مع قصيدة للجولانية وداد الشاعر

تاريخ النشر: 18/05/19 | 22:20

يقول العاشق

“ضفائركِ حاصرتني

شدتني إليكِ

وعلى وقع انفاسكِ

تراقص قلبي

تائهٌ في صحراء روحي

وفي عينيكِ

وجدتُ دربي

غافلٌ

والجهلُ إلهي

وفي حضوركِ

عرفتُ ربي”

يقولُ العاشقُ

اشياءَ كثيرة

تفيض الحروف

من قلب الكتبِ

وعند الحقيقةِ

يفر الكلام

وينهار عشقُ

الوهم والكذب…….

صاحبة هذه القصيدة التي عانقت حروفها وكلماتها وجداني ولامست شغاف قلبي ، وداد الشاعر ، ابنة قرية مسعدة ، وهي من نوارس الشعر بموجته الجديدة في الجولان العربي السوري المحتل ، وخريجة كلية اللغات الأجنبية في الاتحاد السوفييتي سابقًا ، وتعمل مديرة بنك البريد ، ولها اهتمامات في كتابة القصة القصيرة والشعر والمنثور ، وتنشر كتاباتها على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك ” ، وشاركت في عدد من الامسيات الشعرية .

ووداد الشاعر ” يغتالها الوقت ، يقتات على ذاكرتها من نهر أيامها ، يستعجل خطاه إلى روحها ، ويبتسم حين ينهي بسيفه أحلامها ” .

وفي نصوصها وخواطرها الشعرية والنثرية تطرق أبوابًا متعددة ، وتتناول موضوعات ذات طوابع انسانية وجدانية عاطفية وطنية واجتماعية ، تتركز حول الحب والمرأة والطبيعة وهموم الوطن والانسان والوصف والرثاء ، وتجمع الوانًا وصورًا شعرية أكثرها متقارب ومتناسق ، بأسلوب شعري واضح لا تناقض فيه ، بلغة سهلة بسيطة سلسة أقرب ما يكون إلى روح وذائقة القارئ العادي .

وقصيدة وداد المشار إليها أعلاه ، التي كتبتها بلسان عاشق ، فيها غزل ناعم شفيف صادق ، وأحاسيس جياشة ، وتصوير حسي وروحي ، وتشكل لوحة تجمع بين جمال الاطار والموضوع والصورة ، بعيدًا عن الزخرفة اللفظية . وما يميزها رشاقة التعبير ، ورقة الصياغة ، وعذوبة الاسترسال ، والكثافة ، وصدق الحرارة .

واننا نلمس في القصيدة وفي كتاباتها بشكل عام الصدق الفني ، والخيال الصافي الممزوج بحدة الانفعال والسلاسة التامة ، وجمالية الفكرة في النص البسيط ، وعدم الاسراف في التوصيف والتوسع أكثر من اللازم في السرد .

وباختصار وإيجاز ، جمالية نصوص وداد الشاعر تكمن في الوجدان العفوي الشفاف ، والتكثيف والتركيز ، والفكرة المؤثرة ، وبهاء الصورة ، وسلامة التركيب ، وسهولة تصوير مشاعرها والتعبير عن فكرتها ، معتمدة أسلوبًا بسيطًا بمفردات بسيطة وعبارات ايحائية قصيرة .

ونستطيع القول ، أن كتابات وداد تبشر بولادة شاعرة ينتظرها المستقبل ، ولكن عليها العمل على صقل تجربتها أكثر وانضاجها بالقراءة المكثفة والاستفادة من تجرب الآخرين .

كل التحيات للصديقة الشاعرة وداد الشاعر ، مع تمنياتي لها بالنجاح ودوام العطاء والتألق ، وإلى الأمام ، وبانتظار ما هو أجمل وأفضل .

بقلم : شاكر فريد حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة