هل تحدث تحولات سياسية في المنطقة؟!
تاريخ النشر: 17/07/21 | 13:36بقلم: شاكر فريد حسن
تتواصل الاتصالات والمفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس ودولة الاحتلال، وعدا العناوين الرئيسة في الاعلام لا أحد يعرف إلى أين ستقود هذه المفاوضات التي تتركز كما هو معلن على مسألة تبادل الأسرى وإعادة إعمار قطاع غزة، فضلًا عن رفع الحصار، والوضع الأمني والسياسي المستقبلي، الذي يهم مصر التي تقوم بدور الوساطة لإخراج صفقة تبادل الأسرى إلى حيز التنفيذ.
لا شك أن القضية الفلسطينية عادت إلى صدارة الاحداث بعد العدوان الاحتلالي الغاشم على غزة وما أحدثه من دمار وخراب هائل، وسقوط المئات من الشهداء والجرحى. وتبدو في الأفق محاولات حثيثة لإحداث تغييرات وتحولات سياسية في الشرق الأوسط، وأن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة، وسوف تشهد المزيد من الخطوات الملموسة في العلاقات مع إسرائيل، والجميع من الأطراف العربية والعالمية مثل مصر وتركيا والولايات المتحدة وروسيا، معنية بلعب أدوار مختلفة في استقرار المنطقة، خصوصًا وإننا نرى أن الحكومة الإسرائيلية بزعامة نفتالي بينيت، تحظى بدعم غير محدود من قبل الإدارة الامريكية.
لقد بات واضحًا أن اتفاقات التطبيع بين عدد من دول الخليج والعربية أصبحت امر واقع ومقبول بعد أعادة السلطة الفلسطينية علاقاتها مع هذه الدول، وزيارة القائد الحمساوي إسماعيل هنية للمغرب وتصريحاته الإيجابية تجاه الملك والحكومة، إضافة لعودة العلاقات التركية المصرية، وزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتركيا. كل ذلك يدل ويشير إلى رغبة جميع هذه الأطراف إلى إحداث تحول سياسي في المنطقة والانتقال إلى حقبة جديدة من الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وإذا كان سيحدث بالفعل أي استقرار في المنطقة، فالضحية الأساس هي سلطة محمود عباس التي تواجه وضعًا صعبًا ومازقًا كبيرًا، وفقدت كل أوراق اللعبة بعد مقتل المعارض السياسي نزار بنات، وما صاحب ذلك من انتقادات للسلطة واحتجاجات شعبية ومعارضة شديدة لعنف السلطة في قمع وتفريق المتظاهرين. فهذه السلطة وجدت نفسها في ورطة كبيرة أمام انتقادات داخلية ومن مؤسسات حقوقية فلسطينية وعالمية، وارتفعت المطالبات باستقالة حكومة اشتية ورحيل محمود عباس وضرورة إجراء الانتخابات. وما يقلق الشارع الفلسطيني هو استمرار الانقسام المعيب والمدمر الذي أصبح قدر الفلسطينيين، ولا تلوح في الأفق بوادر أمل باستعادة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية، خاصة بعد فشل جولات الحوار واجتماع الفصائل في القاهرة قبل التئامه.