خربة الجعتون – وعائلة سرسق
تاريخ النشر: 14/01/18 | 8:25يمتد تاريخ هذه “القرية ” التي أصبحت خربة بعد سنة 1950 ، الى ما قبل الميلاد وتحديداً منذ القرن العاشر ق.م ، يوجد تاريخ واضح لها وذلك بمرسوم من ملك صور ، فيه يأمر بناء قرية في هذا المكان وكان ذلك في فترة حكم الملك سليمان.
في الفترة الصليبية تطورت الزراعة في هذا المكان نتيجة اقامة مزرعة التي دعيت “جسون” لهدف تزويد القلاع بالمواد الغذائية، بنيت بها قنوات المياه والطواحين وللري، وزرعت محاصيل الحبوب وغرست الأشجار المثمرة، كانت هذه المزرعة تخضع للحاكم الذي كان في قلعة الملك في معليا ثم انتقلت للحاكم الذي كان في الزيب.
إزدهر هذا المكان مرة ثانية في الفترة العثمانية، في القرن الثامن عشر ميلادية في فترة ظاهر العمر حيث تم تجديد المباني وقنوات الماء والطواحين.
بعد ظاهر العمر اصبحت السيطرة على المنطقة للوالي العثماني أحمد باشا الجزار ، الذي طور عكا والقرى، كما وشجع الاستثمار الخارجي، في هذه الفترة اشترت عائلة سرسق اللبنانية ، عقارت في بيروت وفي بلادنا باسعار زهيده لأنهم اعتقدوا بأن اسعارها سوف ترتفع نتيجة سكة القطار للحجاز. كما واشترت مرج ابن عامر وغيره وكذلك ” مزرعة الجعتون” فقامت بترميم المباني وبنت بنايات جديدة. غالبية المباني الباقية حتى اليوم تم بنائها في عهد عائلة سرسق / سرسك.
في أوائل فترة الانتداب البريطاني استمر أزدهارها ، وضعفت في فترة الثورة الفلسطينية ( 1936 – 1939)، وهناك سبب آخر لضعفها بان عائلة سرسق، أوكلت ، أدارة المزرعة الى حبيب حوا الذي لم يحسن إدارتها وهو جد سها عرفات.
بعد قيام دولة اسرائيل أعلنت اسرائيل، بأن المكان يعتبر أملاك الغائبين، وبعدها أصبحت مهجورة وتم تسليمها في السنوات الأخيرة الى “الكرن كيمت” קק”ל.
عائلة سرسق: عائلة ذات جذور بيزنطية، تنتمي لطائفة الروم الأرثوذكس، وصل أول شخص من هذه العائلة الى لبنان سنة 1740 هو جبور سرسق. سكن في البداية في بلدة البربارة شمالي لبنان، ثم استقر في بيروت مع أفراد اسرته في حي الذي دعي فيما بعد ” حي السراسقة” الموجود في الاشرفية – بيروت.
وقد اقاموا فيها القصور والمنازل الفخمة، أوصى أحد افراد هذه العائلة بقصر الذي بني سنة 1912 لبلدية بيروت لكي يصبح متحفاً للفنون .
لقد جمعت العائلة ثروتها في القرن التاسع عشر من الزراعة، الصيرفة وثم من الصناعة فملكوا عدد من المصارف والممتلكات في تركيا، مصر، فلسطين هذا بالاضافة لممتلكاتها في سوريا ولبنان.
بقلم: سهيل مخول