غزة انتصرت رغم الدمار…

تاريخ النشر: 29/05/21 | 12:55

غزة انتصرت رغم الدمار… “والي مش عاجبو يشرب من بحرها” بقلم: أحمد حازم

في مقالات سابقة لي في هذا الموقع أكدت مراراً على أنني فوق الحزبية، مع اعترافي بوجود علاقات جيدة تربطني يسياسيين وقادة كبار على الصعيدين الفلسطيني والعربي وأيضاً العالمي. وأخص بالذكر قادة الفصائل الفلسطينية ( المؤسسين) الذين التقيتهم جميعا، مثل الراحل ياسر عرفات. والصديق العزيز السياسي بسام أبو شريف الذي تجمعني به علاقة صداقة قوية منذ أكثر من أربعين عاماً و(لغاية الآن)، خير من يعرف ذلك. ولا يزال همّ شعبي وقضيته ومعاناته ونضاله، النقطة المركزية في عملي الصحفي وقضيتي هي حزبي.

وكلماً أقرأ عن وقاحة (أحدهم) بالتطاول على تنظيم فلسطيني مقاوم أشعر بالاشمئزاز والقرف من هذا التطاول الذي يبتغي صاحبه الشهرة والتسلق على أكتاف الآخرين، أي من خلال التهجم غير المبرر وهو نفسه لا يفعل شيئاً، وقد يكون هذا التطاول له خلفية سياسية وأجندة معينة ، والله أعلم.

لفت تظري أمس الجمعة مقالا في موقع العرب بعنوان ” تلميع حماس سياسياً” كتبه أحد أحفاد “قرمان” يطلق عليه اسم “حميد”. لكن الكاتب (بنظري) هو”حميد” بالاسم لا بالفعل. (حميدهم) لم يتعلم كيفية احترام مواقف الناس الشرفاء. وحتى لو كان هذا القرماني غير الحميد، لا يريد احترام الناس المناضلين، فعليه على الأقل أن لا يأتي على ذكرهم بالسوء وتوجيه الاتهامات وكأنه من طينة شلومو. والذي ينتقد مواقف الآخرين الكبار عليه أن يكون على الأقل بدرجتهم في النضال والمواقف.

يقول هذا القرماني الحفيد “الله يخلي لأهلو ويحفظه من كل عين على عبقريته:” الحقيقة..انه لم يكن هناك انتصار(في غزة) بل مسلسل طويل من استعراضات وهمية لشعارات عبثية تجلب كالمعتاد لهذا المحور.. شعبية عربية واقليمية”.

على مهلك شوي شوي أيها الكائن. شو هالشوطة هاي؟ يعني ما جرى في غزة من أعمال إبادة وقتل وهدم وتدمير “نعتبرها مجرد مسلسل استعراضات وهمية؟ أنا في هذه الحالة أي حالتك أيها الحفيد القرماني: أستطيع تقييمك بواحد من ثلاثة أمور: فإما أن دمك غير فلسطيني، وإما أنك تعلمت في مدارس خاصة بــٍ “شلومو و ديفيد وبنيامين ولذلك غيروا لك مضمون عقلك من تفكير بالعربية إلى العبرية /الصهيونية، وإما أنك جاهل بامتياز.

اسمع أيها القرماني الحفيد:” نعم غزة قدمت مئات الشهداء ومئات الجرحى وتم تدمير العديد من المباني السكنية على رؤوس أصحابها، لكن الانتصار ليس بالتدمير. والتفوق الجوي لا يعني بالضرورة انتصارا محتما والأمثلة كثيرة على ذلك ولا سيما الحرب العالمية الثانية. ثم اسمع ما قاله جنرال إسرائيلي سابق شارك في حرب أكتوبر عام 1973:” إن الطائرات الحربية الإسرائيلية دمرت غزة خلال الحرب الأخيرة، لكننا فشلنا في وقف إطلاق صواريخ حماس”. وفشل طرف يعني نجاح الطرف المقابل. أليست هذه هي المعادلة أيها الحفيد؟ الأمر المهم الذي يجب أن يعرفه القرماني أن الجنرال الإسرائيلي الذي كان يتحدث إلى إذاعة الجيش في الثالث والعشرين من الشهر الحالي تساءل وبحق:” “إذا كنا فشلنا على مدى 11 يوما في وقف نيران الصواريخ من غزة، فكيف سنفعل ذلك في مواجهة حرب متعددة الجبهات ينضم إليها حزب الله؟” بمعنى أنهم يرتعشون خوفا من الأن من أية حرب قد تقع في المنطقة لأنهم لا يدرون ماذا سيفعلون. وهذا كلامهم وليس كلامي. ثم تأتي أنت وتدعي بأن حماس تريد تلميع نفسها؟

قل لي أيها القرماني: من يدافع عن غزة عندما تتعرض لهجوم عسكري جوي؟ أليست حركة حماس هي التي تفعل ذلك؟ هذا أمر طبيعي فهي مسؤولة أمام الله والتاريخ عن حماية إبنائها في غزة. وهي تفعل ذلك انطلاقا من واجب وطني وأخلاقي وديني وليس من أجل تلميعها سياسياً، لأنها ليست بحاجة إلى تلميع، والذي بحاجة إلى تلميع هم أصحاب الوجوه الكريهة الذين يتطلب الأمر إجراء تلميع خاص لوجوههم بمادة خاصة.

في السابع والعشرين من شهر كانون ثاني يناير العام الحالي نشر موقع”عروبة الإخباري” مقالاً لحميد قرمان، اكتشفت من خلاله مدى عشقه للرئيس الفلسطيني محمود عباس ، لدرجة أنه يجزم بعدم وجود شخصية قيادية مناسبة لرئاسة السلطة الفلسطينية سوى أبو مازن. وقد قال قرمان بالحرف الواحد:” افتقار الساحة الفلسطينية لاي مرشح رئاسي يكون بديلا سياسيا لابو مازن، فلا حماس أو الفصائل أو حتى المستقلين يملكون مرشحا يستطيعون من خلاله تسويق نهجهم السياسي إقليميا ودوليا”. يعني لا يوجد قائد فلسطيني ( برأي قرمان الإبن) مثل أبو مازن. قمة التملق والتدليس الصحفي. طبعاً (كل شيء له ثمن),

وهنا أنصح القرماني أن يكثر من قراءة التحليلات السياسية، علّه يفهم ما يكتبه المحللون. وعلى سبيل المثال التحليل السياسي الذي نشرته صحيفة “هارتس” للمحللين المعروفين شاؤول إريئيلي وأرنون رغولر حيث قالا: ” تبين أن عباس هو الشخص الأكثر عزلة في الشرق الأوسط، معزول في السياق العربي العام؛ لأنه لم يتحدث مع الزعماء العرب من أجل تنسيق المواقف حول الأزمة الحالية؛ ومعزول في منظمته، فتح، التي انقسمت بسببه إلى ثلاثة معسكرات”. وأضافا:” أنّ وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بائس على المستوى الشعبي،”.
في العالم الثالث تنتشر مهنة تلميع الأحذية وكل حذاء يتم التعامل معه حسب لونه. ويبدو أن المجتمعات الحضارية بحاجة بين وقت إلى أخر إلى تلميع بعض الوجوه فيها، تماماً مثل الأحذية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة