قراءة في ديوان فراشات على ورق للشاعر أنور سابا

تاريخ النشر: 15/06/16 | 0:20

قرأتُ ديوان ” فراشات على الورق ” للشاعر الحيفاوي أنور سابا، الصّادرِ عن “الآن ناشرون وموزعون” – عمان، وهو يحوي في طيّاته 38 قصيدة في 118 صفحة، قام بمراجعته عُمر السِّنَوي الخالِدي، وقام بتنسيقه داخليا مجدي أبو قويدر.
هذا إصداره الثاني وشارك في مهرجانات شعرية عديدة، ونشر قصائده في الصحف العربية والعبرية وقراءته تعتبر رحلة ثقافية مميزة.
في ديوانه الأول: “عزف على خاصرة الكلمة” بفصوله الاربعة: الغياب، البحث عن الوطن، الحنين وأعباء، أثار أنور تساؤلات عدة بما فيها التكلس الفكري والتقوقع والمناشدة بالتعددية ، وحاول في ديوانه هذا الاجابة عليها.
أثبت أنور في ديوانه هذا بأنه قارئ ومثقف حيث أنه سرح مع ماركيز ورائعته “مائة عام من العزلة” ليجد الوطن الذي بحث عنه في ديوانه الأول ، حيث تراب يضم لحد أجداده كما نرى في قصيدته “الوطن”.
وكذلك سرح مع محمود درويش وحنينه وغيابه المفقود في ديوانه الأول لنراه يجده في قصائده “انسان جديد” حيث يقول :”لستُ عاريًا ولي انتماءٌ …من هنا أنا … وأيضًا من هُناك … الأرضُ، الشجرُ والحجرُ لي” ، “مثلكم” “هذه هويتي وهذا وطني”، “وطن بلا حدود” /”طريق الآلام”/ “اطياف”.
ثم أبحر مع أحلام مستغانمي – “فوضى الحواس” في قصيدته “ابحار في انهار الزمن”.
ومن بعدها ترنح في قصيدته “المرأة والمرآة” مع ليلى الأطرش وقدسها في رواية ترانيم الغواية (ص52 “حين تنظرين الآن في المرآة سترين فقط ظلال رجال عبروا يوما على طريقك”).
أما في رائعته “فراشات على الورق” فهو يراوغ أدونيس ومن ثم يشوط وإياه ويتصالح معه في ” عودة أدونيس”.
يكتب أنور للأرض والوطن ويبحث عن الغياب والحنين ليجده مع غسان كنفاني وعودته إلى حيفا في قصائده “النزوح” “جدران وشبابيك” (تعبق الجدران برائحة أصحابها حتى وإن غابوا)، ومع الياس خوري وروايته “باب الشمس” ويتغنّى بالأرض ولها في قصيدته “سنديانةُ الجليل أنت”.
تغزّل أنور ونظم قصائد غزليّة نِزاريّة ويقول في بداية الفصل “كلُّ حبّ جديد هو ولادة ثانية بعد هزيمةٍ وانكسار، والمرأة هي الأم والأرض.. الوطن والعشيقة، لذلك تصبح قصائد الغزل منبرًا، وحروفُ الكلمات صلاة.” فكتب قصائده “اجتياح” و “طُغيان” و”إهداء” صارخًا : تجتاحُني أنوثتُكِ اجتياح المُحاربين وأنا، مفطورُ الفؤادِ مثخنٌ بجراحٍ كخُطوطِ الوشمِ على جسدٍ قديم .
طبعا لم ينس أنور مهنته كمهندس فشطح و أرخميدس في قصيدته “وجدتها وجدتها” باحثًا عن السعادة المفقودة ليجد ضالّته :” السعادة في العطاءِ أكثر منها في الأخذِ” (يوريكا).
وكما في ديوانه الأول، ترك لنا التساؤلات في أسطورته ” في انتظار عودة جلجامش”.
في الجانب اللغوي، أزعجتني الأخطاء النحوية واللغوية والإملائية عبر صفحات الديوان مما ظلم أنور، وهنا ألقي اللوم على الناشر المستخف بالقارئ والظالم للشاعر فلم ينبّه أنور لتلك الأخطاء.
ولفت انتباهي غيابُ الفنّان صاحب صورة الغلاف، إذ لم يُنصفْ أنور الفنان ولم يُعطِه حقَّه وتساءلتُ: لماذا ؟؟
حان الوقت يا أنور لتقطع حبل السرة مع المدرسة الدرويشية لتنطلق وتحلق في سماء العشق تاركًا ذاك الحبل الذي رأيناه في قصائدك “الوطن” (ص7) / “لقيطة” (ص20) / “نافذة الى النهار” (ص 36) / “مواسم لولبية” (ص71) / “امرأه” (ص72).
وأخيرًا ، هنيئا لنا بك يا أنور وبانتظار المزيد من عطائك وديوانك القادم.

المحامي حسن عبادي
7sn3bade

47

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة