الفن كواقع بديل لواقع مرفوض

تاريخ النشر: 24/11/13 | 5:12

مداخلة في لوحة للفنانة فيروز محاميد ابنة أم الفحم في الندوة ضمن معرض الفنون التشكيلية، الفن والمجتمع: كفر قرع 16/11/2013

عندما تُحلِّق الأنثى ولا تُلامس قدماها الأرض فهي حالة من الحلم، قد ترتفع بها الوانُها، ألوان فسيفساء فستانها، ولا تعود تربطها بـ"أرض"… لماذا ؟

ألِأنّ التَخيُّل أجمل؟

ربما هي تبحث عن واقع بديل لواقعٍ مرفوض، وأداةُ بحثها…الحلم.

الفنانة المربية فيروز محاميد تُشارك في المعرض الدولي الأول للفنون في كفر قرع بعمل تشكيلي يمزج بين لمسات الفرشاة والألوان المائية والتركيب الفسيفسائي لرقاع ورقية ملونة تُشكّل فستان أنثى مموهة الملامح، لا تماس بين قدميها وأرض، فترتفع، ربما بفعل الخيوط الزرقاء في خلفية اللوحة، المُدلّاة من بالونات تطير عالياً، وربما كانت لهذه الخيوط " الحبال " مهمة متناقضة، تقول اللوحة، رغم بساطتها، لمن يرى، إن للحلم اتساعه الفسيح للبوح ان اللون يمكن أن يخرجه من احادية المنظور، قد يكون للحلم أكثر من لون يعطيه أفضليةً على رمادية الواقع، وهذا يعيدنا للسؤال الاساس، بماذا تحلم الأنثى حين تُحلّق ؟

وهل الخيوط التي ترفعها هي هي خيوط مسرح الدُمى التي تمسك بزمامها وتحركها أيدٍ خفية لا تُرى في اللوحة وتتحكم بالأساس بحركة " الأنثى " كيفما تشاء، وقد تلتف بحركة ما حول عنقِ حلمها فتبتر انسيابه ؟

لا أظن فنانتنا ستعطي الإجابة عن هذه التساؤلات، فليس لزاماً على الفنان سوى طرح الأسئلة ومن واجب المتلقي الإجابة، أو أقلّه محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة.

الأسئلة التي هي بعض الظن الفاضل، بما أن بعضه إثم، وهي مفاتيح المعرفة في استزادة العلم.

في الفن التشكيلي كل لوحة حلم، ويلزم لتفسيرها ما يلوم من شروط لتفسير الحلم، وكل حلم يستمد عناصره وخواصه من الواقع، هو لا يطابق الواقع بل يهدف للأطباق عليه بالأجمل والأفضل، كما يراه أو يحلم أن يراه الفنان صاحب الموهبة.

على عاتق هؤلاء تقع بعض مسؤولية تغيير العالم.

اقرأ المزيد:على هامش معرض كفرقرع للفنون: الفن كواقع بديل لواقع مرفوض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة