جمهور غفير يحتفي بـعودة زرياب في حيفا

تاريخ النشر: 19/03/14 | 0:35

غصت قاعة "كريجر" في مدينة حيفا مساء الخميس الماضي، 13.03.2014، بمئات عشاق الطرب الأصيل والموسيقى، اللذين وفدوا لمشاهدة الكونسرت الأندلسي "عودة زرياب" للفنان عنان زريق وكوكبة من العازفين والموسيقيين الفلسطينيين، والتي جاءت افتتاحًا لموسم "آذار الثقافة 2014" على شرف اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية ويوم الأرض الخالد.

افتتح الأمسية عريف الحفل، أمير زريق، مرحبًا بالجمهور ومتمنيًا لهم سهرة موسيقية فريدة وممتعة، ليدعو إلى المنصة بعدها السيد جعفر فرح، مدير مركز "مساواة" بحيفا، الذي يشرف على موسم "آذار الثقافة 2014" في إطار مشروع "الحقوق الثقافية".

جعفر فرح وأشرف العجرمي يؤكدان على وحدة الشعب الفلسطيني

وقد تحدث جعفر فرح عن الحالة التي خلقها موسم "آذار الثقافة" على مدار ثلاثة أعوام، بإحداثه حراكًا ثقافيًّا كبيرًا في معظم بلداتنا العربية، مؤكدًا على ضرورة عدم حصر الفعل الثقافي في شهر آذار فقط، ووجوب امتداده على مدار العام؛ وقد أعلن عن أن مشروع "الحقوق الثقافية"، وبالتعاون مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، سوف يعلن في آذار المقبل 2015 عن البلدة العربية "رائدة الثقافة الفلسطينية لعام 2014"، وفقًا لنشاطات هذا العام، ليس فقط بحجمها وعددها، بل بنوعيتها أيضًا وقيمتها الإبداعية والثقافية.

وشكر فرح طاقم مشروع "الحقوق الثقافية" في "مساواة"، الكاتب سلمان ناطور وعرين عابدي وعلي مواسي، لمساهمتهم في تنسيق عشرات الفعاليات التي تهدف إلى تثبيت الثقافة كحق في مواجهة الانهيار القيمي والتقسيم الطائفي الذي ينتشر في مجتمعنا، ودعا المؤسسات السياسية والسلطات المحلية العربية إلى تحمل مسؤولياتها في تطوير المنصات الثقافية في كافة المواقع، مؤكدًا على أهمية وصول الثقافة إلى المجموعات الأفقر والأكثر تهميشًا، بما في ذلك القرى غير المعترف بها في النقب.

بعد ذلك تحدث وزير الأسرى الفلسطيني سابقًا، أشرف العجرمي، مؤكدًا على وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أمكان وجوده، وناقلًا تحية حب وتقدير من الضفة الغربية عمومًا، ورام الله خصوصًا إلى حيفا ومجمل الداخل الفلسطيني، ومشددًا على أهمية الثقافة للإنسان والقضية الفلسطينيين.

وقد استعار الكونسرت اسمه "عودة زرياب" من الموسيقي العربي أبو الحسن علي بن نافع، الملق بزرياب، والذي عاش في القرن التاسع الميلادي، مقيمًا في بغداد أولًا ثم في الأندلس، حيث حقق نهضة موسيقية غير مسبوقة، وهو من أضاف الوتر الخامس في آلة العود، وطور ونمق الموشح الأندلسي وساهم في تطوير الموسيقية الغربية لاحقًا.

وقد جاءت أغاني ومعزوفات الكونسرت في قالب أدائي مسرحي من إخراج لنا زريق لحام وأفكار عنان زريق، تنظم أجزاءه قصة عاشقين متخيلة تحكي مجد الأندلس في الحقبة الأموية، ثم تفككه لإمارات يحكمها ملوك الطوائف والمرابطون، والنزاعات الدموية التي نشبت بينهم، ثم الاستعانة بالأجنبي على بعضهم البعض، انتهاءً بتهجيرهم من حواضرهم الأندلسي، والحب يصارع البقاء في ظل كل ذلك.

عنان زريق يمزج بين الشرقي والغربي

عمد الكونسرت إلى المزج بين موسيقى الشرق والغرب، فقدم مقطوعات إسبانية كلاسيكية خرجت للنور وهي موقعة ببصمات زرياب لما فيها من روح شرقية، أما الموشحات العربية فقدمت بتوزيعات حديثة قادتها آلة الجيتار التي ولدت من رحم العود.

شارك في الكونسرت عزفًا كل من الموسيقيين عنان زريق، وعطّاف بشارات، ويوسف سخنيني، أما غناءً وأداءً فشاركت كل من الفنانات هزام هردل، ونهيلة سوسان، ورلى ميلاد عازر.

أما الموشحات والأغاني التي قدمت فهي: جينا من أندلس الحضارة نص وألحان عنان زريق، وموشح جاد الغيث لسان الدين بن الخطيب، ولما بدا يتثنى موشح، ويا مايلة عالغصن الأخوان الرحباني، ويا غصن نقا موشح، وأضحى التنائي ابن زيدون، موسيقى لوس تريجاليس وخواكين رودريجو، وهل تذكرون غريبًا ابن زيدون، ويا ربوع بلادي الأخوان الرحباني، ولقد ذكرتك عنرة بن شداد وألحان الأخوان الرحباني، ويا زائري في الضحى الأخوان الرحباني، ويا وحيد الغيد موشح أندلسي، ويا غزالي كيف عني أبعدوك موشح أندلسي، ولا – بالوما "اليمامة" كلمات عنان زريق ومسيقى ييراديير، وأخيرًا مقاطع من قصيدة للشاعر الأندلسي صالح بن يزيد النفري.

أما المقطوعات الموسيقية الإسبانية التي قدمت فهي: أستورياس أيزاك ألبنيز، وكابريتشو عربي فرانسيسكو تارريغا، وسيريناتا إسبانيولا خواكين ملاتس، وأديليتا فرانسيسكو تارريغا، وسولياريس خواكين تورينا، وركويردوس ديلا الهامبرا "ذكريات من قصر الحمراء" فرنسيسكو تارريغا، وكونشيرتو دي أرانخويز خواكين رودجيرو.

"آذار الثّقافة 2014"

يذكر أن موسم "آذار الثّقافة 2014"، والذي يقوم عليه مشروع "الحقوق الثقافية" في مركز "مساواة"، ينظم بالتعاون مع قرابة الأربعين مؤسسة أهلية وثقافية وبلدية في الداخل الفلسطيني، ويشهد أكثر من ستين حدثًا ثقافيًّا في أكثر من ثلاثين بلدة ومدينة عربية.

أما كونسرت "عودة زرياب" فساهم في دعمه كل من موقع "قديتا نت" الثقافي، وموقع "حيفا نت"، و"صيدلية الكرمل"،

و"شقحة"، و"قهوة نخلة الأصلية"، و"شترودل"، و"علا فوتوغرافي"، ومطعم "لمسة"، وحمصية "أبو مارون"،

و"برينتو".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة