دخول اللغة الروسية لجامعة النجاح الوطنية في نابلس

تاريخ النشر: 04/02/12 | 10:19

على الرغم من الصداقة القديمة ما بين الشعب الفلسطيني وما بين الشعب الروسي الا ان اللغة الروسية لم تدخل الأكاديمية الفلسطينية الا يوم 25 يناير 2012 حيث اجتمع طلبة الجامعة لتعلم الأحرف الأولى للغة الروسية . وهي لغة عظماء الأدب والشعر والفكر الذي اثري الحضارة الإنسانية . فقد كتب بوشكين أروع القصائد والأشعار بهذه اللغة الغنية الجميلة ، وكتب تشيخوف قصصه القصيرة حول واقع روسيا وتولستوي الحرب والسلم ودوسيفسكي كتب الجريمة والعقاب الذي قال كلنا خرجنا من معطف غوغول الكاتب العظيم الذي عكس حياة روسيا وإنسانها البسيط بكل دقة وشاعرية وبلغة روسية سهلة جميلة يفهما العامة والخاصة إن عمالقة الأدب القرن التاسع عشر والعشرين الروس مثل غوركي ومايكوفسكي وسيرجي يسينين واحماتوفا ويفتشنكو وشولوخزف وعشرات الأسماء الأخرى من المبدعين في شتى مجالات العلم والفن والثقافة لا زالت بعيدة ومجهولة للقارئ الفلسطيني وللأكاديمي الفلسطيني والعربي الذي يفاخر بمعرفة لغة الاستبداد الغربي اكثر مما يفاخر بلغته الأصلية للأسف الشديد لغة القران الكريم .

ويحاول الغرب ورجال الغرب و”المستغربون” من العرب الأمريكيين والانكليز والفرنسيون إيهامنا وخداعنا بان اللغة الروسية لا قيمة لها في حياتنا الثقافية . ويتعاون مع كل هؤلاء وللأسف الشديد بعض أعداء اللغة الروسية ممن يتكلمون هذه اللغة وهاجروا الى الغرب يبحثون عن حسابات بنوكها لخزن ما سرقوه من اموال الشعب الروسي او ممن لا زالوا في روسيا يعملون كحصان طروادة يخربون ويدمرون هذا التراث الروسي العميق ويزورون ويشوهون ثقافة لشعب الروسي الذي انتصر على جميع الغزاة من نابليون حتى هتلر وبوش مؤخرا الأكبر والأصغر الذين يعملون على محاصرة روسيا المعاصرة بشتى السبل والأحابيل والخدع السياسية الدبلوماسية والعسكرية .

إن فلسطين التي بدأت نهضتها في القرن التاسع عشر في ظل الاستبداد العثماني وظل الأمية التي ضربت أطنابها في القرى والمدن الفلسطينية في القرون الغابرة كانت أول من “فك الحرف” الروسي في الشرق العربي من خلال المدارس والسمينار الروسي الذي انتشر في إنحاء فلسطين شرقها وغربها شمالها وجنوبها وبلاد الشام .حيث وصل عدد هذه المدارس الى أكثر من مائة وخمسة عشر مدرسة انتشرت في فلسطين وبلاد الشام سوريا ولبنان لتصبح فلسطين بوابة على الفكر والأدب والعلم الروسي . وأصبح في متناول القارئ الفلسطيني واعلربي من المحيط للخليج العربي التمتع بقصص تشيخوف وتولستوي وبروائع بوشكين الشعرية ودوستويفسكي وجريمته وعقابه. إلى أن بدأت اكبر مؤامرة في تاريخ العرب المعاصر واحتلال انكلترا وفرنسا لبلاد العرب بعد خديعة سايكس بيكو بل وجريمة هؤلاء القوم الذين قسموا وفتتوا الأمة العربية شذر مذر ولا زالت مؤامرته تخترق الجسد العربي والإسلامي بشتى السبل والأحابيل والمؤامرات ومنها الثقافية اللغوية الفلسفية السياسية الإعلامية.

لقد وصلت عبر هذه المدارس وعبر اللغة الروسية خطابات الثورات الاشتراكية والرأسمالية وأخبار الحروب الطبقية والنهضة التي شهدها العالم اجمع بفضل وصول أول رائد فضاء روسي إلى الفضاء الخارجي في ستينات القرن الماضي ومحاولة طمس هذه الأخبار عن القارئ العربي بل ومحاولة تفسير هذا الأمر العجيب من قبل بعض شيوخ الفتوى المسلمين المرتبطين مع مخابرات الاستعمار الفرنسي والانكليزي بان هذا العمل (صعود يوري غاغارين الروسي ) إلى الفضاء ) رجس من عمل الشيطان الروسي .

ان محاولة شيطنة روسيا ومن يعمل معها ومن يحمل ويحتر م ثقافتها هي مرحلة او شكل من أشكال الحرب التي تعلنها ليل نهار القوى الاستعمارية المعاصرة والصهيونية التي تستغل حتى أولئك الذين يتكلمون الروسية من المهاجرين الذين يقفون على حواجز إذلال الفلسطينيين في غزة والضفة وهم يصورون ان هؤلاء هم ممثلي الشعب الروسي محاولين منع أي شكل من أشكال التعاون مع روسيا الحقيقية التي تبني اكبر مركز ثقافي في الشرق الأوسط في مدينة مهد المسيح الفلسطيني بيت لحم . روسيا الحقيقية التي قامت ولأول مرة في تاريخ الصراع على الأرض بين الحركة الصهيونية والشعب الفلسطيني بإعادة وتحرير الأرض الروسية في قلب القدس بفضل قيادتها الشابة بوتين ميدفيديف .

هذا الجيل الجديد الذي يكمل مشار تحرير روسيا من براثن الاستعمار الجديد والتدخل الرأسمالي الوحشي للناتو وغير الناتو من القوى المرتبطة بها . واليوم فان طالب جامعة بوتين سانت بطرسبورغ محمد عمر محاميد نجلي الذي تحول إلى اصغر المحاضرين سنا في أقدم واعرق جامعة فلسطينية الذي يزور فلسطين ليقرا معي ما حضره أخاه علاء المقيم في مدينة بالميرا الشمال سانت بطرسبورغ طالب جامعة سانت بطرسبورغ الدرس الأول للغة الروسية ، هي رمز لعملية إخلاص شعبنا لهذه الصداقة الأبدية مع الشعب الروسي ولغته الروسية ،وصية جده المناضل محمود خليل كساب الذي دافع عن هذه الصداقة طيلة عمره ودفع ثمنا باهظا من اجل ذلك ،ولا زال أحفاده يحملون رسالته المقدسة رغما عن انف الوشاة والمدسوسين على نشاط مركز التعليم في روسيا الجامعة للحوار التي تعمل مع جامعات فلسطين والعالم على تطوير هذه العلاقة .

ولا بد هنا من الإشارة والإشادة بالعقل النير الواسع الأفق والوطني لرئيس أقدم جامعة عربية فلسطينية البروفيسور رامي حمد الله الذي قرر بل أصر على الرغم من كل ما يحيط بنا أن تظل اللغة الروسية في حرم جامعته تعيش كبقية اللغات الانكليزية والفرنسية والاسبانية والتركية. ولا بد من الإشارة والإشادة هنا أيضا باسم رئيس بلدية أريحا الذي أطلق اسم أستاذنا دميتري ميدفيدف على الشارع الرئيسي لأقدم مدينة في العالم والرئيس الفلسطيني د. محمود عباس الذي افتتح أول متحف روسي في الشرق مع أستاذنا ميديفيدف في أقدم مدين في التاريخ أريحا في يناير 2011 .

ان بناة التاريخ القديم والحديث هم أصحاب العقول النيرة المخلصة لحركة التاريخ القديم والمعاصر التي تحترم العق والذاكرة الإنسانية . ووضع الحجر الأساس لاول مركز ثقافي روسي في مهد المسيح وبناء أول متحف روسي في أقدم مدينة في التاريخ وفتح أبواب حرم جامعة اقدم جامعة فلسطينية جامعة النجاح الوطنية ورئيسها البروفسور رامي حمد الله هي إعادة رسم خارطة التاريخ العلاقة الروسية الفلسطينية كي نزين هي العلاقة بلغة الروسي لغة” زهرة أريحا “التي تعنى بها الكاتب الروسي العظيم ايفان بونين رافعين غصن فلسطين الذي رفعه الكاتب والشاعر الروسي العظيم ميخائيل ليرمنتوف الذي كتب قصيدته ” غصن فلسطين” عام 1848 اي قبل مائة عام من حرق هذا الغصن ومحاولة قبره ، وقبل أن يرفعه قائد الثورة الفلسطينية ابو عمار ويحمله مع خطاب وقصائد مغني الثورة محمود درويش في يد . مستعينا في اليد الأخرى مستعينا بأسلحة إبطال تولستوي وبطلته “الحرب والسلام ” كاتيا الروسية التي اطلق عليها الجنرال الروسي للتحبب والدلال “كاتيوشا ” إلى قاعة الأمم والشعوب ليقول لهم “لا تسقطوا من يدي غصن الزيتون الفلسطيني “.

إن شاعر روسيا العظيم بوشكين الذي كتب في مدح الرسول العربي الكريم أجمل قصائده لا ينتظر منا سوى حفظ هذه القصائد بعد معرفة لغة القصيدة ولغة السور المقدسة للإنجيل الفلسطيني الذي ترجم عن الآرامية للروسية ولغة القران الكريم العربية وينقل إلى لغة بلاد الروس لتكتمل صورة الحوار الحضاري وهذا هدفنا الأول والأخير من معرفة اللغة الروسية لكونها بوابة فلسطين والشعب الفلسطيني على واحدة من اعرق الحضارات اعرق واغنى وأجمل الثقافات العالمية – الحضارة الروسية .

بقلم د. عمر محاميد , بروفيسور جامعة ليبتسك التربوية الروسية والمحاضر في جامعة النجاح

تعليق واحد

  1. هل من الإمكان ان تسافر امراه روسيه الى فلسطين ؟ هي تتعلم اللغه العربيه وتريد. ان تعمل في فلسطين وتعلم اللغه الروسيه فهل هذا ممكن؟ ارجو الرد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة