أخطر 5 تهديدات لبقاء البشر في المستقبل
تاريخ النشر: 24/08/16 | 7:05عندما نتحدث عن الخطر الذي يهدد الوجود البشري فإننا حتمًا لا نعني بذلك الأجيال القادمة بعد 200 سنة، وإنما نتحدث عن الأجيال التي نأمل أن تأتي بعد 1000 أو 10000 سنة من الآن، ونحن هنا نتحدث عن الأمل لأننا نواجه الكثير من المخاطر التي تهدد وجودنا، وهذه المخاطر لا تتمثل فقط في الكوارث الطبيعية ولكنها تتمثل في الكوارث التي ستضع حدًّا للوجود البشري.
لم يتجاهل الجميع المستقبل البشري، فنجد الصوفيين مثل نوستراداموس الذي حاول حساب نهاية العالم، إضافة إلى H.G. Wells الذي حاول تطوير علم التنبؤ واشتهر بتصوير المستقبل البعيد للبشرية في كتابه “آلة الزمن”، إضافة إلى كتّاب آخرين تناولوا هذا الموضوع من باب التكهن أو التهكم أو التحذير، إلّا أن هؤلاء الرواد أو futurologists سواء فكروا في مستقبل البشرية أم لا فإنهم لن يغيروا النتيجة، وليس هناك أحد من البشر يمكن أن يفعل شيئًا ليخلصنا من أزمة وجودية أو حتى أن يسبب واحدة.
نحن أكثر حظًّا اليوم، حيث أن النشاط البشري بدأ يفكر بشكل مطرد في مستقبل كوكبنا، وعلى الرغم من أننا بعيدون كل البعد عن السيطرة على الكوارث الطبيعية، إلا أننا نعمل على تطوير التقنيات التي قد تساعد على التخفيف منها، ومع ذلك لا تزال دراسة هذه المخاطر غير موجودة، وهناك شعور بالعجز أمامها حيث أن الناس يتحدثون عن نهاية العالم منذ آلاف السنين، ولكن قلة قليلة فقط حاولت منع هذه النهاية، لأن البشر لا يمكنهم أن يفعلوا شيئًا أمام المشاكل التي لم تحدث بعد، ربما بسبب ميلنا إلى المبالغة في تقدير احتمال الأحداث التي نعرفها، والتقليل من شأن الأحداث التي ليس لنا بها أي علم.
انقراض الانسان لا يعني فقط خسارة لجميع الأحياء وإحباطًا لأهدافهم، لكن الخسارة ربما تكون أكبر من ذلك بكثير، حيث أن انقراض الإنسان يعني فقدان كل المعاني التي أنتجتها الأجيال السابقة، وحياة جميع الأجيال القادمة، وجميع القيم التي قد تكون قادرة على خلقها، فإذا فُقد الوعي والذكاء فإن هذا قد يعني أن القيم نفسها تصبح غائبة عن الكون، وهذا سبب أخلاقي كبير يدفعنا للعمل بجد لمنع هذه التهديدات الوجودية من أن تصبح حقيقة واقعة، ويجب علينا ألا تفشل ولو مرة واحدة في هذا السعي، وقد اخترت ما أعتبره أكبر خمسة تهديدات للوجود البشري مع أخذ كل ما ذكرته سابقًا بعين الاعتبار إضافة إلى أن هناك محاذير يجب أن توضع في الاعتبار أيضًا، ولذلك فإن هذه القائمة ليست نهائية.
فقد اكتشفنا في القرن الماضي مخاطر وجودية جديدة، حيث تم اكتشاف البراكين في 1970 في وقت مبكر، وقبل مشروع مانهاتن كان من المستحيل اندلاع حرب نووية، وبالتالي فإن بعض المخاطر التي تبدو خطيرة اليوم قد تختفي غدًا لأننا نتعلم المزيد، ومع مرور الوقت تتغير الاحتمالات أيضًا ربما لأننا نشعر بالقلق إزاء المخاطر ونعمل على إصلاحها.
أخيرًا، ليس كل ما هو ممكن ويحتمل أن يكون خطيرًا يستحق القلق بشأنه، فهناك بعض المخاطر التي لا نستطيع أن نفعل أي شيء إزائها مثل الرشقات النارية لأشعة جاما التي تنتج عن انفجارات المجرات. ولكن إذا علمنا أننا يمكن أن نفعل شيئًا فإن الأولويات تتغير على سبيل المثال، مع الصرف الصحي واللقاحات والمضادات الحيوية.
الحرب النووية
في حين تم استخدام اثنين فقط من الأسلحة النووية في الحرب حتى الآن على هيروشيما وناغازاكي في الحرب العالمية الثانية، إلا أن المخزونات النووية اليوم هي أقل مما وصلت إليه أثناء الحرب الباردة، ومن الخطأ أن نعتقد بأن الحرب النووية أمر مستحيل، بل إنها في الواقع قد تكون واردة، فقد كانت أزمة الصواريخ الكوبية قريبة جدًّا من أن تتحول إلى حرب نووية، ولو افترضنا وقوع واحد مثل هذا الحدث كل 69 سنة وفرصة واحدة من كل ثلاثة لأن يصبح حربًا نووية، فإن فرصة وقوع مثل هذه الكارثة يزيد إلى حوالي 1 إلى 200 سنويًّا.
الأسوأ من ذلك، أن أزمة الصواريخ الكوبية كانت فقط من أكثر الحالات المعروفة، حيث أن تاريخ الصراع السوفييتي الأمريكي للردع النووي مليء بالأخطاء الخطيرة وقد تغيرت الاحتمالات الفعلية اعتمادًا على التوترات الدولية، ولكن يبدو من غير المعقول أن تكون فرص وقوع مواجهة نووية أقل بكثير من 1 في 1،000 سنويًّا.
ومن شأن حرب نووية شاملة بين القوى الكبرى قتل مئات الملايين من الناس مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، وهذه كارثة لا يمكن تصورها. ولكن هذا لا يكفي لجعلها خطرًا وجوديًّا، وهناك دائمًا مبالغة في مخاطر التداعيات التي قد تكون قاتلة محليًّا، ولكنها محدودة على المستوى العالمي، إذ أن قنابل الكوبالت اعتبرت سلاحًا فتاكًا من شأنه أن يقتل الجميع مع تداعياته، ولكنها في الواقع صعبة الإنتاج وبالتالي فهي غير ممكنة عمليًّا.
التهديد الحقيقي هو الشتاء النووي الذي يحدث بسبب تخزين السخام في طبقة الستراتوسفير مما يؤدي إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة لسنوات متعددة، وبالتالي خفاف العالم، وتظهر المحاكاة المناخية الحديثة استحالة الزراعة في معظم أنحاء العالم لسنوات، وفي حالة حدوث هذا السيناريو، فإن الملايين سيموتون جوعًا، ولن يبقَ سوى بعض الناجين مع تهديدات أخرى مثل المرض، ولكن ما لا نعلمه حقًّا هو كيف سيتصرف السخام، حيث أن النتائج قد تكون مختلفة جدًّا اعتمادًا على نوع السخام، وليس لدينا حاليًّا أية وسيلة جيدة لتقدير ذلك.