مراحل تطور علم النفس الاجتماعي
تاريخ النشر: 08/04/18 | 3:48إن العلوم المختلقة لا تأتي دفعةً واحدةً إنما تتشكل عبر مراحل عديدة عن طريق مرورها بالفترات الزمنية المختلفة، فتأتي كل فترة زمنية بمرحلة جديدة لكي تضيف المزيد من الاكتشافات والمعارف على الاكتشافات والمعارف التي سبقتها، فتبنى المعلومة بناءً على سابقتها، ولا يستثنى علم النفس الاجتماعي من هذه العملية البنائية، وفيما يأتي سنتحدث عن مراحل تطور علم النفس الاجتماعي:
آراء أفلاطون وأرسطو
بدأ علم النفس الاجتماعي كالعديد من العلوم في أحضان الفلاسفة، فقد كان أفلاطون الفيلسوف اليوناني قد تحدث عن (المدينة الفاضلة) وأظهر من خلالها حاجة الإنسان الى أُناس آخرين يتفاعل معهم ويتجه نحو تحقيق حاجاته بوجودهم مثل حاجته إلى الغذاء التي لا يمكنه تلبيتها بمفرده عن طريق الصيد مثلاً، إذ إنّ العديد من الحاجات لا يمكن للفرد أن يشبعها بمفرده، بذلك يكون الانسان كائناً اجتماعياً بالفطرة، أما أرسطو فقد تحدث في كتابه (السياسة) عن الجماعة الأولية للفرد والأهم من وجهة نظره ألا وهي الأسرة، فبوجودها تتلبى أكثر حاجات الفرد إلحاحاً وهي الأمان والحماية.
العصور الوسطى والإسلام
إنّ المرحلة التي تلت الفلسفة قد كانت العصور الوسطى إلا أنّها لم تكن ذات انتاج ملموس في هذا العلم، لكن المرحلة الاسلامية غيرت ذلك، ومن علماء المسلمين الذين أسهموا في تطور هذا العلم الفارابي الذي اتجه كما فعل أفلاطون من قبله إلى أنّ الفرد يتجه نحو الانتماء إلى الجماعات لتلبية حاجاته، وأضاف على ذلك أسباب تماسك الجماعة والعوامل المؤدية إلى تكونها، أما الغزالي فأضاف أنّه على الرغم من أنّ الانسان يتجه نحو تكوين الجماعات، فإنّ تكوينه لها ينتج عنه حاجات جديدة كالحاجة للانتماء والحب، ولا ننسى ابن خلدون الذي كان له دور كبير في سياقة نظريات علم النفس الاجتماعي.
العصر الحديث
شهد هذا العصر تطوراً كبيراً في علم النفس الاجتماعي بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، لما نتج عنهما من ويلات وآفات مجتمعية، فعمد علماء النفس إلى دراسة تأثير هذه الحروب في المجتمعات الانسانية، إضافة إلى أسباب هذه الحروب وأسباب الصراعات بين الأيدولوجيات المختلفة التي تعددت نتيجة التطور السريع والتعقيدات التي ظهرت في تلك الآونة.