في عروقي تنشرين شمسك .!

تاريخ النشر: 07/08/21 | 11:58

يوسف جمّال – عرعرة
في عروقي تنشرين شمسك
فأصحو على خطوط إشعاعك
وأتحدُّ مع وحيِّ حلمك
هارباَ مثلك من ظلمات تيهك
ولكنك سرعان تعودين الى كهفك
وتتركنني أتلفَّع بظلمات قهرك
**************
تقفين على باب المخيَّم
تحملين رغيف عُجن
من دماء جرحك
” فأخطف ” لقمة من بين أيدي أطفالك
المتزاحمة على فتات خبزك
فيسكتُ جوعي الى حين
وبعدها أعود لأشدّ حزام جوعي
على لحم بطني
مثلما تشدّينه على لحم بطنك
ليتحد مع عذاب جوعك
*************
أرِد معك الى منابع نبعك
لأبلَّ عطشي القديم من خمرك
تصلين الى ضفة نهرك
فتعودين دون أن تبلّي ريقك
فأعود خلفك حاملاّ جفاف
عطشي بين أسناني
وتصلّب حلقي و لساني
فألعق من سراب أحزاني
لأطفأ نيران لهيب عطشي
***********
تبكين لتطفئي نار جمارك
فأوصل بكائي ببكائك
وتجري دموعي في مجرى دمعك
وتتحد آهاتي بآلامك
فأشعر معك براحة برد جفنك
وسرعان ما تحبسين دمعك
وتنسحبين من أمام عيني
وتعودين جفاف قفرك
وأعود الى جفاف روحي
وعذاب هجرك
***********
أقف تحت ظلال نخلك
فيشدّني البلح المتوِّج لتاجك
فأمد يديَّ وقدميَّ لتتشبَّث بساقك
وأصعد الى أعلى عليائك
لأقطف من حلو أثمارك
وقبل أن أصل تطرحينها
على أرض ظلِّك
فأنزل لأجلو مرّ فمي بحلو تمرك
فأجدهما تحمل مُرَّ مُرِّك
فأعود أحمل مرَّ فمّي
وآلام سقمي
وأثقال همّي
وخيبات وهمي
***************
أقبض على قبضة من رمضائك
أعصرها بيدي بكلِّ قوتي
فتتحول الى حجر
أرمي بها فلول أعدائك
فتتحوَّل الى مطر
يروي أخضارك
والى قمح يطعم أطيارك
والى قوس يزيِّن سمائك
************
أعصر نار غضبي
فيتحوّل الى حمم بركان
مخزونة في أعماق صلبي
لا تتوقف عن الغليان
تبحث عن مسالك دربي
لتتمكن من الطيران
لتحرق قيود قلبي
وتطلق لواعج حبي
وتحطِّم أغلال غُربي
**********
صنعت ليَّ سُلَّماً من تطلعاتك
لأرتقي الى أعالي سمائك
لأصنع من النجوم منارات لأحلامك
ومن القمر سراجاً ينير ظلماتك
ومن مداه الأزرق بحراً
يسبح فيه مجدافك
ومن غناء العصافير نايات
تسبِّح لآياتك
*****************

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة