ورشة بعنوان “الفلسطينيون بالخارج” في إسطنبول
تاريخ النشر: 02/02/20 | 19:52أقيمت في إسطنبول الأحد الفائت جلسة تحت عنوان ” الفلسطينيون في الخارج: تحديات الدور والمكان والتمثيل”، وذلك ضمن فعاليات ورشة عمل ينظمها المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ومركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية في جامعة صباح الدين زعيم، وجاءت تحت عنوان ” فلسطينيو الخارج: الدور والتمثيل والتحديات بين النظرية والتطبيق”.وأشار الباحث جواد الحمد من مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن إلى أن الكتلة البشرية الأكبر للشعب الفلسطيني في الخارج وهي خارج النظام السياسي الفلسطيني، بالتالي لا يمكن أن يكون هذا النظام ممثلا طبيعيا للشعب الفلسطيني، ومن حق الشعب الفلسطيني في الخارج أن يكون ممثلا في هذا النظام.وأضاف الحمد:” التمثيل الفلسطيني في الأردن غير واقعي، والشتات الفلسطيني في الأردن لا يمثل تمثيلا طبيعيا، ودورهم مرتبط بالدولة الأردنية أكثر من ارتباطهم مع منظمة التحرير، والفلسطينيون بالأردن لهم دور في المشروع الوطني، ولكن تمثيلهم في المنظمة تمثيل شكلي”.وأشار الحمد إلى أن الفلسطينيين في سورية لا يتمتعون بأي صفة سياسية أو تمثيل في منظمة التحرير على الرغم من وجود فصائل فلسطينية في سورية.وأكد على أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون أصعب ظروف اللجوء الفلسطيني في الخارج من حيث الحقوق المدنية والسياسية التي لا يتمتعون بها، بالإضافة إلى الملف الأمني المتدهور للمخيمات الفلسطينية في لبنان.وتابع الحمد: ” تمثيل الفلسطينيين في الأردن فاقد المضمون، والتمثيل السياسي في سوريا غير موجود، والتمثيل الفلسطيني للاجئين في لبنان غير موجود داخل مؤسسات النظام الفلسطيني”.كما أكد الحمد على أنه “لا تعتبر منظمة التحرير ممثلا للشعب الفلسطيني من الناحية السياسية، ولا حتى السلطة الفلسطينية ولا في الفصائل ولا يوجد لفلسطينيي الخارج أي تمثيل في هذه المؤسسات”.وفي ختام ورقته، دعا الحمد إلى المحافظة على الرواية والهوية النضالية الفلسطينية عبر الأجيال، والمحافظة على القضية الفلسطينية حية في البعد العربي والإسلامي، ومواصلة النضال السياسي والقانوني والإعلامي والدبلوماسي، وكذلك بذل الجهد ضد اللوبيات الصهيونية في الخارج.
من جهتها، تحدثت الدكتورة عروب العابد من جامعة لندن، عن اللاجئين الفلسطينيين في مصر وبقية الدول العربية، وتطرقت إلى الأوضاع القانونية والسياسية والاجتماعية للفلسطينيين في مصر وعدد من الدول الأخرى.كما تطرقت عابد إلى دور مؤسسات المجتمع الدولي تجاه الفلسطينيين في مصر، بالإضافة إلى دور الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين.وأشارت العابد إلى مشكلة أن هذه الدول غير مشمولة ضمن مناطق عمل وكالة الأونروا، وأن المسؤولية عن اللاجئين في دول مثل مصر والعراق وتونس تقع
على عاتق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.وقالت العابد:” مصر رفضت تقديم أي مساعدات للاجئين الفلسطينيين على أراضيها من قبل المفوضية، وهذا يوضح لنا طبيعة العلاقات والتعامل بين الدولة المضيفة مع المنظمة الدولية”.ودعت العابد إلى ضرورة تشكيل لوبي مع الدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين، بحيث يعمل هذا اللوبي على ضمان الحقوق المدنية والسياسية للفلسطينيين في هذه الدول.الدكتور محمد مكرم بلعاوي رئيس منتدى أسيا والشرق الأوسط، ركز في ورقته على واقع الجالية الفلسطينية في أستراليا وماليزيا، مشيرا إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة لأعداد الفلسطينيين في أستراليا، في حين يعيش قرابة 4 ألاف فلسطيني في ماليزيا.وتحدث بلعاوي عن مراحل تشكيل الجاليات الفلسطينية في منطقة شرق أسيا، وفي
استراليا قبل النكبة ومرحلة النكبة، والمرحلة الثالثة عقب 1967، وكانت أكثر تنوعا والعدد الأكبر، والمرحلة الرابعة هي بعد الحرب الأهلية اللبنانية، وحرب الكويت.وحول ماليزيا قال بلعاوي: ” المجتمع الفلسطيني في ماليزيا هو مجتمع طلابي تقريبا بشكل كامل، وتعود علاقة الجالية في ماليزيا ونشأتها تقريبا مع نشأت الجامعة الإسلامية، نحن نتحدث عن أعداد محدودة في ماليزيا وإقامتهم إقامة طلابية وتسم بهذه الجالية بقدرة هائلة على التحرك”.وأشار بلعاوي إلى المؤسسات الفلسطينية في ماليزيا وعملها على صعيد خدمة القضية الفلسطينية في ظل المواقف الماليزية الداعمة للشعب الفلسطيني على المستوى الرسمي والشعبي.وأضاف:” موقف استراليا من المقاومة الفلسطينية معادي جدا، بينما ماليزيا موقفها إيجابي، ولا مشكلة لديهم مع المقاومة والشعب الماليزي مؤيد للمقاومة”.وتطرق بلعاوي إلى التحديات التي تواجه الجالية الفلسطينية في أستراليا وفي مقدمتها اللوبي الصهيوني، ودعا إلى أن تعمل الجالية في أستراليا على تقوية علاقاتها في المجتمع سياسيا وشعبيا لإضعاف الجانب الصهيوني في هذه
الدولة.من جانبه، تحدث المفكر والكاتب الدكتور صبري سميرة عن الفلسطينيين في دول الخليج العربي، حيث أشار إلى أعداد الفلسطينيين في دول الخليج العربي وكيف تعاطت هذه الدول مع الوجود الفلسطيني المتزايد على أراضيها.وأكد سميرة على ضرورة التواصل مع الفلسطينيين في دول الخليج العربي والتنسيق معهم لبناء مستقبل لهم وتقوية أوضاعهم السياسية والقانونية وتشكيل قيادات فلسطينية منهم.وأضاف: ” هناك تعاطف خليجي مع الفلسطينيين، لكن المواقف السياسية كانت مرتبطة بالموقف السياسي للقيادة الفلسطينية، ويحكمها علاقة الجانب الرسمي الخليجي مع القيادة الفلسطينية الرسمية وتتأثر بها الحالة الشعبية الفلسطينية في الخليج سلبا وإيجابا”.وأشار في حديثه إلى تأثر الجاليات الفلسطينية في الخليج العربي، نتيجة الخلاف بين حماس وفتح، منوها إلى أن دخول عامل جديد في العلاقة بين الدولة الخليجية والجاليات الفلسطينية والقضية الفلسطينية بشكل عام، والتعامل مع الملف الفلسطيني انطلاقا من العلاقة مع أمريكا.
وتحدث محمد مشينش رئيس الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين “فيدار”، عن نشأة الجالية الفلسطينية في تركيا، ومراحل قدوم الفلسطينيين إليها وأعدادهم وتوزعهم وأبرز الإشكالات التي يعانون منها خاصة فلسطينيي سورية والوضع القانوني في تركيا.وقال مشينش: ” القانون التركي يسمح بفتح المؤسسات عدد 60 إلى 70 مؤسسة تعمل لفلسطين في تركيا، وهو عدد غير بسيط، والمؤسسات تقوم بدعم الداخل الفلسطيني بمشاريع إغاثة وكفالات، وبعضها تقوم بتوعية المجتمع التركي، وتصحيح المفاهيم الخائطة لدرى الأتراك حول فلسطين، وكذلك المحافظة على الهوية الفلسطينية وخدمة اللاجئين في تركيا”.وحول الفلسطينيين في أوروبا، تحدث ماجد الزير رئيس مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا عن التوزع الجغرافي للجاليات الفلسطينية، والظروف التي تساهم في أن يكون للجالية في أوروبا دور مهم في دعم القضية الفلسطينية.وأكد الزير على ضرورة المعرفة بقوانين الدول الأوروبية حتى تتمكن الجالية الفلسطينية من العمل والتقدم في مختلف الدول الأوروبية.وقال الزير:” أصبح الفلسطيني بين تحدي متطلبات المكان والمواطنة وبين تحدي الهوية والارتباط مع الوطن وعليه أن يتكيف معها، وهناك قوة اقتصادية قوية واضحة للفلسطينيين في أوروبا يمكن البناء عليها”.وأشار الزير إلى موضوع التمثيل والدور الوطني لفلسطينيي أوروبا وكيف يمكن أن نراه، “هناك حراك حزبي فصائلي بين قطاع فلسطينيي أوروبا وهناك امتداد للحالة الفلسطينية في الشتات والداخل خاصة أن الوجود ليس بعيدا وأن هناك حرص للفصائل على التواجد في القارة، مع وجود قيادات فلسطينية في أوروبا، هذا خلق نخبة سياسية تتنافس في أوروبا”.
وأضاف: ” نحن بحاجة إلى تمثيل فلسطيني حقيقي في أوروبا على ثلاثة أوضاع، الأول نحتاج إلى تمثيل فلسطين على مستوى القارة ولا يأتي إلا عبر الانتخابات، ثم داخل القطر وثم على الحالة الوطنية”.وأكد الزير على أن فلسطينيي الخارج بما لديهم من مساحات قادرون على إحداث حالة من الانفراج في المشهد السياسي الفلسطيني.
من جانبه الدكتور أسامة أبو ارشيد من مؤسسة الأمريكيون المسلمون لفلسطين في واشنطن، قال في مداخلته: ” إذا كانت بريطانيا هي سبب مآسينا سابقا فأمريكا هي سببها اليوم، والحركة الصهيونية نشيطة في امريكا منذ أكثر من 100 سنة وهذا الكلام مهم لأنه سيرتبط بالنتائج التي أريد أن انتهي اليها لأننا لم ندرك أن أمريكا هي أهم ساحة في مشروعنا الفلسطيني”.وتطرق ارشيد إلى أوضاع الجالية الفلسطينية في أمريكا وما حققته الجالية على صعيد التعليم والاندماج في المجتمع الأمريكي، ومؤسسات الجالية التي تعمل على الحفاظ على الهوية الفلسطينية لدى أبنائها.وقال ارشيد: ” أكبر متضرر من احداث 11 سبتمبر هو العمل الفلسطيني وهذا بسبب أن اللوبي الصهيوني قوي جدا ويتمتع بكل الدعم الامريكي حيث نواجه تحدي حقيقي وهو شراسة اللوبي، وهذا الضغط الذي يمارس على العمل الفلسطيني وصل الى مرحلة أن يدفع الثمن حتى خارج امريكا في بلداننا”.وأشار ارشيد إلى الدور السلبي الذي تلعبه منظمة التحرير الفلسطينية على مستوى العمل الفلسطيني في أمريكا، واصفا هذا الدور بالتفريقي. وأضاف:” هناك تحول حقيقي في الرأي العام الامريكي يميل الى الفلسطينيين، وتغيرت صورة اسرائيل أصبحت قوة بنظرهم وليس كما كانت الضعيفة، وهناك تحول بحركات العدالة الاجتماعية وحركات المهاجرين هؤلاء أصبح لدينا قضية واحدة معهم وأصبحنا جزء من المعسكر الذي يتعرض للظلم والضغط وهذا التحول ليس فقط داخل الراي العام الامريكي انما التحول الاكبر داخل الحزب الديمقراطي 27% متعاطفون مع فلسطين”.
وتحدث أنور مخلوف عن الجالية الفلسطينية في تشيلي، والأسباب الاقتصادية التي دفعت الفلسطينيين إلى الهجرة إلى تشيلي قبل النكبة عام 1948.وقال مخلوف:” نفكر بالشتات بعد نكبة 48 ولكن هناك شتات فلسطيني هم من المهاجرين قبل 1948 وهذا التجمع الكبير منهم و500 ألف فلسطيني متداخلين تماما مع المجتمع التشيلي وليسوا حالة طارئة أو مهاجرة كما هو الحال بالنسبة لكثير من الفلسطينيين في أوروبا وأمريكا الشمالية، والجالية الفلسطينية لديها الكثير من المؤسسات الثقافية والرياضية والاقتصادية العاملة في القارة”.وأشار مخلوف إلى أن الجالية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية وخصوصا في تشيلي هي من أقدم الجاليات المهاجرة من فلسطين وكانت تملك 12 صحيفة عربية في أربعينات القرن الماضي.ونوه مخلوف إلى أن البرلمان التشيلي يضم 10 نواب من أصول فلسطينية، وهم يمثلون الشعب التشيلي في المحافل الدولية.وتطرق مخلوف إلى أنشطة الجالية الفلسطينية في تشيلي ومهرجان تقاليد السنوي الذي يقام بهدف الحفاظ على الهوية والانتماء الفلسطيني لأبناء الجالية. .وتحدث سمعان خوري رئيس الاتحاد الفلسطيني في أمريكا اللاتينية، عن الجالية الفلسطينية في السلفادور والتي تتشكل في غالبيتها من المسيحيين من أبناء بيت لحم.وأشار خوري إلى أنهم يسعون لإيجاد طريق واحد لعمل الجالية الفلسطينية في السلفادور.وتحدث خوري عن عمل المؤسسة الفلسطينية السلفادورية، والتي جاءت نتيجة لعدم تفعيل الجالية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية والاستفراد بها من قبل منظمة التحرير الفلسطينية.وأضاف خوري: “لدينا الكثير من الرموز من أبناء فلسطين في السلفادور التي نفتخر بهم، وكل أملنا أن يكون انجازات وحضور لهذه الجالية في دعم قضيتنا الفلسطينية”.وتابع:” قررنا في السلفادور عمل اتحاد فلسطيني في أمريكا اللاتينية بسبب تدخل السلطة الفلسطينية وكانت لهم مواقف مشينة ولكن استطعنا أن ننشئ الاتحاد الفلسطيني في أمريكا اللاتينية”.