الروائي محمد شكري صاحب الخبز الحافي في ذكراه العاشرة
تاريخ النشر: 31/10/13 | 5:44مرت عشر سنوات على وفاة كاتب البؤساء والفقراء والصعاليك، وكاتب العنف والتمرد، الروائي المبدع والخلاّق والجارح محمد شكري، أحد أبرز أعلام القصة والرواية في المغرب العربي.
عاش محمد شكري معذباً، مشرداً، ومطارداً في أزقة البؤس والشقاء في طنجة، باحثاً عن عالم انساني يعيد للإنسان المعذب انسانيته المسلوبة وكرامته المهدورة.
اشتهر محمد شكري بروايته الجميلة الرائعة والشائقة "الخبز الحافي"، التي حظيت باهتمام الكتاب والنقاد والمثقفين والقراء على امتداد الوطن العربي. ويمكن القول ان نصوصه الابداعية، القصصية والروائية ، تندرج في اطار "الادب العاري"، هذا الادب الذي تميز به وجاء من خلال معاناة قاسية كابدها بروحه وعقله وجسده، وعبر عنها بلغة حية وجميلة، هي لغة الشارع والرصيف.
يعتمد محمد شكري في اعماله المطبوعة "الشطار" و"السوق الداخلي" و"وجوه" و"مجنون الورد" الجانب الاجتماعي والانساني والسياسي ، فيصور المسلكيات الاجتماعية وانماط الحياة في المجتمع التقليدي ، المغربي والعربي ، وتغدو شخصياته ذات ملامح مغربية شعبية مسحوقة منتصرة على طول الخط ، يصوغها باسلوب قصصي متدفق . وتبدو قدرته على تصوير النفس الانسانية المتألمة وسبر أغوارها وتعمق نوازعها واتجاهاتها ، ولا يترك أية فرصة دون ان يقف ليشير الى دلالاتها في التربية النفسية وأخلاقيات الناس والمجتمع.
محمد شكري كاتب يسجل الواقع، رغم قساوته وبؤسه، ويترنم بأناشيد الجياع والبائسين، ويردد أهازيج الثورة والتمرد على الظلم والقهر والعسف والانسحاق، ويداعب أحلام الفقراء والمسحوقين اجتماعياً، المنتصرين في انتفاضتهم على الجرح والألم والجوع والقهر الطبقي.
الكتابة لدى محمد شكري هي موقف أخلاقي يعتمد الإثارة العاطفية والتجاوب الإنساني، ورصد فني جمالي لحدث أو واقعة اجتماعية ينقلها عبر أدواته الفنية، ويتوغل خلالها في طبيعة العلاقات الاجتماعية والاوضاع القاسية والظروف الصعبة المريرة، التي تعيش فيها التشكيلات الاجتماعية – الطبقية في المجتمع المغربي .
وصفوة القول، ان محمد شكري صوت جارح ونموذج متميز ومشرق في الكتابة الابداعية العربية ، وهو من الكتاب الذين لا يموت ادبهم بموتهم بل سيواصل النمو والانتشار لأنه أدب واضح وصادق وشفاف، أدب يقدم الحدث في صور موحية وبمهارة فنية.