الملوثات البيئية

بقلم: د.جبر عبدالرحمن مصالحه

بعد أن تعرفنا على النظام البيئي وأقسامه  وذكرنا أنه يمكن أن نعتبر الكرة الأرضية كنظام بيئي واحد ويمكن كذلك تجزئتها إلى نظم بيئية اصغر واصغر بشرط أن يتوفر للنظام البيئي مكوناته (المنتجين, المستهلكين والمفككين) وأسلفنا أن للنظام البيئي يوجد توازن طبيعي وإذا تم إخلال هذا التوازن ينتج عنه خلل بيئي (تلوث بيئي) من هنا ندخل إلى ملوثات البيئة الناتجة عن خلل في التوازن الطبيعي للنظام البيئي من المكونات الحية والغير حية.

الملوثات البيئية معرفة على أنها أية مواد غازية أو صلبة أو سائلة وأية ميكروبات أو جزيئات دقيقة تؤدي لزيادة أو نقصان في المجال الطبيعي لأي من المكونات البيئية.

-1التلوث الهوائي: الهواء (الغلاف الجوي للكرة الأرضية) يتكون من  الغازات  التالية: 78% نيتروجين, 21% أوكسجين و 0.037% ثاني أكسيد الكربون 1%  غازات خاملة 1-4% بخار ماء تلوث الهواء ينتج عادة عن عمليات احتراق للمواد المختلفة  سواء كانت عملية الاحتراق طبيعية أو صناعية. أهم هذه العمليات الملوثة هو حرق الوقود الأحفوري  (في المصانع والسيارات) للحصول على الطاقة. ينتج عن عملية حرق الوقود غازات مثل أول وثاني أكسيد الكربون وأكسيد الكبريت والنيتروجين ومواد هيدروكربونية كلها تنبعث إلى الغلاف الجوي حيث تنتج عنها تفاعلات كيميائية  تسبب في إنتاج مواد ضارة للبيئة تسبب مشاكل صحية للإنسان والنبات والحيوان.

في الصورة تظهر كثافة الغازات الملوثة للجو المنبعثة من إحدى المصانع.

على سبيل المثال أكسيد الكبريت والنيتروجين تسبب صعوبة التنفس عند الإنسان والحيوان(أمراض الربو الأزما)  وتفاعلها في الجو ينتج حوامض قوية مسببة الأمطار الحمضية والتي تسبب بدورها مشاكل كبيرة للنباتات والتربة يمكن أن ينتج عنها موت الكثير من الأشجار في الغابات مما قد يؤدي إلى التصحر.

الصورة تظهر أشجار تضررت بسبب الأمطار الحمضية

ومن الملوثات المسببة لهدم طبقة الأوزون غازات الهيدروفلور,كلور ,كربون والتي لها استعمال واسع في مكيفات الهواء والثلاجات. ان هدم طبقة الأوزون يؤدي إلى وصول الأشعة الفوق  بنفسجية إلى سطح الأرض مسببة أمراض العيون والسرطان  للإنسان والحيوان اليوم تتداول وسائل الإعلام دائما هذا الموضوع ومن خلالها تقوم الوزارات المعنية ببث معلومات تحذر الناس من التعرض المباشر الأشعة الشمس.

الصورة تظهر الغازات التي تسبب هدم طبقة الأوزون والتي تسبب الأمطار الحمضية

الاحتباس الحراري : هي ظاهرة طبيعية تتجلى في قدرة الغلاف الجوي من احتباس كمية معينة من الحرارة للمحافظة على درجات حرارة معينة وثابتة نسبيا على سطح الكرة الأرضية ومن المعروف أن غاز ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء لهما القدرة على الاحتفاظ بالإشعاعات تحت الحمراء  مما يسبب ظاهرة الدفيئة. من المعروف أن نسبة ثاني أكسيد الكربون لا  تتعدى  0.037% في الوضع الطبيعي والزيادة الدائمة لهذا الغاز في الجو تزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري مسببة ارتفاع ملموس في درجات الحرارة على سطح الكرة الأرضية مما يسبب في ذوبان الجليد في القطب الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية ناتجا عنه ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات ويصحب ذلك كله تغير في مناخ الكرة الأرضية فنشهد عواصف شديدة في بعض المناطق مصحوبة بفيضانات وانجرا فات للتربة في المقابل تشهد مناطق أخرى انحباس الأمطار وفترات جفاف متواصلة .

الصورة تظهر فيضانات في ألمانيا جراء هطول الأمطار في فصل الصيف بينما كان هناك طقس حار جدا في روسيا سبب حرائق كثيرة مما أدى إلى أضرار هائلة.

-2 التلوث المائي: هو عبارة عن تغير في مكونات الماء الكيماوية والفيزيائية والحيوية. ينتج تلوث الماء عادة عن نشاطات الإنسان المختلفة.

تلويث المياه عن طريق ضخ المياه العادمة (مياه المجاري) ومياه المصانع إلى الأنهر والأودية وأماكن تواجد المياه الجوفية .

تلويث المياه عن طريق الملوثات الصلبة من نفايات تحتوي على مواد صلبة من مخلفات البناء والمصانع بحيث يتم إلقاء مثل هذه النفايات في الأنهر والأودية والبحار.

الصوديوم -3 تلوث التربة: تلوث كيميائي ويعني خلل في محتوى التربة من مواد عضوية وغير عضوية درجة الملوحة والحموضة مصادر هذا التلوث عديدة منها الاستعمال المتكرر للمبيدات النباتية والحشرية الاستعمال الزائد للأسمدة الكيماوية خاصة الأملاح المرافقة لأسمدة الفوسفات والنيتروجين مثل الصوديوم, الكالسيوم والكلور بحيث يؤدي زيادة تركيز مثل هذه الأملاح في التربة إلى فقدان التربة التدريجي لخصوبتها والتربة يمكنها أن تتأثر من تلوث الهواء سقوط الأمطار الحمضية يزيد من تركيز المعادن الثقيلة في التربة وكذلك تلوث المياه يؤدي إلى تلوث التربة.

تلوث التربة بالبترول

تلوث التربة ببقايا مواد بناء

التلوث الناتج عن طمر وحرق النفايات  الصلبة

هي النفايات الناتجة عن المنازل والمطاعم والمخلفات الناتجة عن الأنشطة الزراعية والحيوانية ونفايات المسالخ والمخلفات الناتجة عن هدم المنشآت المختلفة.

المشاكل التي تنجم عن النفايات الصلبة

تتحول أماكن تجميع النفايات ودفنها إلى مصادر إزعاج دائمة بسبب الروائح الكريهة التي تنتج عنها, والحشرات التي تنجذب إليها ودخان الحرائق الناجم عن حرق النفايات. تلويث المياه الجوفية والسطحية عن طريق تحلل النفايات وتسرب مكوناتها من مواد عضوية وغير عضوية مثل الأملاح (النترات, الكلور وغيرها) هذه الملوثات إذا وصلت إلى مياه الشرب يمكنها أن تسبب أضرار جسيمة وأمراض مزمنة  للإنسان والحيوان والنبات.

4  الضجيج: يعتبر الضجيج أحدى الملوثات البيئية من مسببات الضجيج الأصوات العالية والتي يكون مصدرها من السيارات, الطائرات, القطارات التركتيرونيم, والدراجات النارية ذات الصوت العالي والأصوات الصادرة عن مكبرات الصوت. وفي دراسات أجراها العلماء على أشخاص يتعرضون بوتيرة عالية للضجيج أثبت أن الضجيج يؤدي للأضرار في الجسم قد يؤدي إلى فقدان السمع بشكل مؤقت أو دائم, يؤثر على دقات القلب ويسرع من إفراز الأدرينالين, يشوش عمل الكلى ويسبب التعب

الأضرار النفسية الناتجة عن الضجيج يسبب الشعور في الخوف ويمكن أن يسبب انهيار للأعصاب.

بعد أن تعرفنا على الملوثات البيئية ومسبباتها السؤال الذي يطرح نفسه هل ممكن أن نمنع هذا التلوث أو بالأحرى هل يمكن أن نخفف منه؟ ما هو دور كل فرد منا في التخفيف ومنع حصول مثل هذه المتلوثات؟ كيف تواجه دول كثيرة في العالم تلوث البيئة بأنواعه المختلفة وما هي الحلول المقترحة والمطبقة على أرض الواقع؟ هل يمكن أن نطبق مثل هذه الأفكار في بلدنا كفر قرع بعدها في المثلث انطلاقا إلى جميع البلاد؟؟

هذا ما سنحاول التطرق إليه في المقال القادم إن شاء الله .

كتب فب هذا الموضوع الحلقة الاولى:أفكار بيئية