أسرار الفلك وفك الأسحار في "الطائفة السامرية"

تاريخ النشر: 11/01/14 | 12:34

يرتبط جبل جرزيم قرب نابلس بالطائفة السامرية ارتباطاً وثيقاً، إذ يعتبرون أنفسهم السلالة الحقيقية لشعب بني إسرائيل التي خرجت مع النبي موسى من مصر وهم يعيشون على قمة هذا الجبل في بيوت قرميدية جميلة والذي يدعى أيضاً جبل الطور ويعتقد السامريون أن موسى عليه السلام كلم ربه من فوقه ويقيمون عليه طقوسهم الدينية أثناء عيد الفصح حيث يحتفلون بنحر الذبائح وتقديم القرابين وتأدية الفرائض والصلوات في العراء كل عام .

والطائفة السامرية أصغر طائفة دينية في العالم لا يتجاوز عدد أفرادها 750 شخصا وتضم 5 عائلات منها عائلة الكهنة التي تقوم بالطقوس الدينية وعائلة اللطيف والسراوي وصدقة ومفرج و يمارس بقية أفراد الطائفة التجارة والصناعة والعمل في دوائر الحكومة والمهن المختلفة .

وتعتبر عائلة الكهنة من أكثر العائلات المتمسكة بالدين ولا يحق لغيرها ممارسة علم الفلك والفتاحة حيث يمارس عشرة كهنة من هذه العائلة علم الفتاحة والتنجيم في مكاتبهم المنتشرة على طول شارع جامعة النجاح الوطنية في نابلس.

يقول الكاهن عابد عطا الله إبراهيم " توارثنا كتب الفلك والتنجيم منذ آلاف السنين، وآخر كتاب عندنا نستخدمه عمره نحو 3000 عاما ، وما نقوم به ليس دجلا أو خرافات على الإطلاق بل هو علم نمارسه عن طريق علم الفلك وتحليل الأسماء وتحليل الأحرف الأبجدية من خلال تعاليم كتاب التوراة الأصلي الذي لم يحرف ، ونحن لا نؤمن بالسحر وإخراج الجن من الجسد.

وأكد أن كل حرف من أحرف الاسم له معنى عندهم ولغتهم العبرية القديمة تتكون من 22 حرفا وكل حرف يعني عضوا من أعضاء الجسم ، ويتابع قائلا " لقد تعلمت الفلك والفتاحة من والدي الكاهن عطا الله الذي توفي قبل عام وكان عمري 30 عاما وهو العمر المناسب لتعلم أسرار وتعاليم هذه المهنة أو بعد الزواج ، وأنا أقوم بعمل الحجاب وعلاج بعض الأمراض وعدم الإنجاب من خلال علم الأسماء والحروف فسيدنا إبراهيم عليه السلام لم ينجب من زوجته سارة ألا بعد أن غير اسمه من أبراهام إلى إبراهيم وهي غيرت اسمها من سرت إلى سارة ، على حد تعبيره .

وعن المبالغ التي يتقاضاها مقابل عمله بين أن المبلغ يصل ما بين 500 – 1500 شيكل وأحيانا تزيد عن ذلك حسب حجم وطبيعة العمل وهناك من يقومون برهن ذهبهم وجواهرهم إن لم يتمكنوا من دفع المبالغ المطلوبة ، ويضيف " انه قبل البدء بالعلاج يبين لزبائنه ماذا سيعمل وكيف ولماذا ويحدد لهم تكلفة العلاج مشيرا إلى وجود وصفات طبية من الأعشاب يستخدمها لعلاج بعض الأمراض المستعصية ، مؤكدا أن عمله ليس دجلا على الإطلاق وانه لا يستخدم قدرته على الفتاحة والتنجيم لعمل السحر لإيذاء الناس كمنعهم من الزواج أو الإنجاب أو الفراق وان حاول الزبون دفع الذهب والمجوهرات له فهو لا يؤذي البشر فهذا أمر مرفوض وممنوع في عالم الكهنة .

وبين لنا عابد انه يستخدم المجهر لوضعه فوق الكف يستطيع من خلاله أن يعرف إن كان عمر الشخص طويلا أو قصيرا وطبيعة الوضع المادي وعدد الأفراد الذين سينجبهم الشخص وان كانوا ذكورا أو إناثا إضافة إلى طبيعة عمله في الحياة .

السيدة ( س ، ع ) التي رفضت الكشف عن اسمها من إحدى قرى نابلس تقول : لجأت للفتاحة عند السمرا بعد أن تفاقمت المشاكل بيني وبين زوجي وأعطيتهم اسمي واسم أمي واسم زوجي واسم أمه وأسماء أولادي وكل المعلومات التي طلبت مني ، وقاموا بعمل حجاب لي بنية التوفيق بيننا وقد كلفني العمل 2500 شيكل اضطررت لبيع عقد وخاتم من ذهب لتامين المبلغ لا يهم في سبيل انتهاء الخلاف بيننا فقد كنت على حافة الهاوية وبحاجة لحل يوقف معاناتي ، التي لم تنتهي فبعد شهرين من العمل تفاقم الخلاف الذي أدى إلى طلاقي وتزوج زوجي من أخرى ، فالحجاب لم يعيد لي زوجي "

أما أم سمير وهي من احد مخيمات نابلس تقول عندي أربع بنات جميعهم تزوجوا إلا ابنتي الكبيرة وقد زاد عمرها عن الثلاثين فخوفا على مستقبلها وخوفا من خطر العنوسة ، لجأت إلى الفتاحة عند احد الكهنة وعمل لها حجابا وعملا للزواج كلفني 1200 شيكل وبعد عدة أشهر أي بنفس العام رزقها الله بابن الحلال وتزوجت وارتحت من همها الذي كان يكسر ظهري ، وتساءلت أم سمير باستغراب ، والله يا بنتي ما بعرف هل الحجاب عمل عمايلو أم هي صدفة ؟ المهم أن ابنتي انسترت في بيت زوجها .

( وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة