون عند قتل رجل.. إخجلوا ونوقفوا عن العهر الاجتماعي- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 24/11/21 | 10:22في الثاني والعشرين من الشهر الحالي نشر موقع العرب قصيدة للصديق الشاعر العروضي محمود مرعي بعنوان “القَتْلُ قَتْلٌ وَالدِّماءُ دِماؤُنا” ينتقد فيها بلهجة شديدة نفاق الذكور والإناث للضحية المرأة، بينما يلتزمون الصمت عندما يكون الرجل هو الضحية. وفي الحقيقة أن الصديق محمود على حق. فالملاحظ أن المجتمع يتحدث بغضب لا يهدأ عندما تسقط امرأة ضحية لأعمال عنف، وتثور الجمعيات النسائية وغيرها بينما يتم الإلتزام بالصمت أو على الأقل لا نلاحظ ردود فعل عند تلك الجمعيات بالنسبة للضحية الرجل.
يقول الصديق محمود مرعي في مقدمته للقصيدة مخاطباً الصامتين على قتل الرجال والمتباكين على قتل النساء: ” بِدونِ مُقَدِّماتٍ أَوْ أَيِّ تَبْريرٍ، فَقَتْلُ الـمَرْأَةِ جَريمَةٌ لا تَقِلُّ عَنْ جَريمَةِ قَتْلِ الرَّجُلِ، وَكِلا الجَريمَتَيْنِ مُدانٌ وَمُسْتَنْكَرٌ، لٰكِنْ لا أَجِدُ مُبَرِّرًا لِلصَّمْتِ عِنْدَما يَكونُ القَتيلُ ذَكَرًا والثَّوْرَةِ عِنْدَما تَكونُ القَتيلَةُ أُنْثى، فَهٰذا لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ نِفاقِ ذُكورِيٍّ أُنْثَوِيٍّ مُدانٍ أَيْضًا.” ويوجه الشاعر كلامه للمنافقين للضحية المرأة متسائلاً:”
أَهُناكَ فَرْقٌ في دِمانا يُبْصَرُ.. هٰذا مُؤَنَّثُ، ذاكَ قيلَ مُذَكَّرُ
أَيَجوزُ لَوْنُ دَمِ الـمُذَكَّرِ أَسْوَد وَدَمُ الـمُؤَنَّثِ يا مُبَرْمَجُ أَحْمَرُ؟
الصرخة التي أطلقها الشاعر العروضي تعني الكثير وتظهر مدى النفاق للمرأة. ولذلك هو على حق في تساؤله إذا كان دم النساء أحمر بينما دم الرجال أسود في ظل تمييز الرجل لدى البعض من أصحاب العهر الثقافي الموالي للمرأة ظالمة أو مظلومة.
نحن مع حق المرأة في المساواة ولكن ليس معها في تقضيلها على الرجل حتى ولو في حالات القتل. ونحن ضد حالات العنف والقتل ونعتبر هذه الحالات إجراماً. لكن أن يكون هناك تمييز بين الرجل والمرأة لصالح ابنة حواء فهذا الأمر نرفضه بشدة. ولذلك يقول الشاعر محمود مرعي للمنافقين بكل صراحة:
أَتَثورُ إِنْ قُتِلَتْ فَتاةٌ غاضِبًا.. وَتَنامُ إِنْ قُتِلَ الشَّبابُ وَتَشْخَرُ
أَتَرى احْتِجابَكَ عِنْدَ قَتْلِ شَبابِنا.. مِثْلَ ازْدِلافِكَ لِلنِّساءِ سَيُثْمِرُ؟
الخامس والعشرين من الشهر الحالي، يصادف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن العام الحالي شهد 113 جريمة قتل في المجتمع العربي ، راج ضحيتها 99 رجلا و14 سيدة. بمعنى أن الجرائم التي تم ارتكابها بحق الرجل هي سبعة أضعاف الجرائم المرتكبة بحق النساء، ولم نسمع من الجمعيات النسائية أي كلمة ولم نسمع بكاءً وعويلاً من بعضهم مثل الذين سمعناه كل مرة عند سقوط ضحية إمرأة.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، وما دمنا في الحيث عن أعمال العنف في المجتمع العربي، فلا بد لنا من التطرق إلى فضية إطلاق النار على بيت اللواء جمال حكروش في كفر كنا قبل نحو شهرين، حيث تم السماح بالنشر. وقد ذكرت مصادر إعلامية ان النيابة العامة قدمت لمحكمة الصلح في مدينة الناصرة تصريح مدع ضد شابين الأول من كفركنا ويبلغ من العمر 33 عاما والثاني من حيفا وعمره 21 عاما، على خلفية إطلاق النار على بيت اللواء حكروش، وأن المشتبه المركزي في هذه القضية محام
وكان المتحدث بلسان الشرطة قد ذكر في بيان صحفي ” أنه تبين في التحقيق عن وصول المشتبه بهما إلى منزل اللواء جمال حكروش في مركبة المشتبه من حيفا، اذ نزل المشتبه المركزي من المركبة مرتديا قناعًا وفتح النار من سلاح اوتوماتيكي باتجاه ساحة المنزل، مما اسفر عن الحاق اضرار “. وأوضح المتحدث بلسان الشرطة “أن محققين من وحدة اليمار وجهاز الأمن العام (الشباك) قاموا بتحقيقات طويلة تخللتها أنشطة استخباراتية أدت إلى اعتقال المشتبه بهما”. طبعا الإعتداء على منزل اللواء حكروش مرفوض ومدان بكل المعايير وهو عمل جبان.
الغريب في الأمر أن الشرطة استطاعت كشف المشتبه بهم في عملية الاعتداء على بيت جنرال في الشرطة خلال ثلاثة أشهر، بينما لم تستطع الشرطة سوى الكشف عن خلفية 27 حالة فتل من أصل 113 حالة وقعت هذا العام. فهل من تفسير لذلك؟ هذا إضافة إلى تقصير الشرطة في اكتشاف الجرائم التي تم ارتكابها العام الماضي والأعوام السابقة.