بين طز الطيبي وطز القذافي – أحمد حازم

تاريخ النشر: 29/07/21 | 10:30

في الفيديو الذي نشره د.أحمد الطيبي حول اقتراح القانون الذي تقدم به للكنيست بشأن إلغاء اشتراط ربط البيوت بشبكة الكهرباء في البلدات العربية بالحصول على نموذج 4″المعروف بالعبرية بٍ”توفيس 4″ أعجبتني جملة وردت في الفيديو قالها الطيبي منرفزاً ” طز بالموحدة”. والسبب لهذه الـ “ظز” يعود لرفض “موحدة” منصور عباس اقتراح هذا القانون الذي يخدم عشرات الآلاف من المواطنين العرب.

“طز” اطيبي في الفيديو أعادت بي الذاكرة لما قاله الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في أحد خطاباته: “طز أمريكا”. ويبدو أن الطيبي أعجبته هذه الكلمة وعرف كيف يستخدمها في مواقف سياسية تماما كما فعل القذافي الذي زاره الطيبي ضمن وفد من فلسطينيي ألـ 48 في شهر أبريل/نيسان عام 2010.

والقاسم المشترك بين”طز” الطيبي و”طز” القذافي واضح تماماً. فألأول أي الطيبي قالها لرئيس قائمة عربية رفضت الإقتراح رغم أنه يخدم شعبها الفلسطيني في الداخل، والثاني أي القذافي قالها لأن أمريكا ترفض أيضاً كل قرار لمصلحة العرب عامة والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

لو قمنا بعملية مراجعة بسيطة عن نشاطات “الموحدة” في الكنيست منذ دخولها منفردة، فإننا نجد صفر نشاطات لصالح المجتمع العربي، بينما (ما شاء الله) نجد عدة نشاطات لصاح اليمين واليمين المطرف بدءأً من الخدمات التي تم تقديمها ل نتنياهو (ولا نريد هنا تعدادها) وانتهاء بجلب اليميني المتطرف نفتالي بينيت رئيساً للحكومة. إذاً هذا هو رصيد الموحدة.

المجتمع العربي يعاني من إهمال رسمي واضح ومن عنصرية في المعاملة من قبل الدوائر الرسمية. وقضية اشتراط ربط البيوت العربية بالكهرباء بالحصول على “نموذج 4” هو شرط تعجيزي. ولذلك جاء اقتراح االقانون الذي قدمه الطيبي ليعفي المواطنين العرب من هذا الشرط التعجيزي، لكنه اصطدم برفض زملائه العرب في الموحدة(باستثناء مازن غنايم) حسب بيان الطيبي. لدرجة أن وليد طه عضو “الموحدة” طلب من غنايم علانية عدم التصويت لصالح اقتراح القانون.

البيان الصادر عن مكتب الطيبي أوضح: ” أن ربط البيوت بشبكة الكهرباء من الحقوق الأساسية للإنسان، وهناك آلاف البيوت العربية التي يُحرم أصحابها من هذا الحق بسبب الاجراءات البيروقراطية التي تحول دون أي تقدّم يذكر، وخلال الأيام الأخيرة كانت هناك اتصالات مع كافة الأطراف، ونجحت باقناع حزبي شاس ويهودت هتوراه لدعم القانون، وتواصلت مع الموحدة وميرتس وللأسف الشديد حتى اللحظة القائمة الموحدة ترفض دعم هذا القانون”.

الإقتراح الذي قدمه الطيبي يخدم المواطنين العرب وأنتم في “الموحدة” حسب ادعائكم شاركتم في الحكومة لخدمة المجتمع العربي، فلماذا لا تدعمون الإقتراح إذاً؟ فما السبب الذي يدعو “الموحدة” إلى رفض اقتراح الطيبي؟ البيان الذي أصدرته “الموحدة” في هذا الشأن في منتهى الوضوح. فقد جاء فيه بالحرف الواحد:” كما هو معلوم، لا يدعم الائتلاف قانونًا تتقدّم فيه المعارضة، لذلك لن يتم دعم هذا القانون”. يعني نكاية بالطيبي ترفض الموحدة دعم اقتراح قانون لمصلحة العرب. أليس هذا التبرير في منتهى الوقاحة السياسية؟ من المعيب جداً أن تنحدروا إلى هذا المستوى من عدم اللامبالاة والأنانية.

وتضيف “الموحدة” في بيانها ودون خجل أو حياء:” قررت الموحدة تبني هذا القانون، وأخذه على عاتقها ومسؤوليتها، إيمانًا منها أنّ تقديمه فيه مصلحة ومنفعة للمواطن العربي،” يا سلام … يعني إذا قدمه الطيبي لا مصلحة فيه للعربي؟ والمشكلة أن “الموحدة” لا تزال تردد نفس الإسطوانة أنها: ” جاءت لتؤثّر وتحقّق مطالب المجتمع العربي”. أمر مضحك للغاية.

لكن في نهاية بيانها تخاطب الموحدة المجتمع العربي بقولها:” صادق الائتلاف على دعم هذا القانون بعد تقديمه من قبل الموحدة، وبعد المصادقة عليه تقنيًّا من اللجان المخوّلة بالمصادقة على اقتراح القوانين. بناءً عليه، ترقّبوا تمرير هذا القانون خلال الأسابيع القريبة، وهذه بشرى سارّة أخرى لأبناء مجتمعنا.”

على كل حال الفضل في تمرير القانون يعود للنائب الطيبي لأنه هو صاحب الإقتراح وليس “الموحدة”. والسؤال الذي يطرح نفسه وبحق: ما دمتم قد رضيتم بدخول الكنيست، لماذا لا يكون (على الأقل) تعاون بين القائمتين في الأمور المتعلقة بالمواطن العربي رغم الاختلافات في السياسة؟ سؤال بحاجة إلى جواب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة