لا وألف لا لإشراك الشاباك.. منصور عباس وشعار الشاباك هو الحل-بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 10/10/21 | 11:20

لو قامت مؤسسة مختصة بإجراء استفتاء في المجتمع العربي حول تدخل الشاباك في مكافحة الجريمة والعنف في هذا المجتمع، الذي شهد منذ مطلع العام الحالي لغاية الآن سقوط مائة قتيل، لخرجت بنتيجة مفادها أن غالبية هذا المجتمع ضد تدخل جهاز الشاباك، لأن المجتمع العربي له تجارب سيئة مع هذا الجهاز. والذين يوافقون على إشراك الشاباك في مكافحة الجريمة في المجتمع العربي، مثل موافقة صاحب قطيع مواشي على إشراك ذئب لحماية القطيع. وهنا يجب أن أوكد وأركز على ما أقصده لكي لا يحاول المصطادون في المياه العكرة تفسير كلامي إلى مفهوم سلبي. فأنا لا أقصد لا سمح الله تشبيه المجتمع العربي بالقطيع، بل أفصد المعنى العام. فبالتالي أنا واحد من هذا المجتمع الذي أكن له كل احترام وخصوصاً لهؤلاء الذين يرفضون إشراك الشاباك.

توجد ثلاث فئات في المجتمع العربي لها مواقف في موضوع إشراك الشاباك: فئة ترفض، وأخرى تؤيد بالخفاء والفئة الثالثة تجاهر علنا بإشراك الشاباك، وهي الفئة الأكثر خطورة على هذا المجتمع، ولا سيما طبقة المثقفين أو الذين يعتبرون أنفسهم مثقفين. هذه الفئة التي تقول:”نعم لإشراك الشاباك” لديها أسباب لهذه ألـ “نعم” خصوصاً أن الشاباك جهاز مكروه في المجتمع العربي.

في الثلاثين من شهر يونيو/حزيران الماضي ذكرت الفناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول في الشرطة الإسرائيلية، أن غالبية قادة الأعمال الإجرامية في المجتمع العربي هم متعاونون مع جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، وبحسب القناة، قال المسؤول “إن الجناة الذين يقودون الجرائم الخطيرة في المجتمع العربي هم في معظمهم متعاونون مع الشاباك. هذا الوضع يكبل يدي الشرطة، إذ لا يمكن المس بهؤلاء المتعاونين الذين يتمتعون بالحصانة”. تصريح في منتهى الخطورة ضد المجتمع العربي. لأن جهاز الشاباك من ناحية منطقية يجب أن يدافع عن مكون أساس من مكونات المجتمع الإسرائيلي، وليس العمل على دعم المجرمين فيه.

الشرطة في كل أنحاء العالم هي المسؤولة المباشرة عن أمن وأمان المواطن في الدولة. والسؤال المطروح: لماذا تعجز الدولة عن وضع حد لعمليات الإجرام في المجتمع العربي الذي يشكل 21 بالمائة من السكان، بينما نجحت في المجتمع اليهودي الذي يشكل 79 بالمائة في إسرائيل، علماً بأن الشاباك لم يتدخل في الموضوع في المجتمع اليهودي ولم يطلب منه ذلك؟الصديق محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا أكد لي أنه عندما التقى رئيس الدولة هرتسوغ قبل فترة، طالبه بالعمل على ثلاثة أمور: أولها، حث رئيس الحكومة باتخاذ قرار رسمي جدي لدفع الشرطة للقيام بواجبها بفعالية أكثر ضد المجرمين في المجتمع العربي، وثانيها مطالبة الجيش بسد الثغرات التي يتهرب منها السلاح من داخل الجيش، وثالثها، أن يكف جهاز الشاباك يده عن المجتمع العربي. ويبدو أن الأمر الثالث لا يروق أبداً لمنصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة المشاركة في الائتلاف الحاكم. فقد أعلن عباس موافقته على تدخل الشاباك في محاربة الجريمة في المجتمع العربي. يعني بالنسبة لمنصور عباس فإن الشاباك هو الحل. فهل أصبح شعار “الإسلام هو الحل” في خبر كان عند عباس؟هناك من يرى انه لا داعي لهذه الضجة حول الشاباك لأنه موجود أصلاً في المجتمع العربي. صحيح أن الشاباك تشتم رائحته في المجتمع العربي، لكن نسي أو تناسى هؤلاء أن وجوده ليس رسمياً وهم الآن يطالبون وبدون حياء بشرعنة وجوده “وعلى عينك يا تاجر”.صراحة أنا شخصيا لا أفهم هذا الموقف: جهاز أمني يعمل علانية ضد المجتمع العربي بشهادة الشرطة، ورغم ذلك ويؤيدون إشراكه رسميا في هذا المجتمع، علماً بأنه هو نفسه من يحمي عصابات الاجرام في المجتمع العربي،حسب القناة 12؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة