مع “معجم الوفاء للراحلين من الأدباء من فلسطينيي الداخل 48” للكاتب والباحث محمد علي سعيد

تاريخ النشر: 27/05/21 | 10:48

بقلم: شاكر فريد حسن

أهداني مشكورًا، الصديق الكاتب الحصيف والأديب الاريب الأستاذ محمد علي سعيد، كتابه “معجم الوفاء للراحلين من الأدباء من فلسطينيي الداخل 48″، الصدار قبل فترة وجيزة عن دار سهيل عيساوي للطباعة والنشر في كفر مندا، بدعم من مركز الكتاب والمكتبات في وزارة الثقافة والرياضة.

يقع الكتاب في 176 صفحة من الحجم الكبير، ويسلط الضوء على 170 شخصية من أدباء وشعراء ومربين من الراحلين من الداخل الفلسطيني 48، على امتداد السنوات 1948- 2020.

ويأتي هذا الكتاب بعد خمس سنوات من الجهد والبحث والتدقيق وتجميع المواد والمعلومات والتحقق من دقتها وشموليتها، وهدفه بالأساس التوثيق وليس التقييم، وهو بعض الوفاء للراحلين من المبدعين، ولفتة إنسانية طيبة للاحتفاء بهم وتخليد ذكراهم والاشارة لإرثهم الأدبي والثقافي.

ويشير المؤلف أن فكرة هذا المعجم جاء على أثر لقاء مع أرملة أحد أصدقائه من الأدباء، أشارت عليه بضرورة إحياء ذكرى الكتاب والأدباء الذين رحلوا عن الدنيا، ومنهم عدد كبير من المجهولين نظرًا لعدم الالتفات إليهم وإلى إنتاجهم الأدبي، فوجد أن عليه واجب حمل الامانة والرسالة، بإنجاز هذا العمل التوثيقي الهام.

وبخصوص ترتيب الأسماء فقد اتبع الموثق محمد علي سعيد الترتيب الأبجدي، وعمد إلى تسجيل عامي الولادة والوفاة وبلد الكاتب ومسقط رأسه عدا عن كنيته لتشابه بعض الأسماء، وذلك لمنع أي التباس، ولتسهيل معرفته.

ويستهل محمد علي سعيد منجزه بتقديم صورة موجزة ومختصرة لمسيرة أدبنا الفلسطيني، ويتطرق لمحطات مفصلية في تاريخ الحركة الأدبية في البلاد، مشيرًا إلى أن “ما يميز هذه المحطات أنها مرتبطة بسنوات الحرب، ارتباطًا قويًا، وبدأنا المسيرة الثقافية الأدبية وكأننا نبدأ من جديد، أو من لا شيء تقريبًا، ولكننا أدركنا وما زلنا ندرك أن بقاءنا الجسدي قيمة وقوة مرتبطة ببقائنا الروحي قيمة وقوة، وأن الثقافة خندقنا وليس الأخير بالضرورة”. مضيفًا: “أن العلاقة جدلية بين الأدب والواقع الذي يعيه الأديب، والتأثير متبادل، وكل أديب يعزف على وتر يمتد بين الواقع الحرفي والخيال المطلق، ومهما بلغ الخيال سيبقى الأديب مرتبطًا مع الواقع الذي يستمد منه مادته الخام”.

ويمكن القول، أن هذا المعجم التوثيقي هو منجز مهم وجهد كبير بذله صديقنا الكاتب والباحث محمد علي سعيد، احتفاءً بالكتاب والأدباء الفلسطينيين من مختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية وقناعاتهم الايديولوجية، وتخليد ذكراهم، والتعريف بهم، ومنهم المغمورين، وفي دائرة الظل والتغييب ، وبذلك قدم أبو علي خدمة جليلة لأبناء شعبنا، خصوصًا الأكاديميين والباحثين والدارسين لأدبنا وثقافتنا الفلسطينية. و يا حبذا لو أضاف كاتبنا وباحثنا العزيز صورة فوتغرافية لكل شخصية لزيادة المعرفة وتحقيق الغرض المرتجى.

أحيي الصديق الكاتب الموثق محمد علي سعيد على جهده في انجاز معجمه، متمنيًا له الصحة والعافية والمزيد من البحث والتوثيق والعطاء وخدمة أدبنا وثقافتنا وحركتنا الإبداعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة