تحذير… لكي لا تقعوا في الفخّ

تاريخ النشر: 06/04/14 | 19:12

اتصل بي أحدهم مدّعيا انه صديقي الحميم” من المغار الذي يسكن في حيفا، وسمعت على التليفون لهجة وصوت صديقي الحميم بالضبط، وكلمني وكأنما هو في ورطة ويريد مني ان ارسل له بأسرع وقت مبلغ 5000 شيكل. ظننت ان صديقي في ورطة ويجب ان اساعده في الخروج منها بأسرع وقت. قال لي برجاء وبتوتر أن اذهب وبأسرع ما يمكن الى اقرب دكان لكي اشتري كرت تليفون سليكوم واعطيه الرقم الموجود على الكرت لأنه لا يستطيع استعمال بليفونه. نظرت الى شاشة بليفوني فلم يظهر رقم صديقي واسمه بالرغم من انهما مسجلين في ذاكرة بليفوني، بل اظهرت لي شاشة بليفوني بأن رقم المتصل غير موجود. بدوري ولكي انقذ صديقي اسرعت الى اقرب دكان واشتريت كرت البليفون واتصل بي من الرقم الجديد على اساس انه الرقم الجديد لصديقي الحقيقي. حاولت ببراءة مَن يريد انقاذ صديقه ان أدبّر المبلغ المطلوب، واذا به يتصل بي مرة أخرى وقال لي اذا امكن ان ادبّر له 8000 شيكل بدلا من 5000 شيكل. قلت له بأنني بصعوبة استطيع ان احصل على 5000 شيكل فكيف أدبر له 8000 شيكل؟ قال اتصل باخوتك او اصدقائك، ارجوك فأنا بأمس الحاجة للمبلغ وغدا صباحا سأعيد لك المبلغ كاملا.
وبدوري وبفضل براءتي وشهامتي وأخلاقي التي تؤمن بأن الصديق وقت الضيق بدأت بتوتر ابحث عن المبلغ المطلوب فإذا بي ولحسن الحظّ لا املك نقودا وحسابي في الكسبومات وصل حدّه فلم استطع سحب قسم من المبلغ. عدت اليه بشعور من الارتباك والخجل وتأسفت له أشد الأسف بأنني لم استطع الحصول على المبلغ وأنني على استعداد للاتصال بأخوته في المغار او اصدقائه لكي يدبّروا له المبلغ فقال لي” “لا لا لا..انا لا اريد ان اتكلم مع اخوتي او اي صديق وانه يثق بي فقط”. قال لي انه سيرسل سائق تاكسي من شفاعمرو لكي يأتي الي الى المغار ويأخذ المبلغ ليوصله اليه. قلت له: “اين انت؟” قال لي” “انا عملت صفقة مشتريات من برطعة ولم يبق لدي من الوقت سوى ساعة واحدة والا خسرت الصفقة”، فطلب مني أن اسافر في سيارتي الخاصة لكي اوصل له المبلغ الى برطعة، فأخبرته انني ملتزم بعمل ولا استطيع ان اسافر الى برطعة بنفسي من أجل ذلك، فطمأنني بأنه سيرسل لي سائق تاكسي من شفاعمرو لكي يأخذ المبلغ مني ويوصله اليه في برطعة. قلت له: “الا يستطيع صاحب الصفقة ان ينتظر الى حين تتدبر امورك؟” فقال” “لا”. قلت: “اعطة شيكا منك”. قال: “لدي شيكات ولكنّ مَن اجريت الصفقة معهم لا يقبلون شيكات..
بقيت مقتنعا ان الصوت هو صوت صديقي الحميم، ويبدو أن التكنولوجيا الحديثة تستطيع نسخ صوته بالضبط، لا بل انه يتحدث بلهجة اهل المغار مع التشديد على حرف “القاف”. في هذه الأثناء لعب الفأر في عبي وقلت ان المسألة فيها إنّ، وخطرت ببالي فكرة الاتصال بصديقي الحقيقي الحميم على رقمه المعروف. من شدّة قلقي على وضع صديقي لم يخطر ببالي في البداية التأكد من أنّ رقمه الحقيقي شغّال، وبخاصة ان المنتحل لشخصية صديقي اكد لي انّه غيّر رقم بليفونه. من حسن حظّي انني فطنت ان اتصل بصديقي الحقيقي على رقمه الحقيقي. فقمت بالاتصال به على رقمه المسجل في بليفوني مع اسمه. وتفاجأ صديقي الحقيقي بأنني اكلمه بدون “مرحبا وكيف الحال” بعد مدة طويلة من غيابنا عن بعض، وسألته: “هل تدبّرت امورك؟” فقال لي متفاجئا :” اهلا راضي، على الأقل قل مرحبا كيف حالك؟ ظننت انك في حيفا وتريد زيارتي. عن أي امور تتحدّث؟”.
سردت له كل القصة واكد لي انه في حياته لم يزر برطعة. عدت الى رقم الشخص المنتحل لشخصية صديقي بعد ان رأيت انه حاول ست مرات الاتصال بي لكي يتأكّد من أنني دبّرت له المبلغ المطلوب، حيث وجدت ست مرات missed calls وقلت له: “شو؟ قل لي من انت يا امل؟” فاقفل الخط. اعدت الاتصال به عدّة مرات ولم يجب. يبدو انه ادرك انني ضبطته بالجرم المشهود.
بعد ان كشفت الملعوب تساءلت في اي مطب كنت ساقع فيه لو انني سافرت في سيارتي الى برطعة او سلّمت المبلغ من بيتي لسائق او لو انني ارسلت تاكسي على حسابي لكي يسلّم المبلغ لصديقي “غير الحميم”..
اللهم اني بلّغت، فالحذر الحذر من ألاعيب اولاد الحرام.. ارجو ان اكون قد ساهمت في لفت انتباه الناس الطيبين اولاد الحلال لكي لا يقعوا في مثل هكذا فخ او في مثل هكذا أحابيل شريرة..

kart

تعليق واحد

  1. انا نفسي وقعت بنفس الخطأ …ولي زميلة انتحل احدهم شخصية زوجها المسافرا وانه يحتاج الى مبلغ وارسلوا المبلغ المطلوب للمنتحل واكتشفوا الامر بعد فوات الاوان .. ارجوكم احذروا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة