الّعُلّيق – الشُجيرة التي تكلم منها الله

تاريخ النشر: 01/07/17 | 11:52

العليق اوالعوسج، ويسمى كبش أسود أيضاً، هو نبات بري مُعمر، يصل ارتفاعه 2-4 أمتار، شائك الأغصان والأوراق، ينتمي للعائلة الوردية من أقاربه الورد الجوري والتفاح والأجاص، تتكون الأَزهار في مجموعات على قمم الاغصان، تنضج الثمار في حزيران حتى نهاية شهر تشرين الأول. الثمار توتية تسمى الثمرة العلقية ومجموعة الثمار تدعى كبش العليق، تكون الثمار خضراء في البداية ثم تَحَمر وعند النضج تصبح سوداء، بذور العليق صغير تنتشر مع براز الطيور التي تأكل ثمار العليق. يعيش العليق في بلادنا كنبات بري في الأودية وبالقرب من ينابيع المياه وفي الاتربة الرطبة وبالقرب من المستنقعات.

توجد أصناف تربوية من العليق الذي يُعرف في الأسواق ب
BLACKBRRY
ويغرس كفرع زراعي في بعض الدول الأوروبية حيث تستغل الثمار للاكل طازجة ولصناعة الحلويات، والمشروبات الخفيفة ولصناعة النبيذ.
العليق مَعروف منذ القدم، لقد ذُكر في العهد القديم في التوراه سفر الخروج 1 “أَمِيلُ الْآنَ لِأَنْظُرَ هذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لَا تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟ فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللّهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: »مُوسَى مُوسَى « فَقَالَ: »هَئَنَذَا « فَقَالَ: » لَا تَقْتَرِبْ إِلَى ههُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لِأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ”
وذكرت نفس الحادثة في القرآن الكريم ” إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ” (طه 10-13) وذكرت في سورة القصص 30 كتب بانها شجرة مباركة “فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”
اما في الانجيل المقدس لوقا 6 ( 43 و44 ) ” لأَنَّهُ مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَرًا رَدِيًّا، وَلاَ شَجَرَةٍ رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا لأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ تِينًا، وَلاَ يَقْطِفُونَ مِنَ الْعُلَّيْقِ عِنَبًا”
عُرِف العليق في الطب الشعبي منذ القدم، لقد أوصى الطبيب الأغريقي دسقوريدس في القرن الميلادي الأول، بالعليق الناضج، كعلاج لألتهابات الحلق واستخدمت اوراق العليق لغسل الجروح ووقائها من الالتهابات.
اما عندنا فقد عرف كعلاج للبوسير وجروح المعدة ولامراض جلدية ولالتهاب اللثة.
قال داود الأنطاكي في تذكرته عن العليق ” جذره يفتت الحصى شرباً”
أما ابن سينا في القانون فيقول “طبيخ اوراقه بأغصانه يصبغ الشعر، ينفع من القروح على الرأس ويدمل الجراحات واذا مضغت اوراقه سدت اللثة وابرأت القلاع وكذلك ثمرته الناضجة وعصارة ثمرته وورقته تبرئ أوجاع الفم الحارة ، يعقل البطن ويقطع سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم وينفع من البواسير”.
فيما يلي وصفة شاي أوراق العليق كعلاج مفيد للالتهاب المثانة :
يؤخذ 50 غراماً من أوراق العليق وتغمر في لتر من الماء. ثم يوضع على النار ويغلى لغاية درجة الغليان، ثم يواصل الغلي لمدة 2-3 دقائق، يترك النقيع لمدة عشر دقائق في اناء مغطى، بعدها يتم شرب كوب واحد من “شاي العليق” كل 2-3 ساعات.

بقلم: سهيل مخول – البقيعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة