بينيت لا يريد حلولاً سياسية… والعرب يركضون من قمة إلى أخرى – أحمد حازم

تاريخ النشر: 02/09/21 | 16:45

بعد يومين من لقاء الرئيس الأميركي بايدن مع رئيس الحكومة الإسرايلية بينيت في واشنطن ، سارع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس وبإذن من رئيسه بينيت إلى لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله الأحد الماضي. وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي ركز في اللقاء على حل الدولتين، إلا أن الزائر غانتس تجاهل هذا الموضوع كلياً خلال مباحثاته مع محمود عباس، الذي هو بدوره أيضاً لم يتفوه بكلمة واحدة حول حل الدولتين، استناداً إلى البيان الذي صدر عمهما، والذي لم يشر بالتحديد إلى هذه النقطة، بل تم الإشارة بشكل عام في البيان إلى: “أن الجانبين بحثا أيضا التعامل مع الأوضاع الأمنية والاقتصادية في الضفة الغربية وغزة واتفقا على مواصلة الاتصالات بشأن القضايا التي أثيرت خلال الاجتماع”.ولكن ما هي القضايا التي أثيرت في الاجتماع فلا أحد يعرف، وكل ما يعرفه حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) والمقرب جداً من الرئيس عباس أنه “تم البحث في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية من كل جوانبها” ولم يتم تحديد الجوانب مطلقاً.حسين الشيخ ومعلمه عباس يعرفان تمام المعرفة، أن بينيت الذي يرأس حزبا قوميا متطرفا، يعارض إقامة دولة فلسطينية. ويعرفان أيضاً (وإن لا يعرقان فنحن نشرح لهما) أن تشكيلة الإئتلاف الحاكم والذي أوصل بينيت إلى منصب رئيس الحكومة لا تسمح له أبداً اتخاذ أي قرارات سياسية حساسة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لأن أي خطوة في هذا الاتجاه قد تؤدي إلى إسقاط الحكومة.لكن كل ما جرى بحثه في اللقاء الثنائي بين عباس وغانتس والذي لم يلق ترحيبا من الفصائل الفلسطينية، وحسب بيان صدر عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أن غانتس أبلغ عباس -في الاجتماع، أن إسرائيل ستتخذ إجراءات لدعم الاقتصاد الفلسطيني.” يعني حلول اقتصادية(إن حصلت) وليس سياسية.
وبالرغم من أن مصدر مقرب من بنيث صرح بأن العملية السياسية مع الفلسطينيين لا تلاقي اهتماماً من الحكومة الإسرائيلية بمعنى أنها غير معنية أبداً بمفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وهذا الموقف أفهمه بينيت للرئيس الأمريكي بايدن. إلا أن الرئيس الفلسطيني يعير اهتماماً كبيراً للقاء القمة الثلاثي الذي سيجمعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد، قال في حديث لإذاعة “صوت فلسطين” الرسمية، يوم أمس الأربعاء “إن القمة الثلاثية التي ستعقد اليوم الخميس ستبحث القضايا المشتركة وتوحيد الموقف الفلسطيني الأردني المصري من أجل متابعة التحرك السياسي على الصعيد الدولي، والسعي لإحياء عملية السلام تحت مظلة الامم المتحدة بمشاركة الرباعية الدولية، والتحرك لعقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة الرباعية وأطراف أخرى”.هنا أريد أن أسأل عزام الأحمد، إذا كان “يتهبل” علينا” أم “يستهبلنا”. لكن أعتقد بأن الأولى هي الأصح. عزام سمع موقف بينيت النهائي يعني جواب نهائي : لا مفاوضات ولا دولة فلسطينية ولا حلول سياسية. فلماذا كل هذا النط والقفز من عاصمة إلى أخرى؟ والأمر المضحك أن السيسي المعروف بطاعته لإسرائيل والولايات المتحدة يوثق به كلاعب مهم في الملف الفلسطيني وهذه هي المصيبة.يتحفنا عزام الأحمد بمعلومة يعتبرها مهمة في نظره ولكنها لا تعني شيئاً للفلسطيني. يقول الأحمد: ” أن القمة الثلاثية تكتسب أهمية خاصةً ونحن على أبواب القمة العربية المقبلة في الجزائر، وكذلك اجتماعات دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيشارك السيد الرئيس في هذه الدورة”. أين هي الأهمية الخاصة يا عزام؟ مجرد قمة عادية مثل مئات عشرات القمم السابقة الفارغة المضمون، والتي ظلت قراراتها حبراً على ورق. واجتماعات االجمعية العامة للأمم المتحدة هي أيضاً مجرد اجتماعات روتيينية لا تهتم لها إسرائيل التي ضربت بعرض الحائط كافة قرارات الهيئة الدولية ومجلس الأمن. فإذا لماذا الرهان على مثل هذه القمم والاجتماعات؟المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة