أطفال الغابة.. أبناء في كنف الحيوانات
تاريخ النشر: 25/04/16 | 3:39ربما يعرف أغلبنا المسلسل الكرتوني «ماوكلي»، وهو تلك الشخصية الكرتونية التي تربت في الغابة مع الحيوانات، وباتت تتفاهم معها وتألف العيشة بينها أكثر من بني البشر، العجيب أن هذا المسلسل كان من وحي الواقع، وهناك أكثر من شخصية عاشت حياة تتشابه في خطوطها العريضة بالمسلسل الكرتوني، واقع وحقيقة لأطفال عاشوا وتربوا بين الحيوانات، فكانت لهم حاضنة ومربية أعطتهم ما طلبوه من حنان ورعاية وحماية من دون أن تملك عقلاً، وإنما هي الفطرة وفقط الفطرة. ومن هؤلاء الأطفال:
• فتى الذئب الهندي دينا سانيشار
لُقب بالذئب الهندي، بعد أن وجده عدد من الصيادين عام 1867، في منطقة تدعى «سيكاندرا» بين مجموعة من الذئاب، وكان يبلغ من العمر 6 سنوات فقط، الأمر الذي جعلهم يظنون أن تلك الذئاب قد خطفت هذا الطفل لتلتهمه، ولكن وبعد المراقبة، لاحظ الصيادون أن الطفل هو من يلاحق الذئاب، ويعيش بينها وينام ويأكل ويلهو معها دون أي خوف، ومع ذلك فقد قرر الصيادون تخليص الطفل؛ باعتبار أن حياته غير آمنة، فقاموا فوراً بقتل الذئاب وتخليص الطفل ونقله إلى المدينة، حيث أودع في دار للرعاية هناك، والغريب أن دينا أظهر في دار الرعاية بعض العادات غير الآدمية، فقد كان يرفض أن يلبس أي ملابس، ولا يمشي سوى على أربع، كما أنه كان يفضّل أكل الطعام بفمه مباشرة عن الأرض دون مسكه بيده، ويفضل اللحوم النيئة على تلك المطهوة، ورفض رفضاً باتاً تعلّم الكلام والتعامل به مع الناس طوال حياته، ومع ذلك فقد حاول القائمون على المركز تأهيل دينا قدر الإمكان، ولكن يبدو أن تلك الحياة لم تكن هي التي يتمناها، فمات وهو في ريعان شبابه، بعد أن أدمن شرب التبغ.
فتى الماعز الإنديزي دانيال
دانيال هو الفتى ابن 12 ربيعاً، عثر عليه علماء من جامعة كنساس الأمريكية في البيرو، في جبال الإنديز عام 1990، حيث كان يعيش بين الماعز بعيداً عن حياة البشر، وبعد إجرائهم للكثير من الفحوصات على تلك الحالة، التي استرعت انتباههم، تبيّن وجود بعض الأشياء الغريبة، منها أن دانيال كان قد عاش مع الماعز مدة لا تقل عن ثماني سنوات، كما أنه كان يجيد التواصل والتخاطب معها بطريقة غير مفهومة للبشر، ويمشي على أربع مثلها، ولا يأكل سوى النباتات والتوت البري، كما لاحظوا أيضاً وجود بعض الندب في قدميه، وهي تشبه الحوافر التي تحمي قدميه من الأرض الوعرة، والغريب أن دانيال لم يُجِد لغة البشر، ولم يقبل أن يتعلمها، ورفض كل برامج التأهيل التي طبقت عليه ليبقى كما هو فتى الماعز.
الشمبانزي النيجيري بيلو
ربما كان بيلو أحد ضحايا العادات السيئة التي مارسها أهالي بعض المناطق الأفريقية، حيث إنهم كانوا في الماضي يرمون الأطفال المعاقين في الغابة؛ لكي يموتوا أو على الأقل ليعيشوا بعيداً عنهم، ولكي لا يسببوا لهم المتاعب، وقد يكون هذا ما حدث لهذا الطفل النيجيري، فبيلو الذي وُجد في عام 1996 في غابة فالغور، التي تبعد 150 كيلومتراً عن مدينة كانو النيجيرية، كان لا يبلغ من العمر سوى عامين فقط، ويعاني من تخلف عقلي، بالإضافة لإعاقة جسدية، الأمر الذي جعل البعض يظنون أنه ضحية عادة رمي الأبناء المعاقين في الغابة، وقد وجد بيلو بطريقة غير عادية، حيث كان يعيش بين قرود الشمبانزي النيجيرية، وكان يمارس نفس تصرفاتها، فيقفز ويضرب على رأسه ويمشي بنفس الطريقة، ومن حسن الحظ أن بيلو كان صغيراً، وكان بالإمكان السيطرة على تصرفاته وإعادة تأهيله، فترك لدى عائلة للعناية به، وخلال سنوات قليلة ترك بيلو كل عاداته السيئة، وأصبح وديعاً جداً وغير مؤذٍ، لكن شأنه شأن سابقيه، ربما لم تناسبه حياة بني البشر بقسوتها فمات في عام 2006؛ أي بعمر 12 عاماً فقط.
• الطفل الغزال
الطفل الغزال، هو اللقب الذي أطلقه الصيادون على الطفل الذي يبدو أنه عربي، حيث وجده الصيادين في عام 1946 في الصحراء بين العراق وسوريا، وكان حينها يبلغ من العمر تقريباً 10سنوات، وقد وجد عارياً تماماً ويشعر بألفة مع الغزلان، فيركض معها ويجاريها بالسرعة أيضاً، وصب الصيادون جل اهتمامهم على هذا الطفل الغريب لساعات وساعات، حاولوا خلالها اللحاق به واصطياده، ولولا تدخل جيب عسكري عراقي في المهمة لما كان الصيادون استطاعوا الإمساك به؛ نظراً لسرعته غير العادية، ونقل مباشرة إلى دمشق، حيث أودع في إحدى دور الرعاية السيئة دون أي عناية، واستطاع الهرب من هناك في عام 1955، وأصبح الشارع هو مسكنه، وقد استغل بطرق شتى حتى إن بعض الأشخاص كانوا يقيمون عليه العروض للناس لمشاهدة سرعته التي وصلت لأكثر من 50 ميلاً في الساعة؛ أي أنه يستطيع الركض بسرعة سيارة، وكان يُعطى مبالغ زهيدة من المال دون أن يعرف ما هو هذا المال أصلاً.
• روكوم فتاة الأدغال الكمبودية
روكوم، أو كما تمت تسميتها، فتاة كانت تبلغ من العمر 8 سنوات، عند اختفائها في ظروف غامضة، حيث كانت ترعى الأغنام على حواف الغابة كل يوم، وفجأة ودون مقدمات اختفت، دون أن تترك أي دليل أو سبيل للوصول إليها، وقد انتهت القصة عند هذه الحدود، واعتاد أهلها على غيابها، حتى تيقنوا تماماً أنها من دون شك قد ماتت، ومرت السنوات حتى لاحظت إحدى نساء القرية امرأةً عاريةً تتسلل إلى مخزنها؛ بهدف سرقة الأرز، وفور رؤيتها تأكدت أنها هي نفسها روكوم، التي اختفت منذ أكثر من 18 عاماً، حيث تميزت الأخيرة بوجود ندبة مميزة على ظهرها رأتها المرأة، فتيقنت من الشخصية مباشرة، ولم يستطع أحد أن يعرف الطريقة التي عاشت بها روكوم كل تلك الفترة بمفردها بعيداً عن الناس في الغابات وبين الحيوانات؛ وذلك لصعوبة التواصل معها، فهي لم تكن تستطيع التحدث بلغة البشر، ولم تكن أليفة في التعامل أبداً، وحاول الجميع احتضان هذه الفتاة التي غابت لما يقارب العقدين من العمر، ولكن من الواضح أنها نفسها لم تستطع التعايش مع البشر، فقررت العودة من جديد من حيث أتت، لتختفي مجدداً دون أن يعلم أحد مكانها.