نوافذ على الأرواح
تاريخ النشر: 29/09/16 | 0:14مقولة صادقة تمامًا، والروح هنا تعني الشخصية والنفسية أكثر من معناها الحرفي المترجم عن المقولة الأصلية Eyes are the window to the soul، أي أن العين نافذة صريحة تطل على شخصيتك ونفسك! وعلى الرغم من أن أصل هذه المقولة يعود للقرن السادس عشر الميلادي، إلا أن العلم حديثًا قد أثبت صحة تلك المقولة القديمة. فالعين “حرفيًا” نافذة تطل على روحك!
المعروف أن قزحية عين كل شخص تتميز ببنية مختلفة من الخطوط، النقاط والألوان؛ لذا قام العلماء في جامعة أوريبرو في السويد بمقارنة عيون ما يزيد عن 428 شخصًا مع سمات الشخصية الخاصة بهم لمعرفة ما إذا كانت هذه البنيات المختلفة لقزحية العين تعكس شخصياتهم حقًّا.
لتحقيق هذا، ركزوا على أنماط في الجريبات Crypts (الخيوط التي تشع من البؤبؤ) والثلمات المنكمشة Contraction Furrows (الخطوط المقوسة حول الحافة الخارجية) التي تتشكل عندما يتمدد بؤبؤ العين؛ وأظهرت النتائج التي توصلوا إليها أن الأشخاص التي تتمتع عيونهم بجريبات كثيفة يتميزون بأنهم أكثر عطفًا، وعطاءً وثقة، وكذلك أكثر ميلًا للتعاطف مع الآخرين! وفي المقابل، فأولئك الذين يتمتعون بثلمات مكنمشة أكثر يتصفون بأنهم أكثر عصبية وتسرعًا!
ومن قبل، جادل الباحثون طويلًا بأن بنية العين والشخصية قد يكونا مرتبطين لأن الجينات المسؤولة عن تطوير القزحية تلعب أيضًا دورًا في تشكيل جزء من الفص الجبهي من الدماغ، الأمر الذي يؤثر في الشخصية. ويأمل العلماء أن يصبح بمقدورنا يومًا استخدام مثل هذه النتائج في التحليل النفسي وفرز المرشحين للوظائف مثلًا!
والآن، إلى السؤال الذي دعاني لكتابة هذا المقال في الأصل: إذا ما اتخذنا التركيب المدهش والمبهر للعين كقياس للمشاعر والنفسية التي تموج بها أنفسنا نحن البشر، فهل يمكن تطبيق الأمر ذاته على كافة “الأرواح”؟
دائمًا ما نتهم الحيوان بأنه بلا مشاعر اجتماعية متطورة أو راقية، أو على أفضل تقدير بدرجات متدنية منها، فهل هذا صحيح حقًا وفقًا للنظرية الحديثة بالأعلى؟ هل يمكن أن تمنحنا نظرة عن قرب لعيون بقية الكائنات فهمًا أعمق لدرجات الشعور التي يمكن أن يحققوها بالتناسب مع طبيعة بيئتها أو طريقة تغذيتها من قنص أو قتل؟
ما رأيكم بتبين الأمر بأنفسنا؟!