علا زرعيني على دروب الفن والإبداع

تاريخ النشر: 18/07/19 | 10:12

علا زرعيني من بلدة طرعان في الجليل الأسفل ، تشغل معلمة في احدى مدارس بلدتها ، تحمل اليراع بيد وتكتب الشعر ، وباليد الأخرى تحمل الريشة وترسم اللوحات الفنية الجميلة ، ذات الملمح الوطني الوجودي والطابع الفلسطيني .
نشرت بعضًا من محاولاتها وتجاربها الكتابية الشعرية ، ولوحاتها بمجلة ” الإصلاح ” الثقافية الشهرية ، التي يصدرها الأستاذ الأديب مفيد صيداوي . وهي تجارب نثرية ناضجة وناجحة وعلى مستوى جيد من ناحية السبك والصياغة اللغوية ، تحمل طوابع وطنية ملتزمة ، وأبعاد انسانية وجدانية عاطفية ورومانسية . فيها صدق وعفوية تعبيرية ، وحس شفيف مرهف ، وصور شعرية فنية متحركة تمنح نصها جمالية ومتعة فنية خاصة ، بلغة حسية سهلة الهضم ، بسيطة كروحها ، رشيقة ، نابضة بالحياة .
وتتفاوت نصوصها ، التي وقعت بيدي ، في جودتها وعمقها ، وهي منسجمة الايقاع ، تتحد برؤاها والتزامها الوطني والقيمي والتراثي ، وثمة وحدة عضوية كاملة وانسجام واضح وشاعرية متفاوتة على طول الرسم البياني لها .
وفي نصوصها نجد حضور جلي للحب والوطن والطبيعة والمرأة والمجتمع ، وللهم الوطني والوجع الانساني الكوني . فيما نجد رسوماتها ولوحاتها تركز على موضوعات الأرض والوطن والانسان الفلسطيني والقضايا الوطنية والاجتماعية وطبيعة بلادنا الخلابة .
ومن قصائد علا اخترت هذا النموذج من قصيدتها ” العودة ” التي تهديها إلى ” المهجرين الحالمين بالعودة ، الى جدها الراحل ” . وتحكي عن المأساة والتشرد الفلسطيني والحلم بالعودة إلى الديار ، وفي القصيدة بعد وطني واضح ورؤية تفاؤلية ومستقبلية .. فلنصغي اليها وهي تقول :
عد إلي أيّها الحب !
لأتأمل الكون بعيني عاشقة
وادرك مكنوناته ..
واستمع إلى موسيقى المطر
وموج البحر
والكائنات
اعدني أيّها الحب إلى احلامي الأولى
اعدني يا وطني وأعده الي
لأبني حوله أسوارًا عالية
أعد يا موج البحر سفن المهجرين
لأسير مع العائدين
وافتح معهم الابواب الموصدة ..
واتفقد معهم خزائنهم وصورهم المعلقة على الحائط
وصندوق رسائل الحب الاول
فكم رسالة مزقتها
وعبثًا صدقت ضجر الحياة
ومن نافلة القول ان قصائد علا زرعيني هي من نوع السهل الممتنع ، ولا تلجأ إلى حوشي الكلام ، ولا تبحث عن قواميس اللغة عن مصطلحات معقدة ، بل تلجأ إلى لغة البساطة فتاتي كلماتها متوهجة نابضة شفافة ، فيها الكثير من الجمال دون صناعة أو فذلكة زائدة ، قريبة من نفس القارئ العادي ، وفضلًا عن ذلك تلجأ إلى استخدام المحسنات اللفظية كالتشابيه والكنايات والاستعارات والسجع وغير ذلك .
علا زرعيني مرهفة الاحساس ، جياشة المشاعر العواطف الوطنية والانسانية ، في نصوصها جمالات فنية ودفء ونبض انساني ، تحافظ على قواعد اللغة وبيانها وبلاغتها ، وتأتي كجرعة نبيذ في مواسم الشتاء ، فتشعل الدفء في النفوس ، وتمتع الذهن بجمال البوح وصدق التعبير .
وفي النهاية ، نهاية زرعيني تخطو على دروب الشعر والفن والابداع ، فلها المستقبل الواعد الزاهر ، أشد على يديها لتبقى تتحفنا بما هو جديد جميل وممتع ، وأقول لها : واصلي المسيرة ، وتمنياتي لك بالنجاحات ودوام العطاء .
بقلم : شاكر فريد حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة